دخلت القوات السورية بلدة دوما امس بعد اسابيع من الحصار والقصف وتحدث سكان فارّون عن تناثر جثث في شوارع البلدة القريبة من العاصمة دمشق. وقال السكان: إن مئات يفرون من المدينة التي اجتاحتها القوات الحكومية بحثا عن معارضين يحاولون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وذكروا ان عددا كبيرا من الجثث دفن تحت انقاض المباني في البلدة التي تقع على بعد 15 كيلومترا من العاصمة ويقطنها نصف مليون نسمة. وقال عبدالله: إنه غادر دوما مع ابنائه الخمسة صباح اليوم . وذكر في محادثة هاتفية من بلدة قريبة :رأيت ثلاث جثث على الاقل عند ناصية احد الشوارع. ودمرت عدد من المنازل واشتعلت النيران في مبان اخرى. لم يبق في المدينة سوى عدد قليل. رحل من يستطيع. وتابع :رأيت جثة على جانب احد الشوارع. تجمعت الكلاب حولها. كان مشهدا مروِّعا .. نعيش جميعا كلاجئيين داخل بلادنا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية: إن القوات النظامية «تعوث فسادا في المدينة ،حيث تقتحم البيوت وتحطم محتوياتها»، وأضاف :إنه «جرى توثيق إعدام مقاتلين اثنين ميدانيا على يد قوات النظام، وهناك تقارير عن حالات أخرى لكننا لم نوثّقها بعد». قصف المدن وذكر نشطاء ان القوات السورية قصفت بالمدفعية امس السبت مدنا رئيسية . واظهرت لقطات فيديو حيّه بثها نشطاء معارضون على شبكة الانترنت من مدينة دير الزور بشرق سوريا دخانا يتصاعد من مباني سكنية فيما دوّت اصوات انفجارات. في هذه الأثناء وقعت انفجارات في مناطق عدة من سوريا صباح امس السبت، فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن انفجارات شديدة هزت حي القابون الدمشقي وحي الجميلية قرب مديرية حلب، إضافة إلى انفجار أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية في دير الزور.وتحدث ناشطون ايضا عن قصف حمص وادلب و درعا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قصف القوات الحكومية والاشتباكات بين الجيش واعضاء الجيش السوري الحر اسفر عن سقوط عشرات القتلى. تصاعد الإجرام الأسدي وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 22 شخصا امس بنيران قوات النظام، معظمهم في حلب وريف دمشق وحماة، وسط تصعيد وتيرة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش النظامي في مختلف أنحاء البلاد، بينما تمكّن الجيش السوري الحر من تدمير مطار عسكري في محافظة حلب. وطبقا للشبكة فإن بين القتلى طفلين وسيدة ومجندين منشقين. وفي تفاصيل القتلى أشار نفس المصدر إلى مقتل خمسةٍ في كلّ من حلب وريف دمشق، وأربعة في درعا وثلاثة في حماة، واثنين في كل من دير الزور وإدلب، وواحد في حمص. قصف المساجد وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت تعرّض جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية وسط مدينة حمص لقصف بقذائف الهاون. وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي واصلت قصف أحياء الخالدية والحميدية وجورة الشياح والقصور في حمص. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا عنيفا ومتواصلا من جميع أنواع الأسلحة يستهدف معظم أحياء حمص، في ظل حصار خانق لآلاف السكان ونقص شديد بالمعدات والكوادر الطبية والماء. تدمير مطار وأفاد ناشطون سوريون بأن الجيش الحر تمكن من تدمير مطار منّغْ العسكري شمال مدينة حلب قبل فجر امس. وقالت مصادر الناشطين: إن عملية نوعية جرت في ريف حلب نفذها الجيش الحر استهدفت قاعدة عسكرية جوية تستخدمها القوات التابعة للنظام لقصف مناطق وبلدات ريف حلب. وقد شوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق المقر العسكري. وقال قائد المجلس العسكري بمحافظة إدلب العقيد عفيف سليمان للجزيرة: إن عناصر الجيش الحر يسيطرون على معظم مناطق المحافظة، بينما تسيطر القوات التابعة للرئيس بشار الأسد على مدينة إدلب. وفي السياق ،قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن المقاتلين المعارضين يعززون سيطرتهم على مناطق المحافظة التي شهدت مقتل رجل ونجله جراء القصف على قرية حيش. انفجارات واشتباكات في هذه الأثناء وقعت انفجارات في مناطق عدة من سوريا صباح امس السبت، فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن انفجارات شديدة هزت حي القابون الدمشقي وحي الجميلية قرب مديرية حلب، إضافة إلى انفجار أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية في دير الزور. وقال المرصد: إن الاشتباكات استمرت في دير الزور التي تعد خارجة عن سيطرة السلطات السورية، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل عسكري منشق وطبيب. وفي درعا، واصلت القوات النظامية امس حملاتها الأمنية وعمليات الدهم والاعتقال والانتشار الأمني المكثف المدعوم بالمدرعات. وقال ناشطون: إن قوات النظام واصلت قصف درعا البلد وشنت حملة دهم واعتقال في الحي.
