شهدت الندوة الأولى التي أقيمت مساء أمس الأول ونظمها نادي مكةالمكرمة الأدبي وتناولت موضوع “المسرح السعودي إلى أين”، نوعاً من الإشكالات حول نسبة تأريخ المسرح إلى مؤسس الحركة المسرحية الراحل أحمد السباعي من عدمها. وأشار فيها مدير الندوة تميم الحكيم إلى أن غياب فر ع جمعية للفنون بمكة جعل هاجس المسرح يقف على أعتاب نادي مكة الأدبي ويشغله، وبدا معلقا على العنوان الذي عنونت به المحاضرة، ولافتا في سياق حديثه إلى بواكير الموقف الرسمي وموقف المؤسسات الحكومية تجاة الحركة المسرحية إجمالا. من جانبه تناول نائب رئيس نادي مكة الأدبي الدكتور عبدالله العطاس صراع النشأة والتأليف في المسرح السعودي، ليثني على اللجان العاملة في سوق عكاظ لاهتمامها بحضور المسرح في فعالياتها، وقال: أنا سعيد أن يكون المسرح من المحاور الفاعلة في السوق. وفي ورقة العمل التي قدمها العطاس، تناول قراءة لصراع نشأة المسرح والتي أرجعها إلى قسمين تمثلا في “صراع النشأة في التأليف” و”صراع النشأة في العمل المسرحي”، لافتا إلى أن تأريخ نشأة المسرح كانت قبل الراحل أحمد السباعي بمراحل والتي جعله فيها رائدا للعمل المسرحي ولكنه لم يكن رائدا لنشأة المسرح والتي أرجعها إلى الأديب الراحل حسين عبدالله سراج وذكر منها بعض المسرحيات التي مُثّلت خارج المملكة آنذاك ومنها “الشوق إليك” و”جميل بثينة” والتي لفت إلى أنها البدايات التي بها يمكن أن يُؤرخ المسرح السعودي. وأضاف: الجهود التي سبقت أحمد السباعي كانت جهودا متناثرة جعلتنا نؤرخ الحركة المسرحية بالسباعي لأنه من استطاع فعلياً أن يقوم بإنشاء مسرح حقيقي بكل أدواته ومقوماته. فيما ألمح الكاتب المسرحي فهد الحارثي إلى دور المشاركات الخارجية في دعم الحراك المسرحي، وقال: يجب أن نبدأ من موقف الجهات الرسمية من المسرح، متسائلاً حول ما إذا كان هناك موقف رسمي من المسرح من عدمه، وقال: لم أجد هناك ملامح واضحة من القبول أو الرفض، وأشار إلى القوة التي كان يحظى بها المسرح إبان وزارة المعارف سابقا. ثم قدم قراءة لواقع المسرح بعد أن تغيّر مسمى وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم والتي لم تقدم للمسرح مثلما قدمته سابقا، كما عرج على المسرحين المدرسي والجامعي وكذلك مسارح جمعيات الثقافة والفنون والتي أنتقدها من حيث اهتمامها بالعروض المسرحية وغياب الاهتمام فيها عن الاهتمام ببناء مسرح. وأما المخرج المسرحي محمد الجفري فتناول قراءة ل “معوقات المسرح السعودي” والتي أجملها في عدة أمور منها: ندرة المتخصصين في فنيات وتقنيات المسرح إلى ما يضاف على أن أغلب المتواجدين في المسرح هم هواة نشاطاتهم قائمة على اجتهادات فردية، لافتاً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى غياب العمل الأكاديمي والأكاديميات التي تقدم الشهادات العلمية للمسرحيين من أجل القيام بعمل مسرحي راق، إضافة إلى عدم وجود العائد المادي المشجع، إضافة إلى ما يصاحب المسرح من استسهال المخرجين المسرحيين لأبسط أدواته من خلال اجتهادات قد تكون خاطئة أو متواضعة وكذلك عدم زرع المسرح المثقف لدى العموم وزرع مفهوم المسرح الكوميدي وكذلك غياب وقلة دُور العرض فضلا عن عدم وجود مسرح مكتمل لدى فروع جمعيات الثقافة والفنون. الندوة شهدت عدة مداخلات بدأها فهد الشريف (مدير تحرير جريدة المدينة) والذي ألمح إلى إشكالية المجتمع في التعامل مع المسرح كفن أدبي راقٍ، فيما قدم عضو جمعية المسرحيين السعوديين عبدالعزيز عسيري قراءة لتأريخ المسرح السعودي لافتاً إلى أنه من الإجحاف أن نؤرخه بالسباعي فهو قام قبله، بينما اقترح مدير فرع جمعية الفنون بالباحة علي البيضاني على اللجان العاملة بسوق عكاظ أن تخصّص جائزة في سوق عكاظ خاصة بالمسرح، وفي هذا الصدد أفاده الدكتور عبدالله العطاس بأنه تم التحدث في هذا الجانب مسبقا وهو قيد الدراسة، وأضافت الدكتورة أميرة كشغري مؤكدة على أنه لا يوجد لدينا مسرح وإنما يوجد لدينا حركة مسرحية لافتةً إلى الفرق المصاحب لكل منهما، فيما أكدت الدكتورة فاطمة إلياس على ريادة المسرح للسباعي وطالبت بأكاديميات ومعاهد عالية تقوم بتعليم المسرح.