قربت إدارة جمعية الثقافة والفنون في الأحساء مشاركة العنصر النسائي في الأعمال المسرحية، حسبما أكده مقرر لجنة الفنون المسرحية في الجمعية نوح الجمعان الذي كشف للشرق بأن «الجمعية تسعى لتكوين فرقة مسرحية نسائية خاصة في الجمعية، من خلال وجود إيمان الطويل، التي سوف تشرف على جميع الأنشطة النسائية، بعقد دورات تدريبية نسائية بالكامل، واستقطاب أكاديميات ومدربات في المجال المسرحي، سواء من داخل السعودية، أو من خارجها، بالإضافة إلى مواصلة تقديم البرامج المسرحية المتعددة، ودعم تواصل الشراكة مع المؤسسات الحكومية والأهلية، مثل غرفة الأحساء، وأمانة الأحساء، وإدارة التربية والتعليم، وشركة أرامكو السعودية، وجامعة الملك فيصل، منوهاً بالإعداد لإقامة ملتقى مسرح الطفل السادس بالتناوب مع مهرجان الأحساء المسرحي، الذي أقامته الجمعية العام الماضي في نسخته الثانية، وشاركت فيه خمسة فرق سعودية، وفرقة من سلطنة عُمان. وتشهد جمعية الثقافة والفنون عدة مناشط فاعلة لتقديمها خلال الفترة القادمة. حيث ذكر للشرق مدير المقهى الثقافي، عبدالله الخضير، أنه أعد برنامجاً ثقافياً يتلاءم مع النسيج الاجتماعي والثقافي والتعددي في الأحساء، ينطلق من مفاهيم وطنية تحقق اللحمة الواحدة تحت مظلة مفهوم الحب والاحترام والتسامح؛ ويضمن برنامجه أمسيات شعرية وقصصية وندوات ومحاضرات ودورات تدريبية، وحفل توقيع كتاب، موضحاً أنهم يسعون مع مدير الجمعية علي الغوينم، إلى رفع مستوى الوعي الثقافي والمعرفي لدى الجمهور، وقال: «نتطلع جميعاً أن يصل صوتنا ورؤيتنا إلى الجمهور، كون الثقافة ظاهرة نفسية واجتماعية، ولها طبيعة التكيف والتكامل والشمولية». الجمعية داعمة للثقافة ورداً على السؤال: كيف يرى حجم المسؤولية مع كثرة إقامة الأنشطة الثقافية والأدبية، مع وجود نادي الأحساء الأدبي، وأحدية آل المبارك، ومنتدى الينابيع الهجرية، ومنتدى بوخمسين الثقافي؟ وهل يمكن للجمعية أن تنافس في إقامة أنشطة ثقافية مختلفة؟ أكد الخضير أن تلك ظاهرة صحية، و»أننا جميعاً كمؤسسات ثقافية نطل من نافذة وشرفة واحدة نرى من خلالها البحر والضوء والإنسان، وجمعية الثقافة والفنون في الأحساء ليست ببعيدة عن الجهات والمؤسسات الثقافية والصوالين الأدبية، فهي تعمل لمد جسور قوية ومتينة مع هذه الجهات»، مضيفاً «لكنني أشعر بخوف وبصعوبة هذه المهمة الثقافية، لما ألاحظه من بُعْدٍ بين الجيل الجديد والثقافة في ظل ثورة الاتصالات الحديثة، وبين حاجة الإنسان للثقافة كحاجته للطعام والشراب، ولن يكون هنالك تعارض في هذه الأنشطة الثقافية»، لافتاً إلى أن كثرتها تؤكد أن الحراك الثقافي في الأحساء متجدد ومتطور، وله قصب السبق في مضمار التنوع الثقافي، وللجمهور أن يختار ما يناسبه. وأشار الخضير إلى أن أبواب الجمعية مفتوحة لاستقبال أي شاعر مبدع، أو أي موهبة شعرية تريد أن تشارك معنا، وتساهم في إثراء الحركة الشعرية بالأحساء؛ وأوضح «لدينا في الجمعية الشعر الفصيح، والشعر النبطي، الشعر الفصيح، وسنتبنى الفصيح في نشاطاتنا بشكليه العمودي