تستعد فتيات وسيدات الشرقية لخوض منافسات الدورة الثالثة لمسابقة سيدة «جمال الأخلاق في بر الوالدين»، بعد موافقة أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد على انطلاق دورتها الجديدة، وهي المسابقة التي تسعى لتعزيز الفضيلة والقيم الإنسانية الرفيعة التي تحتاجها الأمم وليس التنافس في مسابقات تعتمد الجمال الجسدي، وتتصادم مع قيم المجتمع المسلم، ويحاول منظمو المسابقة التي طَرحت فكرتها قبل عامين «خضراء المبارك» تصحيح المفاهيم المغلوطة عند بعض الفتيات حول الجمال الحقيقي، وتوعيتهن بأن جمال الروح والأخلاق هو الأرقى والأعلى ويجلب السعادة في الدينا والآخرة. وتركز المسابقة على الفتيات من الفئة العمرية من 15 حتى 25 عاما، باعتبار تلك المرحلة جوهرية في حياة الفتاة التي تحتاج إلى قيم تربوية وأخلاقية، والمساهمة في تعزيز قيمة بر الوالدين لدى الفتاة وإعطاء مفهوم آخر للجمال، يشمل جمال الدين والقيم والأخلاق وصولا للهدف العام للمهرجان في تأهيل أفراد الأسرة السعودية ثقافيا وتربويا. في حين يتم تتويج الفائزة بملكة اختيار وفق أنظمة وقوانين ومعايير معدة بدقة وإتقان من قبل اللجنة المنظمة للمسابقة. وتتضمن المسابقة حزمة من البرامج الأخلاقية، وتتضمن بعض الجوانب منها «الروحي، الحقوق الشرعية، والعلاقات الأسرية، الحقوق العامة، العلاقات الاجتماعية، الصحة النفسية، الصحة العامة، العمل التطوعي، المهارات، البرمجة اللغوية «علم الطاقة»، مهارات التجميل، وأخيرا ثقافة وتطوير الذات»، وسيكون لكل جانب من هذه الجوانب عنوان مختار يتضمن المحاضرات حسب جدول زمني محدد تليها بدء المسابقة والتصفيات النهائية. ووجدت المسابقة فور انطلاقها قبولا اجتماعيا؛ لتركيزها على فضيلة من فضائل الدين الحنيف وهي «بر الوالدين»، حيث تتعدد أشكال وأنواع بر الوالدين كحسن الصحبة، والإحسان إليهما في القول والعمل والأخذ والعطاء والأمر والنهي، والطاعة لهما ما لم تكن في معصية الخالق، والالتزام بأدب الحديث معهما، فلا يتضجر منهما ولو بكلمة «أف» بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، ومعاملتها باللطف والتوقير، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وعدم قصر بر الوالدين على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين. ويأتي التعاطف الشعبي مع المسابقة في وقت تكثر فيه حالات العقوق من الأبناء للوالدين، حيث كشف مركز «رؤية» للدراسات الاجتماعية في دراسة ميدانية غطت جميع مناطق المملكة أن «عقوق الوالدين وعدم البر بهما» يعد أحد أشكال العنف الأسري المنتشرة بنسبة 34 % من حجم العينة المبحوثة، وتتنوع أشكال عدم البر كعدم الإنفاق على الوالدين في حالة عدم قدرتهما على الإنفاق، وعدم صلتهم وتفضيل الزوجة على الأم، وعدم رعايتهم صحيا بشكل كاف. وكانت المسابقة توجت في نسختها الثانية «آية الملا»، والتي شاركت في برامج تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة .