بالرغم من أن شهر رمضان شهر صوم وعبادة إلا أن الغريب هو الشراء المكثف للسلع الاستهلاكية، وبالأخص الأطعمة وأيضا معدل الصرف والإنفاق يتجاوز الشهور التي تسبق شهر رمضان، ومع كل ذلك يساهم الوعي المجتمعي في التقليل من تلك المصروفات لدى البعض، ولكن لا يزال البعض بنفس العقلية التي ظلت متمسكة بالسلوك الاستهلاكي. «اليوم» استطلعت آراء عدد من المواطنين لمعرفة حجم الإقبال على الشراء المكثف للسلع الغذائية في الشهر الفضيل. المستهلك العشوائي حيث يقول «إبراهيم عواجي» ان الثقافة الاستهلاكية تطورت خلال السنوات الماضية حيث أصبح هناك وعي في ترشيد الإنفاق من قبل المواطنين وبات الحرص على شراء السلع الضرورية والبعد عن الاستهلاك العشوائي، وأضاف «عواجي» بالرغم من ذلك لا تزال الأغلبية العظمى تلهث وراء الإنفاق على السلع الرمضانية وبشكل جنوني وتكدس الأسواق خلال هذه الفترة اكبر دليل على أن النسبة العظمي ممن يصنفون بالمستهلك العشوائي. إفشال السلوك الاستهلاكي أما «حسن خواجي» فأكد على أن التجار لهم دور بارز في إفشال السلوك المنظم والمدروس في شراء السلع الرمضانية، مبينا ان الإعلانات التي تمتاز بالعروض والإغراءات قد تغير سلوك البعض وتجعله يتوجه للشراء بكميات كبيرة قد تفيض عن حاجاته الضرورية، مع ذلك أيضا فان المستهلك يقع اللوم عليه أيضا في التماشي مع تلك العروض الوهمية، حيث تقع عليه المسئولية الأكبر، موضحا ان هناك أعدادا كبيرة من المستهلكين يفهمون حقيقة تلك الأهداف ويتصرفون بطرق ذكية لتجاوز ما يحاك لاصطيادهم، فهم يتمتعون بالثقافة الاستهلاكية التي تجعلهم مدركين في ما يتناسب مع احتياجاتهم الماسة فقط، إلى ذلك يعول الكثير على وزارة التجارة في الحد من العروض الوهمية حتى لا يقع المواطن والمقيم فريسة سهلة لبعض التجار الذين يقدمون عروضا وهمية خصوصا في شهر رمضان التجار لهم دور بارز في إفشال السلوك المنظم والمدروس في شراء السلع الرمضانية تصرفات غوغائية حيث يقول «عبدالله الشهري» ان دور الجهات الرقابية هام وأساسي في الحد من تلك التصرفات الغوغائية، والتي تبحث فقط عن مضاعفة الأرباح دون الأخذ في الاعتبار المصلحة العامة والخاصة للمواطن، وبين ان الجهات الرقابية يجب عليها تكثيف الجهد والكشف عن العروض الوهمية التي تستهدف جيب المواطن متخذة من الغش والحيلة طريقا لذلك. وعي وذكاء استهلاكي وقال «عبدالله زايد» إن السلوك الاستهلاكي وتحديدا الثقافة الاستهلاكية تتطور مع الوقت حيث يبدأ بعض الأشخاص بالشراء العشوائي غير المنظم لسلع يحتاجها وأخرى لا يحتاجها، ومع مرور الوقت البعض يتغير إلى الأفضل ليصبح ذا وعي وذكاء استهلاكي، يساعده على معرفة الضروريات وتلبية الاحتياجات بطريقة مدروسة وبعيدة عن الزوائد، إلى ذلك يصنف البعض من التجار بالاستغلال خلال شهر رمضان نظرا لزيادة الطلب وارتفاعه، فيحاول رفع الأسعار بتجفيف بعض المنتجات، وبالرغم من ذلك أكدت وزارة التجارة ان السلع متوافر ولا مجال لرفع الأسعار حيث لاقت هذه التأكيدات ترحيبا من قبل المستهلكين. مضاعفة جهود المسئولين وقال «فهد الحارثي» ان تلك التصريحات من الجهات الرقابية مهمة في كل شهور السنة وتحديدا في رمضان، حيث يرتفع الطلب بشكل ملحوظ مما قد يستغله البعض باعتباره فرصة مناسبة لمضاعفة الأرباح، وبين ان الجميع مسئول عن ما يحدث في أسواقنا فالجهات الرقابية بالرغم من مجهودها لابد لها من مضاعفة ذلك المجهود خصوصا في هذه الشهور، وأيضا المستهلك عليه دور بارز في التبليغ عن تلك الممارسات وعدم الاستهانة بها، ومن ثم تمريرها دون أن يأخذ الشخص موقفا ويبلغ الجهات الرقابية عبر الاتصال المباشر، مبينا ان كل شخص لو قام بدوره لتغير سلوك المستهلك وأيضا سلوك التاجر الذي سيدرك ان لا مجال للاستغلال بعد أن أصبح الوعي جدارا منيعا وحائلا دون الممارسات الغوغائية.