تعدّدت أسباب ومشاكل اللنشات بمواقع مختلفة في فرضات المنطقة الشرقية والنتيجة واحدة وهي توقف هذه اللنشات، لكن الصيادين يؤكدون ظهور العديد من المشاكل التي أدت الى هذا التوقف على رأسها نقص العمالة التي تسيّر هذه اللنشات بسبب سفرها عن مراكبها إما لإجازة مؤقتة بعد انتهاء موسم صيد الروبيان كما هو معتاد في كل عام، أو بسبب الخروج النهائي لعدم الاستقرار وتراكم المخاوف وعدم توافر البديل، مما سبب الخسائر لأصحاب اللنشات لطول الوقوف وانتظار العمالة. جانب من المراكب المتوقفة كما أن بعض اللنشات توقفت لتغيّر الأجواء والرياح الشديدة التي تشهدها المنطقة فامتنع البعض عن الدخول للصيد مما تسبّب في ارتفاع أسعار الأسماك، وازاء هذه الأزمة طالب الصيادون بزيادة عدد العمالة المسموح بها للاستقدام لعلاج النقص الطارئ الذي تشهده اللنشات. وقال الصياد حسين علي تحيفة من فرضة دارين إنه يتواجد في فرضة دارين أكثر500 لنش وكثير من المراكب تحتاج إلى10 عمال على متنها وبحسب ما هو مسجّل في الدفاتر والتعليمات يحق للنش أن يكون على متنه 10 عمال ولكن الثروة السمكية بالقطيف لا تقبل ذلك وتمنح تصريحاً فقط ل 8 عمال وهذا لا يتطابق مع النظام، وأكد تحيفة أن كثيراً من اللنشات متوقفة بفرضة دارين بسبب نقص العمال، حيث تصل المراكب المتوقفة إلى30 بالمائة من المجموع الكلي وأرجع ذلك للسفر الذي تمّ بعد موسم الروبيان للعمالة حيث بعض المراكب تحتوي على 5 صيادين وطلب 3 منهم السفر وبقي 2 ولا يستطيع اثنان تسيير المركب، لذلك بقيت المراكب متوقفة، وقال تحيفة: تختلف اللنشات من حيث حاجتها للصيادين ويكون ذلك على حسب طبيعة عمل اللنش، فعمل غزل الكنعد يحتاج أقل شيء إلى 8 صيادين بعكس الكوفية أو القراقير التي تحتاج إلى 6 صيادين.. فالعمل الذي يحتاج لليد كلما زاد عدد الصيادين فيه أخرج ناتجاً أكثر من الصيد، كما أن المراكب تحتاج إلى عدد عمال أكثر من حاجتها حتى لو طلب أحدهم السفر لا يتعطل اللنش وهذا ما يحدث اليوم في فرضة دارين. أكبر مشكلة هي توقف كثير من اللنشات التي تصل إلى أكثر من 35 بالمائة من اجمالي اللنشات بسبب قلة العمالة في هذه المراكب بسبب هجرتها لتخوّفها على مستقبلها بسبب ضعف الدخل المادي. ونطالب المسئولين بالسماح للصيادين في محافظة القطيف بالحصول على 10 صيادين بالمركب كما هو معمول به في الفرضات الأخرى بمواقع مختلفة بالمملكة والذي يؤمن عدم تعطل اللنشات وتوقفها لفترة طويلة مما يؤدي إلى الإضرار بها من التوقف الطويل. وأكد أنه في العام الماضي توقف الكثير من اللنشات بسبب هجرة العمال، وأكد تحيفة أن حجر العثرة في الحصول على العدد الملائم من الصيادين هو الثروة السمكية والقضية بدأت منذ 4 سنوات من الآن حيث في السابق نستطيع أن نستقدم10 صيادين على المركب الواحد. وأكد الصياد خالد علي المسعري من فرضة الجبيل أن عدد اللنشات في الجبيل يزيد على 400 لنش، كما أكد أن صاحب