لم يجد عدد من المثقفين، الذي حضروا بعض فعاليات مهرجان قس بن ساعدة، الذي نظمه نادي نجران الأدبي على مدى أربعة أيام، أمام لجوء الشاعر عبد الله الصيخان إلى ديوانه اليتيم ليقرأ منه، سوى عدم الاستغراب معللين أن الصيخان «ربما عليه أن يصمت، بدلاً من تكرار قراءة قصائد كتبها قبل حوالى 30 سنة». غير أن الشاعر الشاب معيض حمدان قال، إن هناك شعراء يعيشون في الذاكرة لعقود طويلة بفضل قصيدة واحدة، «ومما لا شك فيه أن الشاعر عبد الله الصيخان لديه أكثر من قصيدة، ليتذكره من خلالها محبوه وقراءه، غير أن ذلك لا يعني أن يبادر إلى قبول الدعوات والمشاركة في الأماسي والأنشطة بقصائد قديمة، لما لا يقول إن شاعريته اضمحلت وإن جني الشعر لم يعد يزوره منذ أكثر من ربع قرن، ويريح ويرتاح». فيما أثنى الكاتب متعب الشقلا في حديث ل «الحياة» على شاعرية صاحب ديوان «هواجس في طقس الوطن»، ووصفها ب «المتجددة»، التي لا يخبو أوارها مهما تقادم بها الزمن، مستدركاً «غير أن تلك الشاعرية عليها اليوم أن تخوض رهانها مع قضايا اليوم، مع اللحظة الجديدة، التي بالتأكيد تحتاج إلى رؤية ومخيلة وقاموس لغوي جديد. لا بد لنا نحن الجيل الجديد من الكتاب والشعراء والأدباء، أن نطالع نتاجاً مختلفاً عن الأجواء التي رسخها الشاعر الصيخان، في قصيدة مثل «فاطمة» أو «هواجس في طقس الوطن». لما يراكم الصيخان تجارب جديدة؟ كما فعل شعراء آخرون ينتمون إلى المرحلة نفسها، وقد ينتمون إلى جيل سابق عليه. وقال الكاتب حامدي سحيم إن شعراء كثر أصدروا دواوين عدة، «لكن أحد لا يعرف عنها شيئاً وإذا عرف فهي لا تثير فيه شيئاً، والسبب أنها خالية من الشعرية، وتفتقد إلى الموهبة وطزاجة التجربة، في حين أن قصائد الصيخان أو ديوانه الصغير، الصادر قبل نحو 20 سنة، مفعم بالشاعرية وفيه من القصائد، ما يجعل صاحبها ملء السمع والبصر، وحاضراً في المخيلة وفي التاريخ الشعري»، لافتاً إلى أن الصيخان «قيمة شعرية وكبيرة»، بيد أنه استدرك أيضاً بنبرة مليئة بالأسى، متسائلاً عن السبب الذي جعل الصيخان يتوقف عن كتابة قصائد جديدة، غير القصائد ذات الطابع الروحاني. ووجد سحيم في الواقع ومرجعياته سبباً رئيسياً في دفع الصيخان إلى الصمت وعدم اقتراف الشعر البديع، «لكنني متفائل أن كتب قصيدة «فاطمة» يمكنه أن يكتب ذات يوم قصائد فريدة أخرى». وكان الصيخان قرأ قصيدة بعنوان «طيبة»، ثم قصيدة «فاطمة» من ديوانه «هواجس في طقس الوطن»، بمناسبة يوم الأم، إضافة إلى قصائد أخرى من الديوان نفسه. شارك الصيخان في الأمسية جاسم الصحيح الذي صفق له الحضور وتفاعل مع قصائده التي قرأها مثل «فتنة التنصيص... لهفة الأقواس»، وقصائد أخرى. أيضاً شارك الشاعر اللبناني بلال المصري، الذي قرأ قصيدتي «الأنكى» و «تحلم»، وشارك أيضاً الشاعر اليمني هاني الصلوي بقصائد منها «أعرفها بشامة أجهلها» و «أيقنت غاية المعنى».