الشباب هم أمل الحاضر والمستقبل، وهم الطاقة المبدعة وأجيال المستقبل الخلاقة. ومن أجل مستقبل مشرق لشبابنا لا بد من أن يكون العمل والابتكار والإخلاص هي من أهم الأهداف في مستقبل حياته. والابتكار خصيصة مهمة للإنسان، حيث يحاول فيها استخدام تفكيره وقدراته العقلية وما يحيط به لكي ينتج شيئاً جديداً بالنسبة له أو بالنسبة لبيئته، وربما للعالم، على أن يكون هذا الإنتاج نافعاً له أو للمجتمع الذي يعيش فيه. ويمكن أن يقوم الإنسان المبتكر بتطوير ابتكاره ليصبح اختراعاً من خلال الحصول على ما يسمى ببراءة الاختراع التي تحمي اختراعه أو ما ينتج عن هذا الاختراع لمدة تصل إلى حوالي 20عاماً. وتتباين الدول في مجال الإبداع والابتكار، بشكل كبير، وقد أوضحت دراسة حديثة صدرت في عام 2008م أن بعض الدول الأوروبية مثل السويد وفنلندا لديها اقتصاد يتميز بأنه الأكثر إبداعاً وابتكاراً في العالم، وأنها تتقدم حالياً على الولاياتالمتحدة واليابان، لكن المؤسف بحسب الدراسة أن دول الاتحاد الأوروبي ( 27دولة) تأتي في مرتبة متأخرة بعد الدول المتقدمة اقتصادياً، حيث إنها تحرز نجاحاً قليلاً في تحويل الأفكار الابتكارية إلى منتجات وبراءات اختراع. ولقد عاصرت على مدى حوالي عشرين عاماً كثيراً من الشباب المبدع في المملكة العربية السعودية، سواء داخل أو خارج المملكة وخاصة في مجال الإبداع العلمي والتقني. وقد وجدت لديهم ابتكارات علمية متميزة، ولكن ينقصهم إمكانية الحصول على براءات اختراع لابتكاراتهم وكذلك لدعم من القطاع الخاص لتبني هذه الاختراعات وتحويلها إلى منتجات صناعية. ولا شك أن نجاح أولئك الشباب يعتمد على إصرارهم على تنفيذ ابتكاراتهم وعلى المجتمع ورجال الأعمال لدعمهم مادياً ومعنوياً. وعندما ننظر إلى ما حولنا من منتجات صناعية أو حاسوبية مثل الترانزستور والهاتف، والجوال، وآلة التصوير والتلفزيون وغيرها كثير، فإننا نجد أن هذه الاختراعات قد حققت أرباحاً بالبلايين وكان نتيجة لتضافر البحث العلمي والعقول الابتكارية الشابة والناجحة مع الانفاق المادي لتحقيق هذه الاختراعات من خلال الشركات أو المؤسسات العلمية. إن إنفاق مبلغ قد لا يتعدى عشرة ريالات (مثلاً) على البحث العلمي والابتكار يمكن أن يعطي حوالي 365ريالاً ويمكن أن يتضاعف هذا المبلغ ليصبح آلاف الريالات إذا كان الاختراع ذا قيمة عالية. إنني أدعو جميع شبابنا المبتكر أن لا يتوقف عن الإبداع والعمل والاخلاص. كما أدعو جميع المؤسسات العلمية والقطاع الخاص أن لا تبخل على البحث العلمي والابتكار، وسوف نكون فخورين بأن يُكتب على كثير من منتجاتنا "صنع في المملكة العربية السعودية" من العقول السعودية الشابة. والله ولي التوفيق