مما لا شك فيه أن عنصر الثقافة يعد من أبرز وأهم عناصر التكامل البشري ومظهر من مظاهر حضارة الأمم وتقدم شعوبها ومن أنجع سبل الحياة الكريمة. ومنها بكافة أطيافها وتشعب مشاربها يستمد الكل طاقاتهم الفعلية في صد أي غزوٍ للمجتمع والأفراد وبالثقافة التليدة الأصيلة الضاربة في عمق التاريخ حفظت تواريخ وشعوب وأمم ومن دونها سقطت ممالك وذهبت دول أدراج الرياح و عادة ما يردد إذا أردت ان تعرف الشعوب والبلدان فاعرف ثقافتها وكتب أدبائها تتضح لك الرؤى وتتكامل الصورة وتهتم دول التقدم العلمي والسبق الحضاري المؤدلج بفلسفة الأفضلية ومبدأ التنافس المجدي بثقافاتها المتباينة الاتجاهات وفي شتى الصنوف . إذا أردت ان تعرف الشعوب والبلدان فاعرف ثقافتها وكتب أدبائها تتضح لك الرؤى وتتكامل الصورة وتهتم دول التقدم العلمي والسبق الحضاري المؤدلج بفلسفة الأفضلية ومبدأ التنافس المجدي بثقافاتها المتباينة الاتجاهات . لأنها تدرك جيدا كنه ذلك ومدى حقيقته في أرض الواقع وصياغة التاريخ وفي ظل انتباه الكل لديناميكية الأثر والتأثير لعنصر الثقافة ومراعاة مثقفيها وبذل ما لديها في الحفاظ على أرثها الثقافي وتراثها الفكري نجد اننا صرنا نتهيب الثقافة ونخاف منها إذ غدت مصدر خوف البعض وموت الآخر و ما بين البين اهانة وسخرية واستجداء وترويج للعبثية المطلقة والمغالطات الأدبية وباسم الثقافة نتهيب مقرها و نخاف أن نقترب من عتبات أمكنتها فلعلها وكر رعب ومغبة خديعة وباسم الثقافة توخز مشاعرنا وتتسبب في اهانة ذواتنا والضحك على ما لدينا من مواهب حسب القدرة لتخلق في القلب جراحا دامية تنزف مع العمر وربما كانت جذوة انطلاقة أحيانا وأحايين صدمة تودي بالأمل وتنسينا الغداة وباسم الثقافة تباح الرذيلة وتكون مدعاة التمدن ويشكك في الفضيلة و يصير ذكرها أمرا يدعو للأسى وأخيرا وليس آخرا تصير الثقافة تجارة ثمنها أعمار شباب في نضارة الياسمين وغضاضة الغصن الندي طراوةً ليقصفه جدارٌ متهالك مخلفا الحسرة في قلب أمه والوجع المضني في نفوس مرتاديه وزرع الوجل لدى من يمم شطره تجاه مقرها وبالأخص النسوة منهم فتراهن كأعجاز نخل خاوية تتمايل رعبا وتتهيب الدخول في مجالس مفترض أن تكون للفكر والثقافة إذ تحسبها جلسات عمال في أطراف مزارع ونواحي النخيل النائية والشبه مهجورة وأغلب الظن أوكار تحايل باسم الأدب والثقافة والفكر والفنون من الصعب الإشارة مجرد إشارة لواقع ثقافتنا المزري وتهاون مسؤوليها وصناع الرأي فيها فيما يحصل باسمها وفي ظل ما تمنحه الدولة من خدمات جلية لا يستهان بها وعلى مرأى الكل وأشهاد الجميع ومن العيب المشين أن يسدل ستار الصمت على رحيل شاب أو وجل أنثى وجرح موهوب دون التفاتة جادة ودراية فاعلة وإجراءات ناهضة تحد من تلك المهازل باسم الثقافة ..