تصوير خالد الرشيد .. أكد صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة على الأهمية القصوى لثقافة الأمل والتفاؤل كثقافة مستقبلية وخصوصا في أوساط الشباب، وقال سموه إننا قد وضعنا خطة استراتيجية ودراسة لحملة ثقافية نساعد من خلالها المواطن على الخروج من ثقافة الاحباط إلى ثقافة التفاؤل والأمل.. جاء ذلك خلال لقاء سموه مساء البارحة مع حشد من الادباء والمثقفين في نادي جدة الادبي، والذي وضع خلاله سموه حجر الاساس لمشروع مبنى قاعة الشربتلي التي ستضاف لمباني نادي جدة الادبي. شكر للداعمين وكان سمو الامير خالد الفيصل قد بدأ كلمته في الأمسية بالقول أود بداية أن أنوه بآل الشربتلي الذين ، قدموا في هذا المساء نموذجاً للمواطن الصالح الذي يسعى إلى خدمة دينه ووطنه، ويساهم في تنشيط الحركة الفكرية والثقافية في هذه المنطقة، ونحن احوج ما نكون إلى مثل هذا التوجه وإلى امثال هؤلاء الرجال، وكما تعلمون أن المؤسسات التعليمية والثقافية والبحثية في العالم المتقدم قامت على اكتاف الموسرين، الذين قدموا الكثير لبلادهم ولمستقبل أبنائهم بانشاء أوقاف او مشاريع استثمارية تعود بريعها على نشاطات تلك المراكز والمؤسسات فشكراً لآل الشربتلي، وشكراً للغرفة التجارية لمساهمتها التي ذكرت هذا المساء، وشكراً لأمانة جدة التي كما قال رئيس النادي انها عملت المستحيل لإنجازه في وقت قصير جداً، وهذا يذكرني عندما تحدثت في لقاء مكة بأن المؤسسة او الادارة الحكومية اذا تفعل شيئاً فهي تعرف ان تكمله بدقة وسرعة وتحت النظام أيضاً. وقال الامير خالد انني في هذا المساء أريد منكم المساعدة فكرياً وثقافياً وادبياً واجتماعياً وفي كل أمر من أمور هذه المنطقة وفي كل مشروع يعد أو يدرس، فكل ما يقدم هو لإنسان هذه المنطقة هو لكم، هو منكم ولكم، منكم بمساهماتكم ودعمكم، ولكم بالنتائج ، وقال سموه: لست أكثركم علماً ولا حرصاً على شحذ الهمم واعمال العقل والبدء في التنفيذ لكل ما هو صالح لهذه المنطقة، ولكن من مقعد المسؤولية وشرف الثقة التي اولاني إياها ولي أمر المسلمين في هذه البلاد فإنني استعرض معكم الحركة الثقافية في هذه المنطقة وفي هذه الفترة بالذات. وقال سموه: الموضوع الثقافي موضوع متشعب فلا استطيع ولا تستطيعون أنتم ان نتحدث فيه في مساء واحد او ساعة واحدة ولذلك اخترت شيئاً ربما اكون ابتدعت هذا التعريف او المصطلح وهو ثقافة الاحباط، ولكن قبل الشروع في الحديث عنه أود أن اتحدث اليكم عن مسببات اختياري لهذا العنوان، والسبب الأول والمهم هو ما تمر به هذه البلاد من حركة تنموية غير مسبوقة، وانظروا حولكم في كل البلاد المشابهة لهذه البلاد ، وانظروا ما يحدث فيها واعيدوا النظر داخل بلادكم ومايحدث فيها، وستجدون الفارق شاسعاً.. وانظروا واستمتعوا في المنتديات وفي مجالسكم عماذا يتحدث الناس؟ انهم يتحدثون عن الأسهم وعن المشاريع وعن قرارات مجلس الوزراء، وعن توصيات مجلس الشورى، وعن تصريحات المسؤولين باجتماعات مجالس المناطق، والأسئلة كلها متى بدأ هذا المشروع ، ومتى سينتهي، ولماذا تأخر؟.. ووفي غير بلادنا يتحدثون عن متى يكون لنا مشروعاً، ومن قبض عليه، ومن اطلق من السجن، ولماذا انهار ذاك الجسر، ولماذا توقف ذلك المشروع واستبدل بغيره اقل منه.. الخ، فحمداً لله على ما نحن عليه ولكن هل نتوقف ونقول ليس بالامكان احسن مما كان.. الجواب بالنفي.. ليس لأنه لا يكفينا ما يقدم، ولكن لاننا قادرون على أن نفعل أكثر وان نقدم أكثر وان ننجز أكثر فعالية. وهذا ما يتردد دائماً في خطابات وكلمات خادم الحرمين الشريفين، والذي يحثنا دائماً على السرعة والانجاز والدقة، وسمو ولي عهده الأمين ساعده الأيمن يحثنا دائماً على ان نتجاوب مع دعوة المليك المفدى، ونجد سمو ولي العهد يشارك ويساهم حتى بماله في كل مشروع له مرد ثقافي وفكري وعلمي وخيري. وقال سموه: انا لا اقول اننا وصلنا ولكني اقول ان الطريق الذي نسير فيه هو الطريق السليم والمنهج سليم ولكن لان من المحافظة على هذا المستوى من التقدم والمحاولة لان يكون اسرع واكثر اتقانا. ثقافة التفاؤل وقال الامير خالد الفيصل اعود الى موضوعنا هذا المساء وهو اننا عندما نرى انجازاتنا من مدن صناعية وجامعات ومياه ومشاريع.. الخ ارى اننا لا نزال نتمثل في مجتمعاتنا بامثال وتعليقات تنبئ عن احباط كبير، ودائما