توقع محلل اقتصادي أن تتجه سوق الأسهم السعودية إلى ارتفاع قوي خلال العامين القادمين، متوقعا أن يصل الارتفاع إلى 12 ألف أو 13 ألف نقطة شرط ارتفاع أداء الشركات القيادية، وارتفاع قيمة التداولات لأعلى من 21 مليار ريال التي تم تسجيلها مؤخراً، أو أن تتجه إلى الهبوط. وقال المحلل الاقتصادي وعضو لجنة الأوراق المالية بغرفة الرياض الدكتور محمد بن فهد العمران إنه يتوقع استقرار أو ارتفاع أداء الأسواق لمدة سنة أو سنتين أو تهبط خلال الفترة نفسها، وأوضح أن الارتفاع يرتبط بالأداء القوي للاقتصاد الوطني الحالي والذي حقق معدلات ممتازة، لكنه ربط ذلك بتطورات الاقتصاد العالمي ومدى خروجه من الأزمة الحالية. وفسر العمران خلال حديثه في ندوة «أداء سوق الأسهم السعودية والاتجاهات المستقبلية» التي نظمتها لجنة الأوراق المالية بغرفة الرياض مساء أمس الأول بمشاركة عدد من المحللين، الارتفاع الحالي في سوق الأسهم السعودية بما وصفه بأسباب منطقية في بداية 2012، عندما كانت التوقعات تتجه لتسجيل الميزانية العامة للدولة بعض العجز، وحدوث تباطؤ في النمو الاقتصادي، لكن مع بداية العام بدأت تظهر مؤشرات اقتصادية إيجابية أكثر مما توقع المراقبون. أما الأسباب غير المنطقية فأرجعها إلى ركود سوق العقارات بالمملكة وخصوصاً في الرياضوجدة، ومن ثم ظهر سوق الأسهم كملاذ أو كقناة استثمارية لتحقيق العائد، كما عزا الأسباب إلى تطبيق عقوبات وزارة العمل في برنامج نطاقات للشركات الداخلة في النطاق الأحمر حيث اتجهت كثير من هذه الشركات إلى الاستثمار في سوق الأسهم. وأوضح عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الأوراق المالية بغرفة الرياض خالد بن عبدالعزيز المقيرن الذي ترأس الندوة أن الوضع الاقتصادي مشجع ومعظم الشركات مطمئنة لاسيما مع ارتفاع حجم السيولة إلا أنه نبه لأهمية أن يستوعب المستثمر متغيرات السوق وأن يبني قراره على التحليل الدقيق والمنطقي للشركات التي يرغب الاستثمار بها وأن يأخذ بالاعتبار مخاطر السوق. واتفق الدكتور إبراهيم بن صالح الدوسري مع تطمينات الدكتور العمران، وتوقع أن ترتفع سوق الأسهم السعودية خلال العامين القادمين لكن بشروط ترتبط بتطورات الاقتصاد العالمي، وقال إن المؤشرات المالية للشركات المتداولة بالسوق السعودية حققت معدلات ممتازة وأكثر من جيدة، حيث حققت 95 مليار ريال أرباحاً في العام الحالي بزيادة 20 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، وتوقع أن تزداد الأرباح خلال العام الحالي بنسبة 10 إلى 15 بالمائة. ومن جانبه نصح المحلل الاقتصادي عبدالحميد بن حسن العمري الداخلين في سوق الأسهم ألا يجازفوا بأموالهم والمضاربة إذا لم يكونوا عارفين بقواعد العمل بالسوق، حتى لا يخسروا أموالهم، وقال إذا لم يكن الشخص خبيراً باتجاهات السوق وملماً بآلياتها فعليه أن يلجأ للصناديق الخاصة التي تستثمر له أو يبتعد عن السوق، كما حذر الذين يقترضون من أجل المضاربة في السوق. كما أكد طلعت حافظ رئيس لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية والذي أدار الندوة، أن السوق ارتفعت في الفترة الأخيرة نتيجة الأداء الاقتصادي القوي للمملكة خلال السنوات ال 11 الأخيرة حيث بلغت نسبة النمو الاقتصادي أكثر من 4 بالمائة سنوياً، ولهذا كان من الطبيعي أن تنتعش السوق.