يمكن القول ان اسرائيل هى المستفيد الاكبر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م والتي كان لها انعكاسات سلبية ومباشرة على الاوضاع السياسية والأمنية في الشرق الأوسط بشكل خاص ،ومع انكفاء الدور السعودي وانشغال المملكة بمحاربة الارهاب بعد تفجيرات مايو 2002م ، وصل حزب العدالة والتنمية التركي في ظروف غامضة داخليا وإقليميا ومتوترة دوليا ثم جاء الغزو الامريكي للعراق لتسقط بغداد في نيسان 2003م وتبدأ مرحله تاريخية صعبة على العرب ،رسخت التنافس الايراني التركي للحصول على اكبر حصة من المكاسب السياسية والاقتصادية وساعد على ذلك ضعف الدور المصري بسبب انشغال الرئيس المصري السابق في التوريث والموقف السلبي تجاه القضية الفلسطينية . ما كان غير متوقع ومفضل لإسرائيل حصل فالجيش بدأ يميل لمطالب الثورة وسقط الرئيس مبارك. بعد الزلزال انقسمت الآراء في اسرائيل بين الانكار والتقليل والتهويل وسط صدمه من سرعة التطورات والقلق من المستقبل. كما ساهمت احداث سبتمبر في هذه الظروف في تعميق الانشقاق الفلسطينى فوجدت اسرائيل نفسها متفرغة لبناء اكبر قدر ممكن من المستوطنات واستكمال تهويد القدس ثم تصفية مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين في 22 مارس 2004م ود عبدالعزيز الرنتيسي في 17 ابريل 2004م لتقوم بعد ذلك بضرب وتدمير معظم البنية التحتية اللبنانية في صيف 2006م ثم تقوم بتنفيذ الاعتداء الغاشم على قطاع غزة المحاصر عبر ما اسمته اسرائيل ب (بحملة الرصاص المصبوب) في 27 ديسمبر 2009م )وضرب حصار على القطاع عزله عن العالم أجمع . في التقرير السنوي لمعهد الامن القومي الاسرائيلي للعام 2010م والذي -اعترف بوجود تدهور جدي في وضع اسرائيل الاستراتيجي -الا انه لم يشر في اكثر من 300 صفحة لأي مؤشرات عدم استقرار في أي دولة عربية رغم وجود (غيوم متلبدة) ولكن وفجأة وبدون مقدمات وعلى عكس تقديرات المخابرات الاسرائيلية ايضا فقد بدأ الربيع العربي في يناير 2010م ليسقط الرئيس التونسي ثم الرئيس المصري حسني مبارك في 25 فبراير 2011م والذي كانت التقديرات الاسرائيلية والأمريكية تعطيه تقدير (جيد) للبقاء وتجاوز الازمة والتى كان اكثرها تشاؤما ان الجيش المصري سيتولى السلطة دون حدوث تغير دراماتيكي. وبما ان نظرة اسرائيل للعرب فيها نوع من التعالي وطغيان فكرة القصور المجتمعي العربي عن الفعل الايجابي في ادبيات الفكر الصهيوني فقد اختصر ذلك وصف السفير الاسرائيلي في القاهرة زيفي ما زال لما حدث في مصر في 25 يناير 2011م (ان المصريين يرجمون القارب لكنهم لن يغرقوه ) فما يجرى هو تغير سطحي وان الامر لن يصل لتغيير جذري في بنية السلطة ، لكن ما كان غير متوقع ومفضل لإسرائيل حصل فالجيش بدأ يميل لمطالب الثورة وسقط الرئيس مبارك. بعد الزلزال انقسمت الآراء في اسرائيل بين الانكار والتقليل والتهويل وسط صدمه من سرعة التطورات والقلق من المستقبل.