نستكثر الشيء على انفسنا وفي كثير من الاحيان لا نثق في مكانتنا بل اننا في احيان اخرى لا نعرف مكانتنا، ونجهل مكانتنا في العالم العربي والاسلامي والدولي. ان الامم كلها تقدر مكانة المملكة وقدرتها اقتصاديا ودينيا وانسانيا ومجتمعيا ولكننا نحن لا نرى انفسنا في تلك المكانة، ودائما نرى انفسنا اقل، ودائما نستكثر على انفسنا. واضاف: هناك البعض الذين لديهم القدرة للاسف على تشويه الجميل، فيخرج مشروع ما وتجد من يسعى لتشويهه ونضع الحل لمشكلة فنجد من ينتقد الحل، ونبني مدينة صناعية ونجد من ينتقدها ويقول المدينة المرتجلة وانها لم تدرس.. وتساءل سموه من قال انها لم تدرس واضاف مبتسما "يعني انت ما درستها فهي لم تدرس!!" وانه استغرب ذلك، وجامعة على مستوى دولي تنشئها الدولة، ونجد من يقول نحن لا نحتاجها، وآخر يقول ولماذا دولي ولم تكن محلية فقط للسعوديين!! وقال سموه: اذا اردنا ان نصل للمستوى العالمي والدولي فلابد ان نسمح لهم بمشاركتنا لكي نشاركهم، واذا اردنا ان نؤثر فيهم فلابد ان نتقبل تأثيرهم فينا، ولابد ان نستفيد من خبراتهم. واضاف سموه: لماذا ننتقد المدينة الصناعية برابغ، ولماذا ننتقد جامعة الملك عبدالله بثول؟ وقال انا وصفت هذين المشروعين بانهما العالم الاول على ارضنا.. وقال سموه: هل نرفض العالم الاول على ارضنا؟ واضاف سموه: وانا وصفت وجود المدينة الصناعية في رابغ بانها صدمة حضارية ايجابية، وانا اعني ما اقول وهي صدمة لمجتمع لم يتعود على مشاريع على هذا المستوى، وعلى هذا الانفتاح على العالم، ولكن الصدمة ايجابية وليست سلبية، ونحن نحتاج مثل هذه الصدمة الايجابية، ونحن نحتاج الى صدمات ايجابية، وبدون هذه الصدمات الايجابية لا يمكن ان نتغير، ذلك التغيير نحو التطوير والافضل وليس العودة للخلف. وقال سموه: لدينا عادة يجب ان نتخلص منها وهي الحكم على الاشياء قبل ان ندركها ونعرفها، ومن ذلك اصدار اشاعة، ثم تتحول للانترنت، ثم الى مقالة بالصحيفة، ثم تصبح وكأنها حقيقة. وقال سموه: اننا محسودون في بلادنا على مزايا كثيرة منحنا الله تعالى اياها، ومن ذلك هذا التكاتف والتعاضد وهذا الموقف العظيم من هذه الأمة العظيمة فهذا مما نحسد عليه، وكذلك نحسد على وضعنا الاقتصادي، فعندما يهتز اقتصاد العالم كله نجد اننا في المملكة اقل الدول تأثرا، فهذا كذلك مما نحسد عليه.. وهذه من نعم الله تعالى وانتصار لتوجه السياسة السعودية. واضاف سموه: انا لا اريد ان اطري فقط، ولذلك فنحن بحاجة الى كلمة شكر لله سبحانه وتعالى، وذلك بالفعل والعمل ونريد ان نشكر الله بأن نتفوق على انفسنا، ولنا ان نتذكر الروح لدى الملك عبدالعزيز ورجاله عندما خرجوا من الكويت الى الرياض لفتحها.. وماذا فعلوا اسسوا دولة بتلك الروح التي كانت في اولئك الرجال. فأريد هذه الروح ان تعود وان اسمع في مجالسنا اننا قادرون على ان نفعل، وقادرون على ان ننجز، وان نبدع. وقال سموه: انا بصراحة اعول كثيرا على اصحاب الفكر والرأي في هذه المنطقة، ونحن وضعنا خطة واستراتيجية ووضعنا لها دراسة لحملة ثقافية لكي نساعد المواطن اولاً ان يخرج من حالة الاحباط الى حالة الأمل والتفاؤل نحن ان ننشر ثقافة الأمل والتفاؤل في الانسان وخصوصاً الشباب، ونريد منكم جميعاً ان تتضافروا معنا ونشكل فريقا واحدا لنشر هذه الثقافة ثقافة الأمل والتفاؤل، ثقافة المستقبل، وخصوصا في المدارس والجامعات والجمعيات وفي كل مجال يمكن ان نوصل فيه هذه الثقافة. رئيس النادي وكان رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني قد القى كلمة بالمناسبة بدأها بالترحيب بالامير خالد الفيصل، والضيوف من خارج جدة نوه بتبرع اسرة الشربتلي باقامة مبنى اضافي للنادي تحت مسمى قاعة السيد حسن عباس شربتلي، وقال القحطاني: ان الأمير خالد قد وضع قبل قليل حجر الاساس لهذا المشروع الذي سيتسع لالف شخص، مذكراً بأن اسرة الشربتلي قد وضعت تبرعاً قبل عامين مقداره خمسة ملايين ريال، ثم اضافت هذا المساء خمسة ملايين اخرى، واشار القحطاني بجهود امين جدة في تذليل اصدار ترخيص بناء المشروع، كما اشاد رئيس النادي بجهود الغرفة التجارية الصناعية مع النادي. تكريم الجهات الداعمة وقام سمو الأميرخالد الفيصل بتكريم عدة جهات داعمة للنادي الادبي وهي اسرة الشربتلي، والغرفة التجارية الصناعية بجدة، وامانة محافظة جدة.