وسط التغيرات المتسارعة التي يعيشها العالم والتي نعمل او نحاول ان نتعايش معها قدر الامكان , وحيث ساهمت المعلومة الى تسارع ملحوظ في سرعة اتخاذ القرارات , أصبح من الضروري ان نقف ونتأمل لنرى اين نحن من توافر المعلومة بالشكل الذي يساعد على اتخاذ القرار ويساهم في معدلات زيادة الشفافية وتحقيق المساواة والعدالة , واستمرار مشاريع النهضة والحفاظ على معدلات التطور وزيادتها. قد يكون الحديث عن هذا الموضوع ليس بجديد ولكنه ايضا لن يكون قديما او سيتقادم , حيث الحاجة الى الاحصاءات والمعلومات أمر في غاية الأهمية ويعبر عن ثقافة الدول والشعوب ومستوى وعيهم الفكري والحضاري في بناء المجتمعات والابتعاد عن الشائعات والنقد السلبي غير الهادف , الذي لا يساهم في اي تقدم ايجابي بل العكس يساهم في عرقلة كثير من المشاريع الاستراتيجية الهامة , وفقدان الثقة بين كافة الأطراف. كثيرا ما يتم تداول بعض المعلومات والاحصائيات بين افراد او مجموعات او مؤسسات المجتمع سواء في لقاءات رسمية او غير ذلك , وتستغرب من وجود النقيض بين اطراف في هذه اللقاءات, حيث كل طرف يحمل في جعبته معلومات ويؤكد انها من مصادر مقربة وموثوقة وبالتالي يجزم تماما ان موقفه من القضية او الذي بني أصلا على معلومات لا يريد الافصاح عن مصدرها , هي الأقرب للصحة والحقيقة . كثيرا ما يتم تداول بعض المعلومات والاحصائيات بين افراد او مجموعات او مؤسسات المجتمع سواء في لقاءات رسمية او غير ذلك الحقيقة أين ؟ سؤال بلا شك يدور في ذهن كل منا ,صغيرنا وكبيرنا , ورغم الجهود التي تبذل على نطاق واسع بالاهتمام بتوافر المعلومة ودقتها من غالبية المؤسسات ورغم التحسن الملحوظ في بعض جوانب مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات, الا أننا عندما نطلع على تقارير لجهات دولية ونلاحظ مدى دقة المعلومات ومستويات التحليل التي عملت وجغرافية هذه التقارير, نتأمل لمراجعة أنفسنا وما نحن عليه , وفي نفس الوقت نتمنى ونتطلع الى ان نصل الى ما وصلوا اليه بل نريد البحث عن التفوق. ماذا ينقصنا؟ في واقع الأمر بلد بحجم ومكانة المملكة لا أحد يتوقع ان ينقصها شيء, بل كافة الموارد متوافرة او بالامكان توافرها , لذا ماذا يجب أن نعمل؟ في اعتقادي المتواضع اننا وصلنا الى مفترق طرق في هذا الموضوع, وعلينا ان نقف ونراجع بل ان نحاسب انفسنا على ماذا جنينا من نوعية ومصادر المعلومات الحالية والسابقة, وهل ساهمت وتساهم بشكل فاعل في مسيرة التنمية الحضارية؟ نحتاج الى انتشار ثقافة المعلومة , نحتاج الى مراكز احصائية وبحثية ودراسات أكثر من المتوافر حاليا , نحتاج الى تبني ثقافة التحليل , نحتاج الى مساهمة أعلى من الجامعات في هذا الشأن , وقبل كل ذلك نحتاج الى المبادرة من كل المسئولين والمؤسسات بالايمان باهمية ودقة ووقتية المعلومة . [email protected]