المركب السعودي يحق له الحصول على 10 صيادين للمركب الواحد. وأضاف بقوله: إن اكبر مشكلة هي توقف كثير من اللنشات التي تصل إلى أكثر من 35 بالمائة من اجمالي اللنشات بسبب قلة العمالة في هذه المراكب بسبب هجرتها لتخوّفها على مستقبلها بسبب ضعف الدخل المادي وكثرة المصاريف التي تتكبّدها العمالة بالإضافة الى المشاكل الأخرى مثل التأمين الصحي الذي تم اقراره قبل عام من الآن على العمال بما يقارب 1000 ريال ولا يستفيد أي عامل من هذا التأمين. نقص في كميات الأسماك بجميع الأسواق وأوضح رضا حسن الفردان أن فرضة القطيف تضم أكثر من 150 لنشا وأسعار الأسماك في الأسواق لا تزال مرتفعة بسبب توقف اللنشات لعدم توفر الصيادين على متنها أو لأسباب الرياح وتغيرات الجو هذه الأيام حيث تعتبر اللنشات التي دخلت للبحر ما يقارب 50 بالمائة فقط والمتوقفة 50 بالمائة فالرياح تسببت فى تأخير دخول هذه اللنشات مما أثرت على كمية الأسماك في الأسواق حيث يصيد اللنش هذه الأيام 300 كيلو جرام في أحسن الأحوال بسبب الرياح، وبين أن الأسعار ترتفع اليوم بنسبة 20 بالمائة تقريباً وما يتواجد في السوق بكثرة في الوقت الراهن هو سمك الشعري والفسكر والقرقفان وبدأ سمك الكنعد يزداد والصافي . وأكد الفردان أن اللنشات التي تخرج هذه الأيام تستمر يومين فقط وترجع بسبب الرياح وهي تخرج على مسافة 20 كيلو مترا في أفضل الأحوال في هذه الأيام. ولفت الفردان الى أن نقص العمال لكثير من اللنشات سبب مشكلة حقيقية لهم، ففي سجل المواصلات يحق للصياد الحصول على 10 عمال ولكن الثروة السمكية تنقص اثنين ثم يأتي مكتب العمل وينقص أيضاً من العمال وهكذا مما يسبب أزمة حقيقية للنشات. مطلوب 10 عمال للمركب الواحد وطالب نائب رئيس جمعية الصيادين بالشرقية جعفر الصفواني بتطبيق الأنظمة بحسب ما تنص عليه المواد والمسجلة بدفاتر المواصلات والمتواجدة عند الصيادين وأصحاب المراكب فيحق للنشات في فرضتي القطيف ودارين الحصول على 10 عمال للمركب الواحد كما يحق للصياد امتلاك 4 مراكب أي يحصل على 40 عاملا مقابل ذلك فيجب مساواتهم بالمناطق الأخرى. وأكد الصفواني أن بقاء اللنش فترة من الزمن دون حراك سواء لهجرة العمال أو غيره يعرض المركب للتلف والخسائر غير المتوقعة لصاحب اللنش . وبين نائب رئيس جمعية الصيادين أن القوارب الصغيرة «الطرادات والبالغ طولها 22 قدما بحسب علمي يحق له عاملان ومن 23 قدما يحق له 3 عمال وإن وصل 25 قدما يحصل على 4 عمال وهذه القوارب السائدة في المنطقة . وقال الصياد محمد علي المرخان من فرضة الدمام ذهبت للحصول على عمالة حيث هاجر من عندي 7 عمال وكنت بحاجة إلى أكثر من 11 عاملا حيث أملك 4 مراكب كما أنه من خلال الاتصال بعمالتي في الهند رفض 5 منهم العودة وبقي اثنان مجهولين لدي فلا أعلم هل سوف يعودان أم لا ومركبي طوله 14 مترا ويحق لي 8 عمال وحصلت على 7 عمال بدلا من المغادرين فقط مما يعني نقص 4 عمال عندي.
