لماذا لا توجد في المملكة مجلة مسرحية بالرغم مما تمتلكه الحركة المسرحية السعودية من شواهد عدّة على امتلاكها مستوى نوعياً عالياً؟ اقتحم المسرحيون المسرح التجريبي متجاوزين بذلك المرحلة التقليدية، وحازت المسرحيات السعودية جوائز خارجية عديدة، ويرى بعض المسرحيين أنّ ثقافتهم المسرحية تجاوزت المثقف السعودي غير المسرحي لتصل إلى مستويات عربية وعالمية، غير أنّ ما يثير الدهشة إصدار المثقفين العديد من المجلات في حين لا تستطيع الثقافة المسرحية النوعية إلى اليوم التعبير عن نفسها عبر إصدار مجلة مسرحية، ما يشكّل سؤالاً كبيراً اختلف حوله المسرحيون أنفسهم حتى أنّ بعضهم رأى أن لا ضرورة لإنشاء مجلة مسرحيّة ورآها آخر مطلباً غير مشروع! لا ضرورة لإيجاد مجلة عن المسرح في الوقت الذي يفتقد فيه المسرح الكثير من الأمور الأساسية، حيث يبدو الأمر أقرب إلى غياب تام للمسرح ووجود مجرّد اجتهادات مسرحية لأفراد بسبب غياب دور العرض المستمر، منبهاً إلى أن المجلات المسرحية غائبة على مستوى الوطن العربيغير مهمّة يرى المسرحي فهد ردة الحارثي أن لا ضرورة لإيجاد مجلة عن المسرح في الوقت الذي يفتقد فيه المسرح الكثير من الأمور الأساسية، حيث يبدو الأمر أقرب إلى غياب تام للمسرح ووجود مجرّد اجتهادات مسرحية لأفراد بسبب غياب دور العرض المستمر، منبهاً إلى أن المجلات المسرحية غائبة على مستوى الوطن العربي. وأضاف الحارثي أنّ وجود مجلة في هذا الوقت سيكون عبئاً على المسرح، خصوصاً مع قلة الأنشطة المسرحية التي نحتاج لوجود مجلة لمتابعتها، وقال إن هذه الفكرة كانت مطروحة في جمعية المسرحيين ولم تقر بسبب الضعف المادي «ولم تنجح في تلك الفترة النشطة فما بالك في هذه الفترة التي يعاني فيها المسرح من خمول». وأكّد الحارثي وجود محاولات سابقة عانت من الضعف والتقطّع، مشيراً إلى ضرورة وجود الدعم المادي من وزارة الثقافة والإعلام إضافة إلى وجود «مراكز ثقافية ومسارح دائمة يقوم عليها حراك مسرحي كاف». مطالب غير مشروعة! ويرى الناقد المسرحي عباس الحايك أنّ للمسرحيين السعوديين قائمة طويلة من المطالب التي لم يمعنوا النظر فيها، فهم يطالبون بمعهد مسرحي، دون أن يفكروا في مخرجات هذا المعهد الوظيفية، وكذلك الأمر بالنسبة للمجلة المسرحية. ويوضّح: قد نعتبر هذا المطلب مشروعاً، في سبيل خلق حالة ثقافية تعضد الحراك المسرحي كما هو الحال في دولة الإمارات التي تصدر فيها فصلية «كواليس» وحولية «المسرح»ومجلة «المسرح العربي» التي تصدر عن الهيئة العربية للمسرح، ولكن يبدو هذا المطلب طموحاً بشكل غير مدروس مثله مثل كثير من مطالبهم. ويمثل الحايك بإحجام المسرحيين الكويتيين والبحرينيين عن إيجاد مجلة لهم بالرغم من أنهما» تملكان كماً من الأكاديميين والباحثين في حين لا نملك في السعودية لا أكاديمية ولا أكاديميين قادرين على البحث والتنظير المسرحي، لملء صفحات هذه المجلة». ويضيف» يمكن رصد عدد البحوث المسرحية والمقالات النقدية والتنظيرية في المسرح والتي تنشر في الدوريات العربية والخليجية وينجزها باحثون سعوديون، لنعرف قدر امتلاكنا للمادة البحثية، التي يمكننا إصدار مجلة مسرحية بها، وليست مجلة مسرحية نملأها بأخبار المسرحيين، وإعلانات العروض». ويؤكد أنّ « مجلة تصدر بهذه الظروف لن يمكنها أن تتوازى في المستوى الفكري مع المجلات المسرحية العربية، كمجلة (المسرح) المصرية، و(الحياة المسرحية) السورية، دون أن نفتح صفحاتها لباحثين مسرحيين عرباً وخليجيين، لتتجاوز المجلة لو صدرت العادية التي يمكن أن تتسم بها، وتحولها فعلياً إلى مساحة تواصل اجتماعي». ويختم الحايك ملفتاً إلى أن» في السعودية دوريات يمكن أن ينشر فيها المسرحيون منجزهم البحثي، وإذا شكلنا قاعدة حقيقية من الباحثين المسرحيين، يمكن أن يكون المطلب مشروعاً». ضرورة وقاعدة للبناء ويختلف المسرحي عبدالباقي بخيت مع سابقيه مؤكداً جدوى إصدار مجلة عن المسرح « يسهم في تثقيف المسرحيين وتوصل رسالة المسرح لجميع الناس وهي أمر يتمناه كلّ فنان». وانتقد بخيت التشاؤم والسلبية الذي يحملها البعض حيال إصدار مجلة مسرحية، ووصف المجلة بأنها بمثابة القاعدة التي سيستقطب وجودها الكتّاب ويشجّع المسرحيين على الكتابة، داعياً إلى إنشاء المجلة أولاً لأن «بقية الأمور سوف تأتي». وختم بخيت قائلاً» المجلة سلاح ذو حدين، ونتمنى أن تهتم بالنقد الهادف والبنّاء، وتبتعد عن النقد الهدام، وعن الشخصنة والمجاملات والشللية».