تعلو الأصوات بين لحظة وأخرى منادية بتخصيص حصص للتربية البدنية للبنات في مدارسنا بحجة أن نسبة كبيرة من البنات بحاجة الى ممارسة الرياضة من أجل تخفيف مستوى السمنة لديهن وتعديل القوام وتثقيفهن بانواع الرياضة التي من الممكن أن يمارسنها ، وان هذه الممارسة أسوة بالبنين الذين يمارسون حصص التربية البدنية في المدارس. لست معارضا لممارسة بناتنا العزيزات الرياضة ولكن أليس من الأفضل النظر الى تعديل حال حصص التربية البدنية في مدارس البنين قبل خوض التجربة والمأساة نفسها مع تعليم البنات ؟ أليس من الأفضل تدارك السلبيات الحاصلة في مدارس البنين اثناء ممارسة حصص التربية البدنية قبل تكرارها مع البنات ؟ قد يتساءل البعض وما السلبيات ؟ واقول إن أهمها عدم تغطية كافة المدارس الحكومية في المملكة بالمكان المناسب من ملاعب وادوات رياضية تناسب أعمار الطلاب وتلبي احتياجاتهم لممارسة مميزة للرياضة . اين الصالات المغطاة التي لابد من استخدامها في مثل هذه الأجواء التي تدمر صحة الأبناء والتي قد تتوفر اكثر في بعض المدارس الحكومية التي بنتها شركة ارامكو وكذلك بعض المدارس الحكومية الحديثة ؟ واذا لم نتمكن من بناء الصالات المغطاة فأين الملاعب الصحية التي يمارس من خلالها الطالب رياضته دون أن يصيبه الأذى من خلال الوقوع على الأرضية الاسمنتية او احتكاكه بجدران صلبة تحاصره وكثير من المدارس تجهز ملاعب غير مؤهلة من خلال اجتهادات ادارة المدرسة ومعلم التربية البدنية. اذا لم نتمكن من بناء الصالات المغطاة فأين الملاعب الصحية التي يمارس من خلالها الطالب رياضته دون أن يصيبه الأذى من خلال الوقوع على الأرضية الاسمنتية او احتكاكه بجدران صلبة تحاصره وكثير من المدارس تجهز ملاعب غير مؤهلة من خلال اجتهادات ادارة المدرسة ومعلم التربية البدنيةأضف الى ذلك أن منهج التربية البدنية للبنين غير واضح لولي الأمر ، بمعنى انه لا يوجد منهج يراه الأب والأم يمكن من خلاله تقييم التعليم الذي حصل عليه ابنهم في المدرسة خلال 12سنة دراسية ما بين ثلاث مراحل دراسية ، وبالتالي تعتبر مادة التربية البدنية المادة الوحيدة (المبهمة) أمام الجميع. ومن أجل ذلك نتساءل .. أمام كل هذه المعطيات السلبية كيف سنطبق تدريس هذه المادة المهمة على البنات اذا لم نستطع أن نطبق تدريسها بالصورة الصحيحة مع الأولاد ؟ ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننادي ونصرخ ونرفع الشعارات لتطبيق امور لسنا مؤهلين للقيام بها ولأن تطبيقها على مدارس البنات يتطلب امكانات أكبر مما هو موجود مع الأولاد ، والحق يقال إن هذه الفكرة أكبر منا بكثير ولو طبقت سريعا سيكون مصيرها الفشل . عند تطبيق أي فكرة لا يجب أن يسيطر علينا التسرع في التطبيق بل الدراسة المتأنية والتي ستقودنا في النهاية الى امكانية حتى غض النظر عن التطبيق متى ما كنا غير مؤهلين من ناحية الامكانات وغيرها لتنفيذ أي قرار. نشرت هذا الموضوع سابقا ولكن لظروف مطالبة من البعض باعادة نشره أقوم مرة أخرى بعرضه خاصة وأن وقت نشره السابق في الصفحة تزامن مع خلل في موقع الصحيفة الالكتروني مما تسبب في عدم اطلاع البعض عليه.