أصيبت سارة، وهي أرملة سعودية، بالصرع من فترة بعيدة، وأصبحت عيادات الأطباء ملاذا لها بين الحين والآخر، ولم تقف مأساتها عند حد المرض، وإنما هي مهددة بالطرد من منزلها، بخلاف الجوع الذي أصبح رفيقاً لها ولأسرتها. تخرج سارة إلى الشارع تارة، لتبحث عن لقمة العيش لأبنائها، فتعود خائبة الرجاء، وتحت أشعة الشمس، وهي سائرة في الطريق، تنظر يميناً ويساراً، لعلها تجد ما يسد رمق أسرتها، وفي يوم من الأيام، وقعت عيناها على فراش، مرمي على قارعة الطريق، فتجره إلى منزلها الصغير، ليكون بدل فراشها القديم في غرفة نومها. زارت «اليوم» سارة في منزلها، لتحكي لنا معاناتها قائلة «توفي زوجي منذ خمس سنوات مضت، ومنذ وفاته، وأنا أكافح لأسد رمق أبنائي، رغم إصابتي بالصرع وحتى أتمكن من سداد إيجار هذا المنزل الذي أعيش فيه قرابة ثماني عشرة سنة»، مضيفة «وبعد هذه المدة، أفاجأ بصاحب المنزل يأمرني بإخلائه، بحجة هدمه وانشاء عقار له، وبعد تدخل أهل الخير، أعطانا مهلة شهرين للعثور على سكن آخر». ووسط الدموع تتساءل سارة «أين أذهب انا وأبنائي ومن أين سأتمكن من العثور على منزل بمبلغ زهيد؟، موضحة «منزلي الحالي استأجرناه بخمسة آلاف ريال في العام، وعند ذهابي للبحث عن منزل جديد، لم أجد إلا بحدود 15 ألف ريال سنوياً»، مؤكدة «لا يوجد لدي دخل ثابت حتى أتمكن من تحمل هذه التكاليف». أين أذهب انا وأبنائي ومن أين سأتمكن من العثور على منزل بمبلغ زهيد؟، موضحة «منزلي الحالي استأجرناه بخمسة آلاف ريال في العام، وعند ذهابي للبحث عن منزل جديد، لم أجد إلا بحدود 15 ألف ريال سنوياًوتتابع «في العام الماضي، اصيب ابني البالغ من العمر 20 سنة بحادث أثر على صحته، واصبح مقعداً في المنزل بلا عمل، كما ان ابنتي عزفت عن الدراسة حتى تعتني بي في نوبات الصرع، فأنا أصاب بها باستمرار». وأثناء جولتنا في منزلها، أشارت إلى فراش بال وأخبرتنا انها وجدته في الشارع، وأخذته لتنام عليه، حتى تعطي ابنتها الفراش الآخر. وتضيف: «عانيت الأمرين منذ وفاة زوجي، وذهبت صحتي بين الهم والحزن وضيق ذات اليد ومسؤولية تربية صغاري والتردد على المنازل لطلب ما يسد جوعهم، وبعد هذا العمر والمعاناة، كل ما أريده هو مكان يؤوي أبنائي، فأنا مريضة، ولا أريد أن أتوفى وأنا غير مطمئنة على أبنائي، وكل أملي في رحمة الله وثم مساعدة أهل الخير في شهر العطاء».