طرحت منذ فترة قريبة فكرة المراكز الثقافية والتي تكون من خلال دمج الأندية الأدبية مع جمعيات الثقافة والفنون بكل ما تحتويه من أنشطة وفعاليات ثقافية متنوعة، البعض أشاد بالفكرة وطلب السرعة في الانجاز وذلك لما لها من ايجابيات على المشهد الثقافي، في حين تخوف البعض الآخر من أن تكون الفكرة بداية لضعف المشهد الثقافي او إلغاء الأندية الأدبية. الفكرة رائعة وتستحق التفكير والإسراع في التنفيذ بحيث يكون في كل منطقة مركز ثقافي ببناء جديد ومصمم بطريقة جميلة ورائعة ، مبنى يستحق أن نطلق عليه مركزا ثقافيا بدل المباني المستأجرة ، والتي لا تسر لا من الداخل ولا من الخارج، بالإضافة إلى انها لا تواكب التطور الذي تشهده المملكة في جميع المجالات، ويكون من محتويات المبنى مكان مخصص لكل فن من الفنون، تزاول فيه الأنشطة سواء كانت نظريا مثل الندوات الثقافية أو الأمسيات الشعرية والنقدية والقصصية، او عمليا مثل الموسيقى والتصوير والأعمال المسرحية، إذا ان المسرحيين في الوطن بحاجة الى امكانيات تتوفر فيها كل مستلزمات العمل المسرحي الراقي من غرف للملابس والمكياج والتصوير وكذلك قاعة خاصة بالعروض تكون متكاملة من جميع الجوانب مثل التصوير وما شابه. المفارقة أن ميزانية النادي الأدبي أكثر ضخامة من ميزانية جمعية الثقافة والفنون، في حين أنشطة الجمعية أكثر وأضخم ومتعددة ولها مشاركات داخليا وخارجيا، وتقوم بأعمال سنوية مثل مسابقة الفرق المسرحية. من يتابع او يقوم بزيارة للنادي الأدبي في أيام الأسبوع، عندما يدخل يرى الصمت كصمت القبور، برودة لا توجد حركة مطلقا الا في احد أيام الأسبوع وذلك نظرا لوجود ندوة ثقافية متكررة أو أمسية شعرية لوجوه هي ملت ونحن مللنا منها، والأمر اخف بنسبة ما في جمعية الثقافة والفنون فهناك حركة خفيفة، أما أصحاب الشعر الشعبي فيصدحون بالشعر، او احد الفرق المسرحية تقوم بعمل بروفات لعرض جديد، او استعداد للمشاركة في مسابقة مسرحية خارجيا او داخليا، ولربما تجد ان فرقة التصوير الفوتوغرافي لديهم ندوة، فبوجود الدمج بين المؤسستين تكون الحركة أكثر، هذا بالإضافة إلى حالة التعريف والتعارف بين الجميع، فللأسف الكثير من رواد النادي الأدبي ورغم قلتهم لا يعلمون شيئا عن أنشطة الجمعية والعكس. المفارقة أن ميزانية النادي الأدبي أكثر ضخامة من ميزانية جمعية الثقافة والفنون، في حين أنشطة الجمعية أكثر وأضخم ومتعددة ولها مشاركات داخليا وخارجيا، وتقوم بأعمال سنوية مثل مسابقة الفرق المسرحية، ماذا لو أن الميزانية المليونية تعطى للجمعية، وماذا لو دمج الاثنان في مكان واحد وكانت الميزانية واحدة وبذلك نوفر الوقت والجهد ويحدث انصهار ثقافي رائع بين أهل الفن النظري والعملي.