سبعُ سنواتٍ من العطاء المتواصل حوَّلت أحلام المواطنين إلى حقيقة، وغيَّرت ملامح الوطن إلى نهضةٍ شاملة، كان جُلُّ شأنها الاهتمام بالمواطن السعودي، وتوفير سُبل العيش الكريم له. لم يدَّخر خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله»، منذ اليوم الأول لبيعته، جهدًا إلا وقام به، مستكملًا تاريخًا عظيمًا من الإنجاز لملوك هذه البلاد «يرحمهم الله». انتهج «يحفظه الله» من كتاب الله وسُنة رسوله المنهج، وسار على خُطى مؤسِّس هذه البلاد، الذي نهل منه في إدارة شؤون البلاد بحِكمةٍ لا يُخالجها إلا يقينٌ بأن موطنه أكرم الأوطان، ولا يعلوها إلا حُبٌ لأبناء شعبه، وعِزة أمته. بدأ حقبة جديدة من بناء هذا الوطن بعفو الكِرام، وعزة المقتدر، وأطلق مدنها الاقتصادية التي غطت أنحاء المملكة. تفقّد كل شِبر من الوطن، وزار مناطقه، والتقى بأهله الذين فرشوا له من الولاء الصادق، والحب الوفيّ مكانًا في قلوبهم. كانت أوامره الملكية تثلج صدور أبناء وطنه، فما جاء قرارٌ حتى لقي رضا وقبول المواطنين الذين استشعروا ما يُكنُّه لهم من حُب، وما يحمله لهم من حلم، حتى غدت الحياة رغم صعوباتها سهلة يسيرة عليهم. رفع من شأن بلاده في المحافل الدولية، ودخلت المملكة ضمن مجموعة العشرين، وفتح آفاق الحوار، وأسهم في وحدة الأمة العربية، وأطلق مبادرات الاتحاد الخليجي. اهتم بالمرأة السعودية، وخصَّص لها من المكانة ما يليق بها، وبما وصلت إليه وفق شرع الله، فتقلدت المناصب القيادية في الدولة، وفتح لها المشاركة في الشورى والبلديات. بعث أبناء الوطن في أرجاء المعمورة في أضخم عملية ابتعاثٍ هدفها اكتساب خبرات الآخرين في العلوم والمعارف، ودشَّن الجامعات في مختلف المناطق، وأطلق مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، وخصَّص من ميزانية الدولة 30 بالمائة إيمانًا بأن تنمية المواطن أغلى الاستثمارات. حمى بلاده ويلات الهزات الاقتصادية التي طالت أنحاء العالم بحِكمةٍ وحِنكة، وعزَّز مكانتها الاقتصادية في استثمارٍ أمثل لمواردها. وبقي الحرمان الشريفان اللذان لم يفتخر بشيء قدر افتخاره بخدمتهما، وخدمة ضيوف الرحمن، حتى أصبحت التجربة السعودية نموذجية في إدارة الحشود، وبقيت حوادث الحج جزءًا من الماضي. لك يا سيدي من الحُبِّ والولاء الصادق ما تعجز عنه ألسنتنا، كما عجزت أقلامنا عن إحصاء عطاءاتك. لك يا سيدي من الوفاء؛ لأنك كنت فينا الأقرب إلى همومنا، والأعرف بأوجاعنا، والأسرع لإزالة الهَمِّ عنا. لك يا سيدي بيعة تتجدَّد في أعناقنا كل يوم حُبًّا وعِرفانًا، وبيعة ندين فيها أمام الله. لك يا سيدي دعوات أبناء شعبك، كبارهم وصغارهم، أطفالهم ونساءهم، ضعفاءهم ومحتاجيهم بأن يُديم الله عِزك. لك يا سيدي ولاءٌ سرمديٌّ، فقد صدقتَ الله ما عاهدته عليه، وصدقك الله حُبَّ أبنائك وافتخارهم بك. مدير العلاقات والمراسم بإمارة المنطقة الشرقية