الغرب يجد صعوبة في فهم الموقف الروسي من الأزمة السورية والدعم العنيد للنظام تجد الدول الغربية التي تحاول الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد صعوبة متزايدة في مواجهة دعم روسيا العنيد له.. أو حتى مجرد فهمه.والتفسيرات المحتملة تنصب على صفقات الاسلحة وقاعدة بحرية روسية في طرطوس ومخاوف من تشدد اسلامي في حقبة ما بعد الأسد ولكن مسؤولين روسا واخرين يقولون ان هذه التفسيرات اغفلت زاوية أشمل.ويوضحون أن معارضة موسكو لتغيير الانظمة بدعم أجنبي يعكس خلافا مبدئيا مع الغرب بشأن السيادة وحقوق الدول في التعامل مع قلاقل داخلية باي وسيلة ضرورية. وقال دنيس بوكارد الدبلوماسي السابق وخبير شؤون الشرق الاوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية :يمكن تفسير الموقف الروسي بعداء موسكو لاي تدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما لاسيما في الاوضاع الحالية لان لديها ما يقلقها في الداخل.ولا تزال الدول الغربية تأمل في ان تقلب سلسلة هزائم يمنى بها الاسد الموازين ما يدفع بوتين للتخلي عنه ولكن ربما لا يكون الامر بهذه السهولة.ولا يبدو ان عدد الضحايا الذي تجاوز عشرة آلاف قتيل كافيا كي يغير بوتين موقفه. وتباينت كثيرا تقديرات ضحايا القتال في الشيشان - وهو الصراع الذي انخرط فيه بوتين كرئيس وزراء ورئيس للدولة - ولكنه في اغلبها تجاوز مائة ألف قتيل.ويعتقد كثيرون ان ما يثير قلق روسيا اعتقاد متنام بان الديمقراطيات الغربية بشكل خاص قد تتدخل عسكريا او بشكل اخر لمساعدة مثل هذه الانتفاضات.واجج هذه المخاوف ثوارت في جمهويات سوفيتية سابقة مثل اوكرانيا و جورجيا وقيرغيزستان.وقال ستيفين سيستانوفيتش المسؤول السابق بوزارة الخارجية الامريكية عن الاتحاد السوفيتي في الفترة بين 1997 و2001 وهو حاليا عضو في مجلس العلاقات الخارجية ان الثورات المختلفة سيطرت على تفكير بوتين خلال الاعوام العشرة الماضية.وكتب لافروف في هيفينجتون بوست في 15 يونيو :على الارجح تدرك روسيا الثمن الحقيقي للثورات أكثر من معظم الدول الاخرى.ونحن ندرك تماما ان التغييرات الثورية غالبا ما تصاحبها انتكاسات اجتماعية واقتصادية فضلا عن سقوط ضحايا ومعاناة. ولهذا السبب نؤيد سبيل التطور السلمي لتطبيق التغيرات.ويرتاب العديد من الدبلوماسيين الغربيين بان روسيا تخشى ان تصبح سوريا بعد الاسد ملاذا لاسلاميين من بينهم من يقاتلون ضد روسيا في الشيشان.ولا تعدو القاعدة البحرية في روسيا كونها محطة لاعادة التزود بالوقود ولكنها تمنح روسيا مرفأ على البحر المتوسط ربما تتضح قيمته اذا اعاقت مشاكل مع اوكرانيا او تركيا عمليات لاسطول البحر الاسود.ويرتاب البعض بان روسيا ترى في تقويض المصالح الغربية واحراج قادتها هدفا في حد ذاته في مسعاها لاعادة التأكيد على دورها كقوة عالمية او كخطة مفيدة على المدى القصير حتى تتضح الصورة أكثر.