توقعت مصادر صيداوية مواكبة للوساطات مع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير الذي ينفذ منذ اكثر من شهر اعتصاماً على البولفار الشرقي لمدينة صيدا، نتائج ايجابية لها. ورأت أن خطاب الرئيس ميشال سليمان في عيد الجيش امس أوفى الأسير حقه بتأكيده أن «لا شراكة مع الجيش والقوى الشرعية اللبنانية»، لافتة الى أن الاسير قد يعلن في خطبة الجمعة غداً جديداً في ما يخص تعليق الاضراب، تليه زيارة وزير الداخلية مروان شربل اياه بتكليف من سليمان في مكان الاعتصام. غير ان المصادر نفسها أكدت أن هذا الامر يحتاج اولاً الى ضمانات من الأسير وأن الاخير قدمها الى اكثر من جهة. وأشارت المصادر إلى أن شربل بدا مرتاحاً أمس على هامش الاحتفال بعيد الجيش، والى انه تشاور مع النائب بهية الحريري في هذا الشأن، خصوصاً ان الحريري اكدت منذ البداية أن امن المدينة واستقرارها فوق اي اعتبار. وكان ذلك السبب الاساسي في الجولة التي قامت بها الجمعة الماضي على القيادات السياسية والروحية ثم أوفدت الامين العام ل «تيار المستقبل» احمد الحريري للقاء الاسير الجمعة والاحد (غداة لقاء بهية الحريري الرئيس سليمان)، وذلك على اعتبار انه حتى لو كان هناك تباين في وجهات النظر مع الاسير على خلفية موضوع الاعتصام، غير ان ذلك لا يمنع التواصل معه. وأبدى الحريري خلال الاجتماعين انفتاحاً ومرونة وايجابية. وأعلنت المصادر أن الاسير طلب لرفع الاعتصام تعهد سليمان طرح موضوع السلاح على طاولة الحوار، غير أن الاخير كان واضحاً لجهة عدم اعطاء تعهدات لأي كان كي لا يفتح ذلك الباب امام تعهدات اخرى، متسلحاً بخطاب القسم الذي تعهد فيه حفظ الاستقرار والامن. كما رد سليمان على طلب الاسير لقاءه بأن «اللقاء يترك الى وقته» ما اعتبر ان سليمان لم يرد اقفال الباب مع الاسير، غير انه عنى ايضاً ان الامور لا تتم تحت الضغط. وذكّر الوسطاء الاسير بتمسك سليمان بجدول اعمال الحوار وبقوله في افطار بعبدا ان صناديق الاقتراع هي التي تحدد المستقبل لا غلبة السلاح. وخرج حديث عن زيارة يقوم بها شربل للاسير عوضاً عن لقاء سليمان، ورحبت الحريري بذلك وعرضت مرافقة شربل الى خيمة الاعتصام شرط وجود ضمانات اكيدة برفع الاعتصام بما يشكله من ضرر على صيدا تليها الزيارة. واكدت أن الامور الشكلية ليست هي المهمة في هذه المرحلة انما المهم ان تعود الاوضاع في المدينة الى طبيعتها. وفي وقت لعبت الحريري دوراً في ايجاد مناخ للتواصل، بدا الاسير في موقف المحرج وزادت حاجته الى مخرج كي لا تتفاقم المشكلة داخل البيت الصيداوي. وأدى ذلك الى تجدد الوساطات والى دخول رئيس «الحركة الاسلامية المجاهدة» في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب وعدد من المشايخ السلفيين على الخط، فزاروا الاسير الذي عرض امامهم سلسلة مطالب عامة وخاصة منها المناخ الصيداوي الرافض للاستقواء بالسلاح واطلاق عدد من الموقوفين بينهم احمد البابا، وتوفير الحماية لمسجد بلال بن رباح باعتباره مقره وانتداب شخصية رسمية للتواصل معها في حال حصول اشكال. ونقلت هذه المطالب الى شربل وابلغه الوسطاء ان الجو ايجابي وان الاسير بات على قناعة بأن موضوع الاستراتيجية الدفاعية يبحث على طاولة الحوار برعاية الدولة وبمشاركة كل الاطراف. وكان متوقعاً أن يلتقي الوسطاء الاسلاميون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاثنين غير أن الموعد تأجل واستعيض عنه بتواصل الوسطاء مع رجل اعمال صيداوي على صلة بميقاتي لنقل المطالب اليه.