[الإعلام الحر] كثيرا ما يتردد خلال الفترة الحالية بين أوساطنا المحلية والعربية مصطلح «الإعلام الحر « وما يهدف إليه من توعية المجتمعات التي تغط في سبات الغفلة وعتمة الحياة واستنهاض الشعوب الرازحة تحت أحجبة الظلام وغياب الوعي لفاعلية الأمم وتعدد مشارب قنواتها الحياتية وفق ضوابط الحضارة وتقدم الشعوب ويبقى تحديد معنى ذلك المصطلح وحقيقة أبعاده ورؤية مغزاه في ضبابية صناعه وتشتت أقوالهم، فالبعض من الإعلاميين صار يرمي بشباكه مسؤولي البلد ويجرهم في هاوية التحقيق المتعنت ومغبة الاستجواب المجبر ولزوميات المجابهات الغثة مع الجمهور عبر برامج الحوار واستضافات الرأي وتغريدات اللاوعي بقيمة الفرد واحترام مكانته بحجة الإعلام الحر وشفافية الطرح والحوار المفتوح ومكاشفات الحقيقة التي يسعى إليها بلجاجة القول ودحض الحجة بالحجة إلى أن استطاع ان يلعب بعقول بسطاء الأمة ومتصيدي الهفوة وما أن يغضب موظف من مديره حتى صار بحجة الإعلام الحر والانفتاح على الآخر أصبحت مهمات تزييف الحقائق وصنع الحدث وبث الخبر دون تدقيقه غاية الكثير من قنوات الفضاء المفذلكة للحرية المصطنعة. يبحث عن أرقام ذلك المذيع وتلك المعدة للبرنامج ليفضح المستور وينشر غسيله على تعابيرهم لا بدافع إحقاق الحق ودفع عجلة التقدم البشري وتطور التعامل الآدمي المنصوص عليه شرعا وقانونا، بل بدوافع مقيتة توجد جوا متكهربا بين النفوس بأسلاك السخيمة وضغائن القلوب وتصنع المحن وضجيج التيه دون استيعاب بكنه تصرف وحقيقة الخطوة وسبب التدافع في طوابير التشريح ونشر الغسيل وبحجة الإعلام الحر والانفتاح على الآخر أصبحت مهمات تزييف الحقائق وصنع الحدث وبث الخبر دون تدقيقه غاية الكثير من قنوات الفضاء المفذلكة للحرية المصطنعة وتوهم الاصلاح وحلم ربيع العمر وعمر الحياة دون الالتفاتة إلى أثر ذلك الخبر وتلك القضية في تنشئة عقول وهدم نفوس وإثارة بلبلة اللحظة وهوس الفتنة بين سنديان التطرف ومطرقة التقوقع في أقبية الضياع وفي ظل غياب الوعي الفكري وتفرد الرسالة وهيمنة الطرح الغربي المتلاعب في نسج العقول وصناعة الفرد الفطن المدرك تجاه هجمات العدو الشرسة تنفتح بعض القنوات الفضائية العربية الغاطة في سبات الغفلة وغفوة الضمير وبحجة الإعلام المكشوف على برامج التسلية الفارغة من المحتوى وتصب جام أموالها ومبالغ الهوس على فكرة استدراج الشباب لكسب الشهرة المتخمة بتوافه الطرق وسماجة المشاركة من باب تنمية مواهب وهوايات لا نستخف بها، لكنها من الأفضل تجاهلها على أن نكشف الستار عنها كي لا تقلمنا لكمات خيبة نحن في غنى عنها. ومن بين محاولات إعلامنا العربي الآني بكافة وسائله للوصول إلى منهجية الإعلام المعتدل يظل الأمل يحدونا إلى حرية الرأي الهادف وجاذبية الاستنهاض الفكري الحر لصناعة الغد المشرق بكلمة فاعلة وحوار ممتع وبرنامج مشوق في منأى عن ترهات الشهرة الباهتة وهوس التحديات القاتمة الخالية من الأهداف النبيلة وجماليات التنشئة وآليات الصنعة وغوغائية الانفتاح.