تتخوف سابك وغيرها من شركات الصناعات البتروكيماوية في المملكة من تسرب موظفيها إلى العملاق الجديد شركة صدارة للبتروكيماويات المملوكة لشركة أرامكو السعودية وشركة داو الكيميائية المشهورة. وتشير التقارير من شركة ارامكو السعودية إلى أن صدارة ستوفر حوالي 17400 فرصة وظيفية للمواطنين منها حوالي 4000 فرصة مباشرة. صدارة بلا شك شركة منافسة في قطاع البتروكيماويات ويكمن خطرها في انسحاب الموظفين في الشركات البتروكيماوية المنافسة إلى العملاق الجديد الذي بدأ يستقطب المواطنين سواء العاطلين عن العمل أو العاملين مع شركات أخرى في قطاع البتروكيماويات الواعد والمساهم في اجمالي الدخل الوطني وتوظيف السعوديين. إن مشروع صدارة يعد توجهاً جديداً لشركة ارامكو السعودية للتنويع الاستثماري في مجال الطاقة، بل يعتبر تحولاً جاداً ومنطقياً لتوزيع الشركة لاستثماراتها في مجالات عديدة وما يحصل من انتقال للموظفين من شركة إلى أخرى يعتبر صحياً بكل المقاييس لأنه يعكس النظرية الاقتصادية التقليدية في المنافسة ويشجع على المنافسة الصحيحة بينها، لذا يجب ألا ينظر لها من زاوية واحدة على أنها تخلق فجوة في سوق العمل السعودي لأنها تخلق فرصاً تساهم في خفض معدل البطالة بين السعوديين. رأس مال شركة صدارة الضخم والذي يقارب 100 مليار ريال يشير إلى فرص وظيفية في قطاع البتروكيماويات أكثر مما اعلنته شركة ارامكو السعودية أو شريكتها داو للكيماويات. إن مشروع صدارة يعد توجهاً جديداً لشركة ارامكو السعودية للتنويع الاستثماري في مجال الطاقة، بل يعتبر تحولاً جاداً ومنطقياً لتوزيع الشركة لاستثماراتها في مجالات عديدة تخدمها في المقام الأول وبالتالي تخدم الاقتصاد الوطني بتوزيع مصادر الدخل والتقليل من نسبة المخاطر في عالم يسوده عدم الاستقرار والتحولات السياسية المتقلبة التي تؤثر على سوق النفط والشركات العاملة في مجاله وبالتالي تخفض المملكة نسبة اعتمادها عليه في مواردها المالية. وتحاول شركة ارامكو السعودية الاستفادة من خبرتها الطويلة في مجال انتاج النفط في مجالات جديدة تستطيع تقديم قيمة مضافة للاقتصاد السعودي من خلالها في مجالي البترول والبتروكيماويات. وهناك قيمة مضافة في مجال تطوير الموارد البشرية في المملكة من خلال التدريب الذي يصقل مهارات الموظفين الجدد وغيرهم ممن يتركون العمل في شركات بتروكيماوية أخرى للانضمام إلى صدارة التي تطور نظام الأجور والمكافآت في المملكة وبالتالي تطوير مستوى دخول ومعيشة العاملين في قطاع البتروكيماويات، فقد لاحظنا تبعات ضغوط المنافسة على شركات سابك العاملة في مجال البتروكيماويات بمكافأة موظفيها بأربعة رواتب للبقاء معها بدلاً من الانضمام إلى صدارة. النظرة الصحيحة الشاملة هي أن شركة صدارة تعد فرصة للسعوديين من ناحية التوظيف وخطراً على الشركات المنافسة لها في هذا المجال للضغط عليها لتحسين الأجور والمكافآت وعدالتها بما يضمن للموظف السعودي فرص عمل افضل.