العقد الثاني للحركة التشكيلية في المملكة وتحديدا في السبعينيات الميلادية كان أحد أسمائها الأنشط والأكثر حضورا على مستوى المنطقة الوسطى. تخرج من معهد التربية الفنية بالرياض وهو ابن سدير في العام 1973 وبدأ عروضه الفردية منذ ذلك الحين. محمد المنيف الفنان والناقد الذي جمع بين الرسم والكتابة، كانت السبعينيات الميلادية منطلقا لمعارض اتخذت صفة الجماعية المنتظمة وقد أطلقتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مستوى المركز أو المكاتب، ثم جمعية الثقافة والفنون التي أقامت أول معارضها المركزية عام1978وكان المنيف أحد المشاركين فيه. إلا أن هذا النظرة الأقرب إلى تناول عنصر أو تقريبه بدت في الاتساع وهو ينفتح على المشهد، ذلك عندما رسم الأسواق أو الأماكن الشعبية أعمال هذا الفنان حينها لا تخطئها العين، فهو من أوائل من اشتغل باللون المائي فأبدت أعماله روحا فنية شفافة ورهافة خاصة؛ وهو يتناول مواضيعه الأثيرية؛ الموجزة التي يلتقطها من مشاهداته ومن مكانه، إلا أن هذه النظرة الأقرب إلى تناول عنصر أو تقريبه بدت في الاتساع وهو ينفتح على المشهد، ذلك عندما رسم الأسواق أو الأماكن الشعبية، ولكن وفق تأثير هندسي أكثر وضوحا؛ كان يمنحه مزيدا من التعامل مع الشكل واللون، التأثير الهندسي في تلك الأعمال سبق وأن ظهرت على نحو أبسط في لوحته المائية. في بداية الثمانينيات انشغل الفنان محمد المنيف بالكتابة كمحرر وكمشرف على الصفحات التشكيلية في صحيفة الجزيرة، ليستمر الجهد والعطاء والمساهمة لأكثر من ثلاثين عاما قدّم خلالها الكثير مما دفع بأسماء ورسخ تجارب وشجع فنانين بكل فئاتهم وأجيالهم، كانت الجزيرة ولم تزل مرجعا فنيا من خلال الصفحات التي يحررها المنيف وقد وصلت في بعض الفترات إلى ثلاث صفحات أسبوعيا لا أقول لأن هذا الجهد الذي يدركه الكتاب والإعلاميون كان كبيرا، فهو كذلك ولنتصور الكم الهائل من الوقت ومن الجهد الأسبوعي الذي تستنزفه الأوراق والأحبار من صديقنا الفنان الذي لم تتوقف مع كل ذلك اهتماماته أو إنتاجه الفني، فقد بقي مخلصا للوحته بل وكان أكثر إصرارا على إبقائها بتلك الروح الأصيلة التي يتمتع بها. وانعكست في لوحته. لم تزل لوحة المنيف طرية تعانق المكان وتحمل الهُوية وتستشعر الحداثة ولم يزل جهد النقدي حاضرا في مشهد يتسع ويتنوع.