سيد الفنون كان وسيظل، يأخذنا إلى المطلق على أجنحة الكلمة ودوائر الحنين والرغبة في الانعتاق مما يكبل الروح .. دانت له الكلمات والمعاني ..حفظ التاريخ بين صفحاته هذا الإرث الجميل، تركة ثقيلة، لا يحملها سوى القلة، ولا يبدعها سوى من يملكون القدره على صياغة الكون شعرا .. أضحى لهذا الكائن الذي يتألق ويعلو ثم يختفي ويتجمل سحره ويومه الذي يستعيد فيه تاريخ من الابداع البشري . الشعر سيد الفنون أضحى له يومه الذي منحه له اليونسكو نهاية التسعينيات ربما ليتذكر العالم ارثه الشعري وربما ليمهد الطريق امام ارث جديد يطال الانسان هذا اليوم كان ماطرحناه على بعض الشعراء ليقولوا عنه ماشاءوا فكان هذا القول.. اعتبار جمالي يقول الشاعر رائد الجشي :من الجميل أن يخصص العالم يوما للشعر يعيد تعريف الناس به وبأهميته في حياتهم كرد اعتبار جمالي لذلك البطل الذي قام صاحبه الشاعر بالترجل من دور البطولة الأساسي تاركا للفكرة مقاسمة دور البطولة مع المتلقي الذي يشارك بما يحمله من أدوات تلقي ما يجعله صانعا وفاعلا للحدث الشعري ويتابع الجشي: من الجميل أن يخصص يوما ليحتفى بالشعر الذي يهبه الشعراء كل أيام حياتهم يؤثرون به ويتأثرون به ويمارس سطوته وسلطته عليهم جسديا وروحيا ثم يهبهم بعضه وهذا البعض يستطيع إغراق الكون بالفكر والشاعرية بما أنه نتاج لكل تلك الخبرات المتراكمة في ذهن الشاعر ويتمنى الجشي ليوم الشعر العالمي ألا يكون روتينيا كأي احتفال عادي بل يجب أن يكون احتفاليا بذلك الكائن الشعري وتسليطا عمليا على تماهيه مع المعاش المرتقي بالآخر والمحتفي به بحيادية حتى في الفرح والألم والقبح يوم الشعر العالمي. مهرجان كبير وعن يوم الشعر العالمي يتساءل الشاعر محمد خضر الغامدي قائلا : ما الذي يمكن أن يقدمه الشعر اليوم ؟ وهو الذي ظل مديدا وفارعا في تاريخ البشرية ، وظل ناطقا بأحزانهم وأفراحهم وقضاياهم عبر الكلمات ؟ وماالذي يفكر به شاعر اليوم وهو يدخل في نسيج عالم جديد لايتوقف لحظة عن تقديم قوالب وأشكال جديدة ، عالم غزير بالإلكتروني والتكنولوجي ، ويحمل معه تغيراته الاجتماعية والسياسية وغيرها من جوانب الحياة ، كيف ستكتب قصيدة الغد ؟ لتراهن على بقاء الشعر في مكانه وبقاء ثقتنا فيه ولو جماليا على الأقل ، لذا أعتقد أن شاعر اليوم أمام تحد ٍ كبير ، في عالم سلب منه بعضا من معطياته لصالح قنوات ووسائل أخرى . وعن شعر اليوم يقول خضر: شعر اليوم لابد وأن يتجاوز الحدود والأطر ويمضي نحو التعبير الإنساني الذي يمكن أن يتوازى ويتماهى مع الحياة ، وعلى الشاعر – الشعر اليوم أن يقدم للغة طاقات جديدة يكتشفها وينقب عنها ويؤلف بين أسرارها . لا يعني شيئا فيما يختلف الشاعر حسن الربيح عن الآخرين اذا لا يرى في اليوم العالمي للشعر أي معنى ويقول: لا يعني لي شيئاً، هو يوم كسائر الأيام يمرُّ ويغادر.. وهذا لا يعني أنني لا أحتفي بالشعر، فالشعر يُفترَض أنه جزء من اهتمامات كلِّ شاعر في كلِّ يوم. وعن بقاء الشعر قويا وفي الصدارة يقول الربيح: الشعر ليس وليد اليوم، فلقد قدَّم على مرِّ العصور إنجازات كبرى وفتوحات عظيمة، في وقت لم يكن للقصة أو الرواية حضور يذكر. الشعر مازال قوياً ومتجدداً، في أعمال شبابية تصدر بين وقت وآخر، على