قد تكون التقنية ووسائل الإعلام فندت طرق التعامل لدى بعض المسئولين في قمة الهرم المؤسسي لدى دوائهم لدينا مع الأفراد المراجعين خلال الفترة الماضية، لكن ذلك لا يعفينا من الاعتراف بوجود تقصير بدرجات مختلفة في السلم الوظيفي العام عند التعامل مع الجمهور، وكل ذلك فعلياٌ يرتبط بمفاهيم الالتزام وأخلاقيات العمل. يبقى مفهوم أخلاقيات العمل محط اختلاف لدى الكثير حسب المعايير التي ينتهجها المجتمع وكون العمل ذا قيمة ذاتيه للأفراد العاملين، ورغم تنوع الدراسات إلا أنني وجدت أن مجملها يتلخص في التصرفات التي تحقق أهداف المنظمات حسب المنصب الوظيفي، والقدرة على الاتصال الفعال، وإدارة المواقف والايجابية الدائمة والصدق، وبالتأكيد لن ننسى الدعوة الإسلامية الساعية لتحقيق معيار الإتقان للعمل. قد نكون قد خلقنا سمعة سيئة عن أنفسنا كموظفين محليين في ضعف إلتزامنا تجاه أعمالنا وهو ما يستدعي تعاضدا جماعيا وعملا اجتماعيا لتغيير ذلك المفهوم. ويمكن لنا أن نلمس هنا أهمية التواصل والقدرة على الاستماع إلى ما يقوله الآخرون، والبحث الدائم عن الحلول الفعالة من أجل تحقيق النجاح في أي منظمة والاقتراب من تحقيق مسئولياتها تجاه المجتمع، خاصة أن المسئوليات تتضمن جميع أفراد المجتمع المتعلم والأمي والجاهل، والتي يجب أن يكون الحلم سيداً لجميع المواقف التي قد تحضر جراء مراجعاتهم في الدوائر العامة. أعتقد أن مفهوم الالتزام قد يكون عنصرا أساسيا يضمن الاتقان ويحقق معظم معايير أخلاقيات العمل، بما يضمن خلق بيئة عمل منتجة من شأنها جعل محيط العمل جاذبا للأفراد العاملين بها وبالتأكيد العملاء والشركاء والموردين في تلك المنظمات، ويتضمن الالتزام احترم قواعد المنظمة والانضباط والتمسك بالمعايير الأخلاقية التي تضمن المساهمة في تحسين الإنتاجية للشركة وتقلل من تكاليف التشغيل وتحسين رضا العملاء. قد نكون قد خلقنا سمعة سيئة عن أنفسنا كموظفين محليين في ضعف التزامنا تجاه أعمالنا وهو ما يستدعي تعاضدا جماعيا وعملا اجتماعيا لتغيير ذلك المفهوم، عبر المؤتمرات العامة والتوعية الاعلامية وبشكل أكبر بناء مناهج دراسية للنشء تدرج مفهوم الالتزام وأخلاقيات العمل ضمن المبادئ الرئيسية للمجتمع، بما يغير تلك النظرة القاصرة حول الأفراد المحليين العاملين في مختلف المؤسسات العامة والخاصة. وقفة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها، والعمل المجرد عن النّية لا يُثاب عليه". [email protected]