دخلت شركة «أرامكو السعودية» قطاع البتروكيماويات، بمشروع مشترك جديد مع شركة داو وأندرو ن. ليفريس، بهدف تأسيس شركة «صدارة» للبتروكيماويات بكلفة 70 بليون ريال، وستدخل الشركة في مفاوضات مع صندوق التنمية الصناعية والبنك الدولي للإساهم في تمويل المشروع. ووقع رئيس «أرامكو» كبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح، ورئيس مجلس الإدارة كبير الإداريين التنفيذيين في شركة داو وأندرو ن. ليفريس، أمس، اتفاق المساهمين الخاص بالمشروع المشترك لتأسيس شركة صدارة للبتروكيماويات، في الوقت الذي بدأت فيه - وعلى مسافة تزيد قليلاً على 100 كيلومتر من المكان التوقيع - الرافعات والبولدوزرات أعمال إعداد موقع وحدة التكسير ذات المستوى العالمي واللقيم المختلط، التي سيتم دمجها فيما تملكه «أرامكو السعودية» من بنية تحتية هائلة خاصة بالمواد الهيدروكربونية. حضر حفلة التوقيع التي وصفت بال«تاريخية»، وأقيمت في مدينة الظهران، وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «أرامكو السعودية» المهندس علي النعيمي، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيَّان، والمستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود، إضافة إلى عدد من أعضاء إدارة الشركتين وكبار المدعوين لحضور هذه المناسبة. ويمثل توقيع الاتفاق خطوة رئيسية لشركة صدارة، التي ستضم 26 وحدة تصنيع يعد عديد منها «مشاريع عملاقة» في حد ذاتها، وسيصبح مجمع شركة صدارة عند إنجازه، واحداً من أكبر مرافق الكيماويات المتكاملة في العالم، وأكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة. وأكد الفالح، في كلمة خلال الحفلة أن «صدارة تمثل إنجازاً مهما بالنسبة ل«أرامكو السعودية». كما أنها تعد ركناً أساسياً من أركان استراتيجيتنا الرامية لتحقيق نقلة نوعية في مجال تنمية أعمال المعالجة والتسويق بما يتيح تحقيق مزيد من القيمة المضافة لثروتنا البترولية، فباعتبارنا أكبر موردي الطاقة والمنتجات البترولية في العالم إنتاجاً وتكاملاً وموثوقية، فإن نقاط القوة التي تتوافر لدينا تتكامل مع ما لدى شركة داو، التي تعد أبرز شركة كيماويات في العالم، والتي تملك سجلاً قياسياً عالمياً ومجموعة فريدة من تقنيات صناعة الكيميائيات». وأضاف: «صدارة ستغير صورة الصناعة البتروكيماوية في المملكة بصورة شاملة، إذ تمتلك جميع العناصر المطلوبة للنجاح، وما تحقق اليوم يعكس شراكة فريدة من نوعها ستجعل من صدارة قصة نجاح تُروى على مدى أجيال مقبلة، ونحن نتطلع لأن نرى صدارة وقد أصبحت عاملاً محفزاً لتحقيق مزيد من التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص الاستثمار والعمل في المملكة العربية السعودية». وتابع الفالح قائلاً: «شركة صدارة تعتبر أكبر استثمار أميركي في السعودية على مر التاريخ، بل إنه يعد أكبر استثمار أجنبي مباشر في المملكة تقوم به أية جهة في أية صناعة، كما أنه سيمثل بطبيعة الحال إضافة كبيرة إلى الصناعة البتروكيماوية في المملكة، التي تمثل بالفعل عنصراً رئيسياً في الصناعة العالمية». وأشار إلى أن «استثماراً بحجم صدارة ومجموعة منتجاتها المتطورة ينسجم أيضاً مع هدفنا الممثل في أن نكون أكبر شركة طاقة رائدة في العالم بحلول عام 2020، إذ تمثل صدارة، كما هو حال مشروع بترورابغ العائد لنا، ركناً مهماً من أركان رؤيتنا المستقبلية باعتبارها نقطة انطلاق لاستراتيجية «أرامكو السعودية» في مجال الكيماويات، وهي الاستراتيجية التي تقوم على استخدام أنواع اللقيم السائلة والاستفادة من مزايا الإنتاج الضخم والتكامل والمنتجات الفريدة وما يرتبط بها من مجمعات صناعية». ويتوقع لصدارة أن تحقق إيرادات سنوية تبلغ نحو 37.5 بليون ريال (10 بلايين دولار) خلال بضع سنوات من تشغيلها، وأن تسهم بدرجة كبيرة في تنويع الأنشطة الصناعية في المملكة، كما أن مجموعة منتجاتها ستؤدي إلى ظهور أنشطة جديدة تحقق قيمة مضافة من الموارد الطبيعية الوفيرة في المملكة وتوسع نطاق صناعاتها الكيماوية القائمة، بينما سيلعب هذا المشروع المشترك دوراً محورياً في استراتيجية المملكة الرامية إلى التحول في المستقبل، ليس فقط إلى مجرد منتج للكيماويات واللدائن، وإنما إلى مركز للصناعات التحويلية. من جانبه، أشار رئيس مجلس الإدارة كبير الإداريين التنفيذيين في داو أندرو ليفريس، إلى أن صدارة «مشروع استثنائي وفريد، يبني على نقاط القوة لدى كل من «داو» و«أرامكو السعودية» ليقدم المواد والكيماويات المتخصصة والمتنوعة المطلوبة لدفع عجلة النمو في المنطقة بكاملها بل وفي خارجها أيضاً». وأضاف «الشراكة المميزة هي بالفعل غير مسبوقة، كما أنها مهيأة تماماً لتحقيق القيمة المضافة على جميع الأصعدة وإدخال نقلة نوعية على الاقتصاد السعودي وفي الوقت نفسه على الصناعة الكيماوية بأكملها»، وقال: «هذه لحظة عظيمة بالنسبة لنا في داو، ولشريكتنا أرامكو السعودية».