بحضور كوكبة من الفنانين والنقاد ومسؤولي الصفحات الفنية بالصحف وعدد من أعضاء الجمعية العمومية أقام النادي الأدبي بالرياض حوارا مفتوحا مع الفنان المعروف والأكاديمي بجامعة الملك سعود عبدالإله السناني حول الدراما الرمضانية وذلك مساء الثلاثاء الماضي بمقر النادي بالرياض . في بداية اللقاء ألقى السناني كلمة أوضح فيها رؤيته حول ثقافة الصورة ومكوناتها ، واستعرض أهمية الصورة وتأثيرها في العالم ككل ، مؤكدا على أن الصورة استطاعت تغيير عدة أنظمة ، وقد كانت المحرك في التغيرات التي حدثت في البلاد العربية فيما لم تستطع الكلمة فعل ذلك، وعاد إلى فترة الستينات ليدلل على أن الأدباء والكتاب كانوا الأكثر شهرة لأن الكلمة في تلك السنوات كانت الأكثر تأثيرا، وأما الآن فهناك تغيرات عدة. وسلط السناني الضوء على تجربة نجيب محفوظ في الكتابة السينمائية ، فمع أنه كاتب روائي عالمي فانه استطاع أن يكتب 300 فيلم سينمائي وهذا دليل على أهمية الصورة ولم يكن ليبدع نجيب محفوظ في الكتابة للسينما لولا أنه كاتب روائي كبير ، وكذلك الحال مع أمير الشعراء أحمد شوقي عندما كتب مسرحية «قيس وليلي» فهذا دليل على وعي أحمد شوقي لأهمية الصورة ومدى تأثير هذا في المتلقي والمشاهد . وأوضح السناني أن الدراما الحالية تستفز المشاهد بشكل كبير لتسطيحها، والإحصاءات التي تقدم الآن من قبل الشركات المتخصصة تؤكد أننا غير موجودين على ساحة الدراما الخليجية ، مرجعا السبب في نجاح الدراما المدبلجة إلى مهنية وقدرة تلك الأعمال على رسم الصورة بطريقة جيدة لجذب المشاهد ، بل أن هذه المسلسلات المدبلجة اقنعت المشاهد وأصبح يصدق أن الصوت المدبلج هو صوت الفنان الحقيقي. وأكد السناني على أن المسلسلات السعودية خارج نطاق المنافسة عربيا وخليجيا ، بسبب أن الصورة غير حقيقية لأنها تصور من خلال مصور غير سعودي وتخرج من خلال مخرج غير سعودي ، ولتقديم عمل سعودي متميز وناجح خليجيا أو عربيا لا بد أن يكون كل العاملين بالعمل من البيئة السعودية ، وهذا سبب نجاح ( طاش ما طاش ) انه كان بحس سعودي صادق خرج من القلب فدخل قلوب الملايين . وانتقد السناني أغلب من يقومون بالكتابة للدراما السعودية انهم في الأصل لم يكونوا كتاب رواية أو قصة لذا فهم يفتقدون القدرة على بناء عمل درامي متماسك من تقديم للشخصية والعقدة والبناء الدرامي الشيق الذي يجذب المشاهد، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحكم على مسلسل بأنه ناجح من خلال مشاهدة حلقة أو حلقتين ، مضيفا أن هناك خلطا كبيرا بين العاملين في مجال الدراما فهم لا يستطيعون التفريق بين المسلسل والبرنامج . وبين السناني أننا لا نملك في السعودية نقادا فنيين على درجة عالية من الموضوعية والمهنية ، فالنقد يتم بناء على أهواء أو بناء على شخصنة العمل ، والعمل الدرامي عمل درامي لا ينسب لبطل أو شخص ما . وعن سؤال حول الشركات المتخصصة في رصد نسبة متابعة المسلسلات لم ينكر السناني وجودها ، وقال المعلن حريص على معرفة أي المسلسلات أكثر مشاهدة لتوجيه إعلانه الوجهة الصحيحة ليشاهده اكبر عدد من المشاهدين ومن ثم يحقق أرباحا لزيادة مبيعاته ، وهناك شركات متخصصة تقوم بالرصد مباشرة وعلى الهواء ، والمعلن مهتم جدا برمضان لذلك فإننا نواجه بسيل من تلك الأعمال الرمضانية الكثيرة . وعن قلة الدراما التاريخية التي تعرض على التلفزيون السعودي كشف السناني أن التلفزيون السعودي تخلى عن الإنتاج وترك الإنتاج للمنتجين ، والأفلام التاريخية تحتاج لإنتاج ضخم ، مشددا على ضرورة أن نقوم نحن بإنتاج تاريخنا بدلا من أن يأتي الآخرون وينتجوا أعمالا عن تاريخنا ثم يكون دورنا فقط الاعتراض ، مستغربا أن لدى المملكة 30 قناة ومنها قناة المجد ولم تفكر في إنتاج فيلم تاريخي . واستغرب السناني تغريدة أحد الأشخاص والذي عرض دفع تكاليف إنتاج فيلم الفاروق عمر بشرط ألا يتم عرضه ، متسائلا ألم يكن من الأفضل أن يفكر في إنتاج فيلم ليرد على الفيلم نفسه وتصحيح بعض الأخطاء التي رآها في المسلسل . وحول سؤال وجه له حول إقبال القنوات الخاصة على عرض المسلسلات السعودية أجاب أن المعلن هو البطل وليس العمل ، فالأهواء هي التي تغلب علينا في الاختيار لذا يتم اختيار أو الإقبال على عرض المسلسلات السعودية في بعض من القنوات وهذا ليس بدليل على النجاح. وعن نظرته عن قيادة المال السعودي لحركة الدراما العربية أوضح أن هذا مؤشر ايجابي ويعكس مدى الاهتمام بثقافة الصورة .