لكل منطقة من مناطق المملكة ثقافة وفلكلور شعبي وعادات وتقاليد خاصة بها، وليس في ذلك عيب أو مساس بالوحدة الوطنية، بل إن هذا التنوع والتمايز إنما هو إضافة لحضارة وتاريخ المملكة المترامية الأطراف. والمنطقة الشرقية تملك إرثا ثقافيا وتاريخا يضرب بجذوره في أعماق هذه الأرض كنخيل الإحساء والقطيف، كما تملك فنونا بحرية تتلألأ كما يتلألأ محار البحر ، وكذلك حال الألعاب الشعبية التي كنا نمارسها في طفولتنا ومن قبلنا آباؤنا وأجدادنا. معظم تلك الألعاب كانت تمارس في شهر رمضان المبارك ، باعتبارها الوسيلة الوحيدة للترفية. لكن هذه المنطقة وأهلها مهددون الآن بفقدان هذا الإرث الحضاري بعد اختفاء معظم تلك الفنون الشعبية وغيابها عن معظم المناسبات والاحتفالات التي تقام في المنطقة، فلم نعد نشاهد فن الليوة أو الهبان أو الفجري أو الطمبورة أو غيرها من فنون البحر التي ارتبطنا بها وارتبطت بنا . بل إن أبناءنا لا يعرفون عن هذه الفنون أي شيء. جمعية الثقافة والفنون ومن جانبها الرسمي لا زالت تمثل المنطقة في المناسبات الوطنية ، ولكن هذا التمثيل لا يكفي للحفاظ على الموروث الشعبي للمنطقة الشرقية. أما « الدووُرْ « الموجودة في الدمام فلا تملك الإمكانات للقيام بدور فعال لربط حاضر المنطقة بماضيها الشعبي. نحن بحاجة لمراجعة الأمر . ولكم تحياتي [email protected]