أكدت أخصائية نفسية أن 45 بالمائة من مرتادي العيادات النفسية يعانون الاضطرابات الشخصية، وان أغلب الباحثين توصلوا إلى ان 10 الى 13 بالمائة من اضطرابات الشخصية تكون في سن الرشد، فيما تعد الاضطرابات الأكثر شيوعاً بالمرحلة العمرية من 25 الى 44 عاماً. وأوضحت الأخصائية النفسية مها الزوري أن الشخصية المضطربة تنطوي على خصائص معينة تسبب اضطراب توافق الفرد مع نفسه أو الآخرين مع شعوره بالمعاناة، وقد لا يرى الفرد أنه يعاني مشكلة مع خصائص شخصيته، وبالتالي لا يمكن تشخيص الاضطراب وعلاجه إلا إذا تسبب في شعور الفرد بالتعاسة أكثر من المعتاد أو تسببه فى المعاناة للمحيطين بالفرد وزملائه في العمل أو أطفاله أو زوجته، وتعد السمة الرئيسة لاضطراب الشخصية هي النرجسية «العظمة في الخيال والسلوك» ، حيث يتضخم مفهوم الذات لديه فيرى نفسه بعدسات تكبير مضاعفة ويرى الآخرين بعدسات مصغرة ويغلب عليه الإعجاب بالنفس والكبر والأنانية المفرطة والحساسية المفرطة لتقييم الآخرين والافتقار للتعاطف، ويبدأ الاضطراب في سن الشباب المبكر ويظهر في تصرفات يمكن التعرف عليه من خلالها، ومنها استغلال علاقاته الشخصية لتحقيق مآربه ورفع مصلحته دائما فوق كل اعتبار والشعور بالأهمية، وأنه ينبغي أن يعامل معاملة خاصة ويطلب تقديراً مفرطاً، ويتطلع دائماً للألقاب ومراكز السيطرة والوجاهة، والإحساس بالعظمة والتفخيم لأهمية الذات والمغالاة في إنجازاته وقدراته، ويرى نفسه صاحب رسالة مهمة للمجتمع ويتوقع أن يشار إليه رغم عدم استحقاقه ذلك، ويتصور ويوهم الآخرين بمعرفته بكل ما يدور حوله، ويتلذذ بثناء الآخرين عليه ويطلب اهتماماً وإعجاباً دائمين، ويعتقد أن مشكلاته وشخصيته فريدة ولا يمكن فهمها إلا من قبل أناس متخصصين، وتعد المعالجة النفسية الفردية الهادفة للاستبصار أو التحليل النفسي الأفضل، وقد يستدعي دخول المريض المستشفى حين يصاب باكتئاب شديد.