كثيرا ما نتحدث عن التطوير والبحث عن أساليب جديدة تساعدنا على ان نتقدم ونتطور ونحتل مكانة متميزة سواء على مستوى الفرد او المنشأة او الدولة , ولا شك ان هذا المسعى هو مسعى ايجابي وتظل القضية الأساسية في هذا الشأن ماهية الآلية التي يتطلب العمل بها لكي نتقدم , وفي السنوات الأخيرة شهدت تغيرا عالميا كبيرا اقتصاديا ومعرفيا وسياسيا واحتلت التقنية مكانة عالية بين صفوف المجتمع في جميع دول العالم وبات الاعتماد عليها اعتمادا جذريا في تسيير أمور الأعمال او الحياة بشكل عام, وقد نتساءل احيانا لماذا كل هذه الاختراعات والابتكارات المتسارعة التي غيرت أسلوب الحياة والتفكير والممارسة على وجه الكرة الأرضية , وهل نحن بحاجة كبشرية لحجم هذا التغير المتسارع وهل باستطاعتنا استيعابه والتعامل معه او التكيف معه والاستفادة منه , وان الكثير منه لا نتعرف عليه الا عند الحاجة فقط وقد نكتفي بذلك الى وقت طويل الى ان تأتي فرصة أو حاجة ملحة تقتضي التعرف على مزيد مما تقدمت اليه البشرية . على عاتقنا مسئولية كبيرة وخاصة مؤسساتنا التعليمية على تغيير نمط التفكير من نمط يتقبل التطوير والمتغيرات ويتكيف معها الى نمط يدعو الى التطوير ويبتكر وسائل لاحداث تغيرات علمية ومعرفيةوقد نشأنا وتعلمنا على مبدأ ان الحاجة هي ام الاختراع ونتيجة لذلك تم اختراع المصباح الكهربائي والهاتف والقاطرة والطائرة وغيرها من الاختراعات الكثيرة وفي قطاعات ومجالات عديدة وبلا شك اسهمت في تغيير شامل على وجه الأرض ,واذا شاهدنا ما توصل اليه التقدم العلمي في هذه الأيام فقد يتبادر الى الأذهان ان ما تم اختراعه يكفي وان العالم يتجه لنفس الاختراعات والانتاج ولكن بطرق مختلفة, ولكن ومن جهة أخرى توالي هذه الاختراعات والبحث عن أساليب التطوير والتقدم في مهام مراكز البحث العلمي اوجد مصطلحا آخر هو ان الرفض اساس التقدم والتطور , فكثير من الأمور والأجهزة والأدوات التي تم اختراعها والتي نستخدمها متى ما اصبحت مرفوضة من قبل مستخدميها تداعت الحاجة الى ابتكارات واختراعات اوسع , فالتحول من الهاتف الثابت الى الهاتف النقال هو الحاجة والرفض في نفس الوقت وكذلك هي حالة القطارات السريعة وغيرها من الاختراعات الكثيرة . ونحن على عاتقنا مسئولية كبيرة وخاصة مؤسساتنا التعليمية على تغيير نمط التفكير من نمط يتقبل التطوير والمتغيرات ويتكيف معها الى نمط يدعو الى التطوير ويبتكر وسائل لاحداث تغيرات علمية ومعرفية , وهذا يتطلب خلق رؤية واضحة ومحددة وثقة بالنفس وبالمؤسسات العاملة واستحداث مؤسسات وأجهزة تتماشى مع تطلعات وجموح التغيير والتطوير. [email protected]