تطرح الدورة الثانية للمنتدى السعودي للمسؤولية الاجتماعية للشركات, الذي يعقد يوم الثلاثاء المقبل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة على مدار يومين, عددا من القضايا الهامة التي تتمثل في أولويات القضايا الاجتماعية بالنسبة للشركات وسبل تحقيق استدامة البرامج الخاصة بها. كما يناقش مسألة المعايير الواجب اتباعها لقياس أداء وفعالية برامج المسؤولية الاجتماعية، في حين يتناول في جلسة أخرى كيفية مواءمة أجندة المسؤولية الاجتماعية للشركات مع المناهج التعليمية. كآليات بناء سلاسل توريد مسؤولة ستكون من أبرز المحاور المطروحة في هذا المنتدى. وشدد رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية المستشار أحمد بن عبد العزيز الحمدان على أن المنتدى لم يغفل الدور الذي تلعبه الشركات الكبرى في تنمية المنشآت الصغيرة ورواد الأعمال، حيث من المقرر أن يفرد لذلك جلسة خاصة. كما يركز في إحدى جلساته على دور الإعلام في تعميم ثقافة المسؤولية الاجتماعية للشركات مع تسليطه الضوء على تجارب محلية وإقليمية وعالمية في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات. وأوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح بن عبد الله كامل أن انعقاد المنتدى في دورته الثانية يعتبر استمرار للدورة الأولى التي انعقدت العام الماضي وحظيت بمشاركة أكثر من 600 شخص وشهدت إطلاق صندوق وقف المنشآت الصغيرة والأسر المنتجة بقيمة 65 مليون ريال، ومشروع «تيسير» لتأهيل كافة المباني ذات الاستخدام العام رسمية كانت أو خاصة لتمكين كل ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية من الاستفادة من هذه المباني. وأكد توجه معظم الشركات السعودية إلى تبني مبادرات للمسؤولية الاجتماعية خلال الفترة الماضية وبروز العديد من التجارب المميزة، فالتركيز في المرحلة المقبلة يتجه نحو سبل تعميق ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى الشركات وربطها بإستراتيجيات عملها ورؤاها، حيث تسعى هذه المنشآت إلى الموازنة بين متطلبات المساهمين من جهة والتزاماتها الاجتماعية والتنموية من جهة أخرى. كما تتطلع إلى تحديد مقاربات أكثر فعالية واستهدافا بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لاسيما على مستوى تحديد وتنظيم الأولويات الاجتماعية وتعميق تجربة المسؤولية الاجتماعية وتأمين استدامتها. وشدد على أن الإسلام تحدث عن المسؤولية الاجتماعية وأوجدها قبل الغرب بعدة قرون، داعياً مجتمع الأعمال إلى استكمال هذه المسيرة وترسيخها من خلال العمل على خلق نهج مؤسساتي يساهم في استقطاب أصحاب الأعمال الخيّرة، وبالتالي توسيع دائرة المستفيدين في المجتمع السعودي. تجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يحظى المنتدى بمشاركة واسعة من المؤسسات والهيئات الحكومية والشركات والمجموعات السعودية تحديداً والعربية على وجه العموم، فضلا عن المشاركة المتوقعة من بيوت الخبرة ومكاتب الاستشارات المتخصصة.