أكدت أخصائية نفسية أن ما يتراوح بين 35 و67 في المائة من الذين يعانون من اضطراب في الشخصية يعانون كذلك من أمراض نفسية. وبينت الأخصائية النفسية بمجمع الدمام الطبي ومنسقة لجنة الحماية من العنف والإيذاء في المنطقة الشرقية مها الزوري أن هذه النسبة أكبر بكثير من نسبة انتشار الأمراض النفسية في المجتمع الطبيعي. وقالت «نظرا لصعوبة دراسة اضطرابات الشخصية في المجتمع بعيدا عن المستشفيات والأمراض النفسية، فإن الدراسات التي تتطرق لمدى انتشارها قليلة نوعا ما، لكن أغلب الباحثين توصلوا إلى 10-13 في المائة كنسبة لانتشار اضطرابات الشخصية عموما في سن الرشد، لكن اضطرابات الشخصية أكثر شيوعا في المرحلة العمرية 25-44 سنة، إذ يحدث قدر من الاعتدال في عدد من المعايير الشخصية نحو السواء مع تقدم العمر». وقالت، أما بين مرتادي العيادات النفسية فإن نسبة انتشار اضطرابات الشخصية أكثر من 45 في المائة، ما يعني حاجة هذه الشريحة للدعم والعلاج النفسي، مشيرة إلى أن علاج اضطرابات الشخصية أسهل بكثير من علاج الأمراض النفسية، ويمتاز البعض ممن يعانون من اضطرابات الشخصية بالاستعداد للعلاج وتعديل سلوكهم. وبينت الزوري أن هناك مجموعة اضطرابات الشخصية منها اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، اضطراب الشخصية الحدية، اضطراب الشخصية الهيسترية واضطراب الشخصية النرجسية. وأوضحت أن السمة الرئيسة لاضطراب الشخصية النرجسية تشير إلى إنها هي العظمة (في الخيال والسلوك)، حيث يتضخم مفهوم الذات لديه فيرى نفسه بعدسات تكبير مضاعفة ويرى الآخرين بعدسات مصغرة، يغلب عليه الإعجاب بالنفس والكبر والأنانية المفرطة والحساسية المفرطة لتقييم الآخرين، والافتقار إلى التعاطف. وقالت «هذا الاضطراب يبدأ في سن الشباب الباكر ويظهر في سياق العديد من التصرفات منها الاستغلال في علاقاته الشخصية، ومصلحته دائما فوق كل اعتبار، حيث يستغل الآخرين لتحقيق مآربه، ولديه شعور بالأهمية وأنه ينبغي أن يعامل معاملة خاصة، ويطلب تقديرا مفرطا، ويتطلع دائما إلى الألقاب ومراكز السيطرة والوجاهة»، كما يكون لديه إحساس متسم بالعظمة والتفخيم لأهمية الذات، فعلى سبيل المثال يغالي في إنجازاته وقدراته وأنه صاحب رسالة مهمة للمجتمع، ويوهم الآخرين بأنه يعرف كل ما يدور حوله، ويتلذذ بثناء الآخرين عليه ويطلب اهتماما وإعجابا دائما من الآخرين، ويعتقد أن مشكلاته وشخصيته فريدة ولا يمكن فهمها إلا من قبل أناس مخصوصين. وألمحت بأن مشكلاته مع الناس لا تنتهي، فمن الوالدين والزوجة والأقارب إلى الزملاء في العمل وحتى الآخرين في الشارع وفي المجتمعات، ويبدي سلوكيات أو مواقف فيها استعلاء على الآخرين واستنقاصهم والميل للمفاخرة، مع اعتداده برأيه حتى وإن كان بعيدا عن الصواب.