نتابع جميعا وعن كثب ما يدور في أروقة أنديتنا الأدبية في هذه الآونة من عمرها الفعلي المرتقب . وكلنا أمل بأن تحقق نتائج واقعية مرضية للمسؤولين ولأدباء ومثقفي البلد والذين تعتريهم طموحات جزلة مشبعة بتخمة الآمال العِذاب والتوق لصياغة واقع ثقافي أدبي وطني مفعم بالجمال وبحجم دعم الدولة ورعايتها المشوّقة الطرح إذ بنا نفاجأ بالخيبة تلو الأخرى وإذ بالمتاعب تلاحقها كيفما وأينما كانت ..انسحابات بالجماعات من عضوية المجلس ..واستقالات أعضاء وخلافات مادية وفشل جمعياتها العمومية وتسول على أبواب المسئولين رجال الأعمال لتمويل مهرجان أو ملتقى رغم ميزانية البرامج الفائضة عن الاحتياج الفعلي والتي تغطي تكاليف المناشط لأعوام ٍ تترى مع إقصاء (إلى حد ما). الغريب في الأمر أن كل تلك التداعيات للفشل الذريع للأندية الأدبية لم يلتفت إليها بعين الاعتبار ولم نحرك ساكنا لتدارك الأمر في الأموال التي تصرف من أجل أمسية لا يحضرها غير الخمسة والعشرة أفراد . أوجه الأدب والثقافة والفكر عن بيئة النادي وعن مسرح الأحداث والاقتصار على أوجه جديدة على الساحة الثقافية ليس لها صلة بمناحي الأدب وفنون الثقافة وفي منأى عن معترك الكتابة والتأليف وبقدرة قادر نالت نصيبها من التصويت المفتعل فانتسبت للنادي دون وعيٍ بماهيته وأهدافه وآلية نشأته ومغزى الدولة منه والغريب في الأمر أن كل تلك التداعيات للفشل الذريع للأندية الأدبية لم يلتفت إليها بعين الاعتبار ولم نحرك ساكنا لتدارك الأمر في الأموال التي تصرف من أجل أمسية لا يحضرها غير الخمسة والعشرة أفراد وفي طباعة وتوزيع مهاترات الدخلاء على الأدب والثقافة وفي عمليات الترويج للعبثيات المطلقة باسم الأدب والإبداع وإصدارات الكم قبل الكيف ومهرجانات الشللية وتجمع الوصوليين ومفتعلي الحِراك الأدبي وفي ظل ذلك الضجيج المؤذي للنفس وللروح والفؤاد يقبع الأدباء الذين صنعوا المشهد الثقافي بخالص نجيعهم و بنوا هياكل الفكر وصروح الأدب وأعمدة البناء الحرفي المضيء تحت أخبية النسيان وفي بعد البعد وعلى ضفاف رسائل الدعوات لأماسي مصطبغة بجودة الطرح وحسن الأداء ..من العيب إقصاء أولئك المتعمد على حساب الفوز بأصوات مغرضه وفزعة المتثقفين عنتا والضاجين ريبة وما نحن فيه من مغبة الخيبة وتيه السبيل إلا بفعل تلك الأحداث المفتعلة والتي أساءت للصرح قبل أن تخدمه ولا نعلم إن ْ كان المسؤولون سيتداركون الموقف ويبحثون في جذور تلك الأمور ويتسارعون في إنقاذ ثقافة الوطن وحماية الأدب من هؤلاء ممن يجهضون فرحة الأدباء بحصونهم المنيعة ويميتون هيبتهم الفريدة ويبقى الأمل جذوة الغد ووهج العمر ووقود الأمنيات .