• أعاني من اضطرابات نفسية متقلبة، أرفض دائما تحمل أي مسؤولية رغم أنني تجاوزت العقد الثالث، وبتشخيص حالتي عند الطبيب المختص اتضح أنني أعاني من «النرجسية» وأخضع الآن لجلسات نفسية دون أي تدخل دوائي، فهل النرجسية مرض يصعب علاجها؟ خالد (الرياض) • طرحنا معاناتك يا أخ خالد على استشاري الطب النفسي الدكتور حسان المالح فقال: يستخدم مصطلح النرجسية عموما بالمعنى السلبي، وهو يقترن بالأنانية وحب الذات المفرط والشخصية المدللة التي لا تتحمل المسؤولية ولاتعطي بل تأخذ دائما، وفي الجانب الآخر يستعمل المصطلح بمعنى حب الذات الطبيعي والاعتيادي وإننا جميعا لدينا رغبات نرجسية تحتاج إلى الإشباع، وأيضا أن الدوافع النرجسية وحب الذات موجودة من الطفولة ومن الضروري إشباعها وتلبيتها. وببساطة يمكن أن يطرح موضوع النرجسية بشكل كمي ونسبي، أي أن هناك درجة طبيعية مقبولة وضرورية من النرجسية عند جميع البشر، ولكنها عندما تزيد في كميتها وشدتها فإنها تصبح مرضية وضارة ومؤذية مما يطرح أهمية الجهود للحد من النرجسية المفرطة والوقاية منها وتعديل الأساليب التربوية والقيم التي تؤكد على الفردية والأنانية. ولاتزال أسباب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروفة على وجه الدقة، ولكن هناك عدة نظريات وتفسيرات تشرح سبب نشوئها ومنها: حساسية مفرطة منذ الولادة، التدخل الزائد من الأهل والتقييم المفرط منهم، الإعجاب الزائد وغير الواقعي من الأهل، السلوك غير المتوازن وغير المتوقع من الأهل، الإيذاء النفسي للطفل، حيث يساهم ذلك في تكوين ردود فعل خاصة واهتمام زائد بالذات وبحبها، الإطراء الزائد من الكبار للصفات الجسمية أو غير الجسمية للطفل، والتشجيع الزائد للسلوك الجيد والتوبيخ الزائد للسلوك السيئ. ويتضمن العلاج المطروح أساليب تحليلية وديناميكية ومعرفية وسلوكية، ونادرا ما يلجأ المرضى للعلاج؛ لأن في ذلك إهانة لهم، وهم يأتون للعلاج بعد حدوث أعراض اكتئابية أو مشكلات عاطفية أو مهنية أو غير ذلك، والعلاج الدوائي نادرا مايستعمل إلا في الحالات المرافقة، والعلاج الداعم والاستشارة النفسية والمساعدة على التكيف وتخفيف الأذى والضرر ضروري في عدد من الحالات من خلال تدخل والأهل وغيرهم لتخفيف الأذى الذي يمكن أن ينجم عن السلوك النرجسي، وتنمية مهارات التواصل مع الآخر وتفهمه، تنمية الذكاء الاجتماعي والانفعالي. والعلاج التحليلي طويل الأمد، قصير الأمد، يمكن أن يفيد في عدد من الحالات، ومن الضروري مواجهة نقاط الضعف عند المريض مبكرا في الجلسات العلاجية.