مطلوب حل المشاكل التى تواجه أصحاب اللنشات
الردم الجائر يزحف على المسطح المائي اعتبر الصياد سعيد وهاب السالم أن أزمة الديزل التى تعرضت لها المراكب في الآونة الأخيرة تسببت في مخاوف للعمال، ولولا تدخل سمو أمير المنطقة الشرقية بحكمة بالغة في حلها لكانت أفقدت الثقة لكثير من العمال، وأضاف السالم أن الأزمة تسببت فى مخاوف بعض العمال حيث ظهرت قبل بدء موسم الروبيان وبعد انتهاء الأزمة وانتهاء موسم الروبيان في الأيام الماضية بدأت العمالة تطلب الذهاب كإجازة، لكن هذه العمالة لو ذهبت فلن ترجع ما سيسبب مشكلة حقيقية لأصحاب اللنشات. كما أن قلة الناتج من الأسماك سبب رئيس في المنطقة فالردم الجائر بدأ ينهش في المسطح المائي ما شكل نقصا فى الثروة السمكية بسبب القضاء على أماكن السمك والروبيان والقضاء على أشجار المانجروف أو القرم ما كان له أسباب حقيقية في نقص الثروة السمكية، وأكد السالم أن أصحاب اللنشات انتقل اليهم الخوف أيضاً ويقلقهم طلب العمال السفر. وبين الصياد حسن المحيشي أنه في حالة سفر أي صياد من المركب يجب تعويضه بآخر ويحتاج صاحب المركب الى أكثر من 4 شهور إن أراد الحصول على عامل للمركب أو تعويض ما فقده من عمال، حيث يتقدم بطلب للثروة السمكية، ثم تذهب المعاملة للدمام وتستغرق وقتا يصل الى 20 يوما تقريباً ثم في المكتب العمل وتحتاج تقريباً الى 30 يوما ثم ترسل للهند وتحتاج إلى 60 يوما وإجراءات أخرى تحتاج الى 10 أيام.
أحد المراكب المتوقفة
تراجع الإنتاج السمكي 70 بالمائة وأشار الصياد خالد المسعري الى أن ذهاب العمالة وعزوفها عن العمل لدينا والصيد يدق جرس إنذار سواء لصاحب المركب أو للثروة السمكية المتواجدة لدينا فالصياد يتحمل الأضرار من خلال إهمال المركب فترة قد تتراوح 4 أشهر مما يسبب تلفا وعطلا في المركب قد يكلف 10000 ريال كصيانة فيما بعد ، وبين المسعري أن العمالة درست هذه الأوضاع من المصاريف العديدة وقلة المردود خاصة فى ظل تراجع الانتاج السمكي خلال 10 سنوات أكثر من 70 بالمائة ففي التسعينات كنا نصيد ما يقارب 2000كيلو في مدة يومين فقط بينما في الوقت الحالي حوالي 800 كيلو جرام خلال طلعة 7 أيام فقط فيجب النظر للعشر سنوات المقبلة التي إن بقيت هذه المشاكل سوف تؤثر على إنتاج المملكة فتكون من بلد مصدر إلى بلد مستورد ، وأضاف خالد المسعري إنني أعرف مواطنين لديهم 16 لنشا لا يعمل منها سوى النصف فقط وذلك لخلو المراكب من العمال التي تشغلها . وقال المسعري : يجب على المسؤولين دراسة الوضع حيث إن الكثير من الصيادين يؤكدون قلة الناتج من الثروة السمكية في المياه السعودية وفي الخليج العربي مما يعني ذلك مؤشراً خطيراً يجب على المسؤولين دراسته، ولفت الى أنه يجب تعويض النقص بالمزارع سواء للأسماك أو الروبيان لتعويض ما يفقده البحر من أسماك.