تشغلنا المحطات التلفزيونية ببرامج وبمسلسلات خلال شهر رمضان فيها التعدد والتنوع والاختلاف والتباين والغث ايضا، تطغى على الشاشات الاخبارية الأحداث السورية التي خصصت لها الجزيرة نشرة مستقلة ،بعد ان انتهت او خفّت احداث تونس ومصر وليبيا واليمن. لا أعلم كيف نوجّه هذه الشاشة من فضائية الى أخرى ومن محطة فيها القتل والدمار الى محطة فيها الكوميديا والضحك وتوزيع الآلاف من الريالات، وكأن شيئا لا يحدث، بعض مقدمي نشرات الأخبار العربية يختمون نشراتهم بابتسامات عريضة، كاذبة، مزيّفة او حقيقية، لا أعلم. لم أعرف لها معنى ،هل هي بلادتِهم أم أن القائمين على الإخراج يريدون ذلك، أم أنه تقليدٌ مع أي أخبار لو كانت عن دمار وتدمير وقصف وموت، كمن تساوت عندهم الأخبار الرياضية بأخبار القتل والدمار كما لا أعلم ما يدور في أنفسهم، لكن معظم ما يختمون به، هو خبر تفجير او اغتيال وأحيانا مبارة في كرة القدم، ابتسامة لم أعرف لها معنى ! هل هي بلادتِهم أم أن القائمين على الإخراج يريدون ذلك؟ أم أنه تقليدٌ مع أي أخبارٍ لو كانت عن دمار وتدمير وقصف وموت؟ كمن تساوت عندهم الاخبار الرياضية بأخبار القتل والدّمار، مقدِّمات البرامج او الأخبار لَسنَ بأقلِّ ابتسامةٍ او مكياج ،فهناك حالة تناقض بين الخبر ومقدِّمته، في المحطات الاجنبية نلحظ بساطة المقدمات ومذيعات الأخبار كأنهن في حالهن الطبيعي إلا مِن بعض ما يُمكن أن يستقبلن به مشاهديهن او يتوجّبه مقابلتهن لمشاهدي محطاتهن التلفزيونية، فالمكياج وما حوله بسيط غير متكلَّف او على الأقل لا يوحي بكثير من البهجة وهن يقدمن أخبار الدمار والقتل، هذا ينطبق غالبا على المسلسلات التلفزيونية العربية، فالمرأة في دور المريضة المنقولة الى المستشفى لمرض او لولادة او حتى بعد الولادة نجدها في أجمل حلّةٍ من التّزين والتّجمل ابتداء من المكياج وليس انتهاء بتسريحة الشعر. بعض برامج المسابقات توزّع الهدايا والنقود وكأن حال العرب على احسن ما يكون، المقدّم يقول الإجابة حتى يربِّح المتسابق، هناك حالة غريبة في بعض محطاتنا العربية، نستشعر من خلال ما تبُثّه ،إن وطننا العربي في أحسن حال وكأن القتل والدمار الذي يلُف بعض الاقطار، أويمس أخوة لنا في الدم والدين والعروبة لا يعنينا ولا يمسّ مشاعرنا.