أعلن رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف إرجاء الإضراب الذي كان مقرراً اليوم الاثنين إفساحاً في المجال أمام مزيد من التواصل والتشاور لاسيّما مع مساعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخليّة مروان شربل وفاعليّات المدينة لإنهاء الاعتصام الذي بدأه قبل أكثر من شهر إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير. واكتفى الشريف في اختتام الاجتماع الذي عقدته الفاعليات الصيداوية الاقتصادية ومرجعيات روحية وغابت عنه القيادات السياسية، فلم يحضر نائبا المدينة فؤاد السنيورة وبهية الحريري ورئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد والرئيس السابق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري، بتلاوة بيان مقتضب قال فيه: «اتفقنا كهيئات اقتصادية أن نؤجل هذا الإضراب وليس إلغاءه، وأن نعطيهم 48 ساعة كما طلبوا». وأثار إعلان الشريف احتجاجاً، حتى في صفوف المجتمعين إذ علت الأصوات لسؤال الشريف عن من تشاور معهم قبل اتخاذ قراره، رافضين الدعوات إلى إفساح المجال للقيادات السياسية والأمنية لمعالجة المشكلة. وعلمت «الحياة» أن أسباباً عدة كانت وراء قرار تأجيل الإضراب منها تمني وزير الداخلية مروان شربل على المجتمعين إمهاله وقتاً قصيراً لحل مشكلة اعتصام الأسير بالتعاون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اضافة إلى مبادرات إسلامية مرتقبة خلال ال48 ساعة المقبلة في اتجاه الفاعليات في المدينة على حل مسألة الاعتصام. كما حصل تباين بين القيادات السياسية في المدينة على صيغة البيان، إذ وقع خلاف حول تسمية الجهة التي يجب تحميلها المسؤولية، فطالب البعض بتحميل الدولة المسؤولية لرفع المسؤولية عن الحكومة المكونة من فريق 8 آذار، في حين أصر أطراف آخرون على تحميل الحكومة المسؤولية، كما أدى الخلاف على ذكر أحداث الخميس الماضي والتعرض لمؤسسات تجارية في البيان إلى تجاذب بين «الجماعة الإسلامية» و»التنظيم الشعبي الناصري». وتحدثت مصادر مواكبة عن ضغط مورس على جهات سياسية نافذة في المدينة لتأجيل التحرك، وعن ضرورة إعادة وصل الخطوط التي تقطعت بين كل القوى السياسية في صيدا. وبعد إعلان التأجيل، قال سعد انه فوجئ بتعليق الإضراب، داعياً النائبين عن المدينة إلى حل المشكلة، في حين اعلن الأسير انه مرتاح إلى عدم التوافق الصيداوي ضده، ودعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصر الله إلى «عدم تحويل المشكلة إلى صيداوية- صيداوية»، وقال إن لقاءه مع الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري «كان اكثر من جيد جداً»، معلناً أنه لم يتلق أي اتصالات رسمية حتى ظهر امس تتصل بمسألة إنهاء الاعتصام، مؤكداً أن تحركه مستمر حتى بدء الحديث الجدي في سلاح «حزب الله» على طاولة الحوار. وبعد إعلان تأجيل الإضراب، أجرى البزري مشاورات مع قوى سياسية في صيدا، وأعلن في تصريح عدم ارتياحه إلى ما يحدث على الساحة الصيداوية «من إعادة تفكك ما تم وصله في الأيام والأسابيع الأخيرة»، معتبراً أن وعود وزير الداخلية والحكومة «غير كافية وفاقدة للصدقية نتيجة للتجارب وأسلوب التعاطي مع المدينة خلال الأزمة». وقال: «كنا نتمنى تغليب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة، لأن القوى السياسية التي تفاهمت في ما بينها كانت قطعت شوطاً كبيراً في التحضيرات لإنجاح التحرك الموحد». وأكد «استمرار العمل لإيجاد حل مقبول يحفظ المدينة وأبناءها ومصالحهم ولقمة عيشهم». ووجه توفيق سلطان تحية إلى بهية الحريري «على وعيها وجرأتها وحيويتها التي أثبتت كم هي متفانية للحفاظ على مدينتها صيدا الأبية عاصمة المقاومة وبوابة الجنوب» تعليقاً على زيارتها سعد والبزري «وهما في موقع الخصومة السياسية». ودعا إلى أن «تحزم الحكومة أمرها من صيدا الأسيرة إلى طرابلس الجريحة وما بينهما، ولتطبق القانون بكل حزم».