في البداية، أعتقد أنه لا يجب على الشاب أن يأخذ مخاطر عالية « تهدِّد وضعه المالي « حتى يصبح رائداً أو رجل أعمال، بل إن الفرصة تسمح كثيراً من الأحيان إلى أن يبتدئ الشاب عمله بصورة تدريجيّة من خير استثمار اموال كبيرة او أن يستقيل من الوظيفة، حتى يتمكّن بعد ذلك من ضخ مزيد من الأموال او التفرّغ له من غير أخْذ ذلك المقدار الكبير من المخاطرة « بالإستقالة الفورية من الوظيفة او بالاستثمار الكبير». ثم نقطة أخرى أود الإشارة إليها، تلك هي أن معظم الأعمال التجارية إنما هي عبارة عن أكوام متراكمة من الخبرة والمعرفة المهنية، ولذلك لابد على الشاب ان يحرص على معرفة اكبر قدرٍ من تفاصيل المشروع الذي يعمل به عبر الممارسة، وان يسمح كذلك لمشروعه الصغير أن يستمر في مستويات صغيرة لمدة طويلة حتى يكتسب بذلك الخبرة والمعرفة المطلوبة، ومن ثمّ يمكنه تطوير مشروعه إلى مراحل متقدمة إستنادا على خبرته ومعرفته المتحصلة. تعد ريادة الأعمال هي الخيار المفضل لشريحة كبرى من الشباب في هذا الزمان، ويعود الأمر في ذلك إلى عدة عوامل منها، الرغبة في تكوين نجاح مستقل والتطلع إلى مستوى مادي أفضل والإحساس بأفضلية ذلك المجال مقارنة بغيره. وتماشيا مع هذا التوجّه فسيكون مقالنا اليوم حول بعضٍ من الخواطر المستوحاة من تجارب الأصدقاء والزملاء عن ريادة الاعمال والمشاريع الناشئة. أما ثالثا فهو الحرص على جعل الأعمال دائما منظمة، إذ ان الشاب دائما ما يكون مشروعه بسيطا عفويا يرتكز عليه بصورة كبيرة، وبمقارنة ذلك بالشركات الكبيرة فإنك تجد أنها تحرص مطلق الحرص على ان تكون شركاته تسير وِفق نظامٍ واعمال مرتبىة ومعروفة، ومن هنا يمكننا معرفة الحلقة المفقودة عند بعض المشاريع الناشئة، وذلك لإفتقارها إلى النظام والعمل المؤسسي المطلوب. ختاما، لا نأتي بجديد إن قُلنا اإن الفَرْق بين الوظيفة والعمل الحر هو إختلاف شاسع، ويكفي من ذلك أنه بالوظيفة يكون الشخص قد حصل على فرصة موجودة في سوق العمل، بينما العمل الحر هو عبارة عن صناعة فُرصٍ جديدة في فرص العمل، وقيمة مضافة في المجتمع والإقتصاد الوطني. الأمر الذي يمكن تحقيقه عبر رسم خطة شخصية طويلة المدى، والعمل على تطبيقه بخطوات متدرجة، وعزم متقد.