والتفعيلة؛ أما قصيدة النثر فهي خارج نطاق اهتمامات النشاط الثقافي الشعرية، وقد تكون ضمن إطار اهتمامات النشاط في مجال النثر، كالكتابة الصحفية، أو المقال، أو القصة، أو الرواية؛ أما الشعر النبطي، وهذا من أساسيات الجمعية؛ لأنها تؤصل في منهجها مفهوم التراث الشعبي، والموروث الفني. في حين أكد مقرر لجنة الفنون المسرحية، نوح الجمعان، أن وجود علي الغوينم يشكل حافزاً للنجاح والتقدم ومواصلة المسيرة التي صنعها الرواد، وكذلك جميع من تقلد منصب مدير الجمعية في فرع الأحساء، مضيفاً أن الغوينم سوف يبذل قصارى جهده لمواصلة التميز في البرامج والأنشطة التي تنفذها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، خصوصاً بعد النقلة الكبيرة التي أحدثها الدكتور سامي الجمعان في أنشطة الجمعية، والتواصل مع المؤسسات الحكومية والمدنية والمجتمع بشكل عام. وقال في رده على السؤال: كيف سيتعامل مع غياب الدكتور سامي الجمعان، الذي يجمع بينهما توافق وانسجام، أجاب :»إن غياب الجمعان، وإن كنت أتحفظ على كلمة الغياب، هو مؤثر بلا شك، كونه مسرحياً في الأصل، وهو قريب جداً من كل ما يقدم على خشبة المسرح»، مضيفاً أن الدور الذي لعبه مؤثر جداً في تميز المشاركات المسرحية، سواء الداخلية، أو الدولية، بدليل حصول الجمعية على ثماني جوائز في مهرجان المسرح السعودي الرابع، وجائزة السينوغرافيا في مهرجان الفرق الأهلية لدول الخليج في دولة قطر للفنان سلطان النوة، وكذلك حصول الفنان راشد الورثان على جائزة أفضل ممثل دور ثان في مهرجان الخليج للفرق الأهلية بدولة الكويت، مستدركاً «وجود علي الغوينم سيكون داعماً ورافداً قوياً لمواصلة التألق». وقالت سلمى الشيخ التي تتعاون منذ عامين مع الجمعية في إقامة بعض أنشطة الفن التشكيلي والخط العربي، ودورات خط للنساء، والإشراف على دورة تصوير تشكيلي، إنها ستقوم بعمل لقاءات للفنانات داخل الجمعية، للتعارف وتبادل وجهات النظر، مبينة أن الجمعية قادرة على ترجمة طموح الأعضاء فيها إلى واقع. من جهته، قال مسؤول قسم الفنون التشكيلية سامي الحسين «إن مسؤولية اختياره شاقة ومتعبة، إلا أن تحقيق الطموح لا بد أن تسانده الميزانية الجديدة للجمعية، لترجمة الأفكار إلى عمل». وأوضح أنه سيسعى إلى الربط بين فناني الواحة، فمن وجهة نظره أن ثمة تراخٍ، وعدم تواصل بين الفنانين في الأحساء، وكثير منهم اعتزلوا، أو انزووا، وتركوا الفرشاة والألوان، والسبب عدم التواصل، ملمحاً إلى أن ذلك أسهم في ضعف وجود تشكيليي الأحساء في الساحة الفنية على مستوى المملكة، بالإضافة إلى غياب الصالات الخاصة التي تتبنى إقامة المعارض الفنية، كاشفاً عن وجود خطة ثرية لدورات ومعارض وندوات الفنية، واحتضان للمواهب الشابة، وعن وجود تعاون مع إدارة التربية والتعليم للبحث عن المواهب الطلابية في المرحلتين المتوسطة والثانوية. التشكيلي سامي الحسين
الشاعر عبدالله الخضير
المسرحي نوح الجمعان
مشهد من مسرحية «الحلم والأناة» لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء (الشرق)