مستوى من التطور الإبداعي، ولكن هناك قلة في المتابعين. المشكلة إذن في انصراف القراء عن الشعر إلى القصة والرواية، وانحسار دائرة الإعلام عن الشعر، بل هناك انحسار عن كل ما هو ثقافي. موقفنا من الشعر و يقول الشاعر يحيى العبداللطيف في الاحتفاء بالشعر في يومه العالمي: الشعر هو مساحتنا المتاحة لممارسة الحياة بتلقائيتها وإعادة شغب المراهقة ، في الشعر تتراجع سلطة الرقابة لحد الوداعة حيث الانزياحات والرمزية تحمينا من محاكمة النوايا ، الشعر آخر خطوط الدفاع عن القيم الجمالية ولازلنا نحن الشعراء آخر الواقفين على تلكم الجبهة . ويضيف العبداللطيف: في يوم الشعر العالمي يكبر السؤال نحن المستميتين في الحصن : هل لازل بنا رمق لمجابهة عالم يتلوث بالدم ؟ القضية ليست كلاما إنشائيا نحن في مواجهة ساخنة مع الموت المجاني في أشداق المذيعات الحسناوات ، في يوم الشعر العالمي فرصة لنحدد موقفنا من الشعر ، وربما أجد نفسي أمام هذه النظرية –المغرقة في المثالية- متهما بالطرد من الجبهة ، الشعر مواجهة وإلا فلا! الشعر هو مساحتنا المتاحة لممارسة الحياة بتلقائيتها وإعادة شغب المراهقة ، في الشعر تتراجع سلطة الرقابة لحد الوداعة حيث الانزياحات والرمزية تحمينا من محاكمة النوايا . بدون الشعر ويرى الشاعر عبدالله الزيد في اليوم العالمي للشعر، إجلالاً وتماهياً مع الشعر والشعرية، ومع عبقرية الرسم بالكلمات،ويقول :نقف إكباراً لكل شعراء العالم السابقين والموجودين واللاحقين، ولكل أزمنة الشعر وردهات انسيابه.. في يوم الاحتفال الكوني بالشعر، نتوهج انتماءً واعتزازاً ومهابة، فليس هناك تكوين في الوجود لا في الهيولا والسديم الأزكي، ولا في التشيؤ والتموضع، ولا في الإشعاع والبوح وكيمياء الامتزاج يستطيع بجدارة وأبجدية ناصعة أن يحقق ذلك الثالوث العبقري لنسيج الإنسان المتمثل في «الطعم واللون والرائحة»!! ويتابع الزيد: الشعر هو الذي حقق هذه المعادلة ثلاثية الأبعاد لذلك لا نستغرب أبدا عندما نكتشف في كافة تحولا تنا أن القسم المشترك بين بني الإنسان في كل توجهاتهم واهتماماتهم وأساليبهم هو الشعر، والشعر وحده هو المكون الأزلي الحي للذات الإنسانية.. ولا غرابة في أن نحتفل بنا!!. ويتساءل الزيد: لست أدري كيف سيكون الوجود والإنسان بدون الطعم واللون والرائحة «الشعر»؟!. سيد الفنون وقال الشاعر عبدالوهاب الفارس قائلا : الشعر سيد الفنون وقد ظل لفترة طويلة طريقة التغيير المبدعة والساحرة ..ويكفي انه الفن الوحيد الذي يقوم بذاته ويتداخل أيضا في غيره من الفنون . ويضيف الفارس: الغريب ان نرى تراجعا وانحسار للشعر في هذه الأيام أمام القصة والرواية وذلك في زمن كان من المنتظر أن يكون العكس نظرا لتسارع وتيرة الأحداث ووقع الزمن ولكن نرى الاتجاه يزداد نحو القصة والرواية وربما يعود ذلك الى تداخل الثقافات في زمن العولمة وزمن الغرفة الواحدة وأيضا الى كون الشعر يتطلب خيالا جامحا في عالم هلامي لا يتحمل الضجيج والفوضى التي تميز العالم الان. ويؤكد الفارس: ان الشعر سيبقى سيد الفنون مهما حدث وسيأتي يوم ويعود الشعر الى السيادة على امل ان نجد مثل هذه الفعاليات تنظم بشكل قوي وحقيقي للشعر الذي لا يمكن ان يستغني عنه شعب او جماعة أو أمة.