تتواصل ردود الفعل حول التفجيرين "الارهابيين" اللذين اوقعا اكثر من 55 قتيلا امس الخميس في دمشق وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عنهما في ظل انتهاك وقف اطلاق النار المتواصل في البلاد فيما دعا ناشطون الى التظاهر مجددا الجمعة ضد النظام السوري. واتهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الجمعة في طوكيو النظام السوري بمحاولة "نسف خطة انان مع وسيلة جديدة هي الارهاب" في اشارة الى خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان لوقف اعمال العنف في البلاد. وانتقد نظام الرئيس بشار الاسد لاستخدامه "تكتيك الانفجارات في المدن بهدف ترهيب الشعب". وقال غليون تاكيدا على اتهاماته للنظام بتدبير التفجيرين "ان النظام تعامل بشكل وثيق جدا مع القاعدة والعراق" معتبرا ان تفجيري دمشق يشيران الى تغيير في التكتيك. وانفجرت سيارتان مفخختان الخميس في احد احياء دمشق ما اوقع 55 قتيلا و372 جريحا في الاعتداء الاكثر دموية الذي يقع في البلاد خلال حوالى 14 شهرا من انتفاضة شعبية. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وزارة الخارجية اكدت في رسالة الى مجلس الامن الخميس ان هذين "التفجيرين الإرهابيين المدمرين" هما دليل على ان "سوريا تتعرض لهجمة إرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعما ماليا وتسليحا من جهات أعلنت تأييدها لهذه الجرائم الإرهابية والتشجيع على ارتكابها". كما دان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "التفجيرين الارهابيين" وقال في بيان حمل توقيعه وتلقت فرانس برس نسخة منه، "باسمنا ونيابة عن الحكومة والشعب العراقي ندين بكل شدة هذه الاعمال الارهابية ومن يقف وراءها والتي تستهدف المدنيين الابرياء". ودعا رئيس الوزراء العراقي "ابناء الشعب السوري الشقيق الى التحلي بأقصى درجات الوعي والى التكاتف لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة". كما قال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في معرض تعليقه على اسوأ اعتداء تشهده سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات انه "يتعين على الطرفين فورا احترام وقف اطلاق النار الذي تشرف عليه الاممالمتحدة والذي طالبت به كندا وعشرات الدول الاخرى". واعرب الوزير الكندي عن اسفه لعدم تطبيق خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، مناشدا المجتمع الدولي "مضاعفة جهوده" من اجل تطبيق هذه الخطة وصياغة "حلول دبلوماسية اخرى"، ومؤكدا ان "كندا تتضامن مع الشعب السوري وتدعم مطالبه". ودان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان التفجيرين محذرا من "مضاعفات هذا التصعيد الخطير لاعمال العنف واستمرار التفجيرات والعمليات العسكرية في انحاء مختلفة من سوريا". وراى العربي ان "من يقف وراءهما انما يحاول افشال مهمة المراقبين الدوليين وجر سوريا الى الانزلاق الى المزيد من اعمال العنف والقتل وسفك الدماء" مشيرا الى انه "امر لا يجوز السكوت عنه ويحمل تداعيات خطيرة على مستقبل مهمة انان". واعتبرت صحيفة تشرين الحكومية ان التفجيرين يحملان "رسالة واضحة مفادها أن الجهات والدول المتورطة في الأحداث السورية مستمرة في تصعيدها ودعمها للعمليات الارهابية (...) سعيا منها لافشال مهمة المبعوث الأممي كوفي انان وخطته الرامية لايجاد حل سياسي للأزمة". فيما اعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان الشعب السوري "لن يتقبل، الى ما لا نهاية، إصرار أنان على الوقوف في الوسط، وحرصه على خطب ود التحالف الغربي بتهربه من مكاشفة مجلس الأمن بالحقائق". وياتي ذلك فيما يواصل المراقبون الدوليون مهمتم في سوريا القاضية بالتثبت من وقف اطلاق النار المعلن عنه في 12 نيسان/ايار تطبيقا لخطة انان. وقال المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ في تصريح صحافي صباح الجمعة "من جهة كان لوجود مراقبينا العسكريين على الأرض تأثير مهدئ على الوضع الا اننا وفي نفس الوقت شهدنا استخداما مقلقا للعبوات الناسفة". وشدد على اهمية وقف العنف "بجميع اشكاله ومن جميع الاطراف". واكد سينغ ان "المراقبين الدوليين غير منحازين وانهم في سوريا للمراقبة ولنقل ما يشاهدونه وما يمكنهم ان يتاكدوا منه على الارض بموضوعية" مشيرا الى وجود 105 مراقبين عسكريين من مختلف البلدان. وسيقوم المراقبون بتوسيع حضورهم وتعزيزه في جميع المواقع حيث يوجد 11 مراقبا في حمص (وسط) واربعة في حماة (وسط) وكذلك الامر بالنسبة لادلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، بحسب سينغ. وميدانيا، في ريف ادلب، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان "استشهد مواطنان في مدينة خان شيخون كما هز انفجار قرية المغارة استهدف حاجزا للقوات النظامية". وفي حلب، "اصيب ثلاثة مواطنين بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة في حي مساكن هنانو". واضاف المرصد ان "القوات النظامية تنفذ انتشارا امنيا في محيط المساجد في الاحياء الثائرة في مدينتي اللاذقية وجبلة وبانياس والقرى المجاورة لها (غرب) لمنع خروج المظاهرات". وكما في كل يوم جمعة دعا ناشطون اليوم الى التظاهر تحت شعار "فتح من الله ونصر قريب".