بكل مشاعر الحزن والأسى فوجئت صباح أمس الباكر بخبر وفاة الأخ العزيز/ عبدالله الغشري رحمه الله.. الذي مثّل البقية الباقية من الرعيل الأول من الكوادر التحريرية في اليوم..التي نسجت بعزم وصبر وإرادة وحب.. سجادة البدايات الأولى لهذه الجريدة الرائدة.. وعاصرت أيام الشدة والصعوبات وضعف الإمكانات.. وصبرت على مر الأيام ولأوائها بولاء عجيب أصبح هو العلامة الفارقة للمنتمين لهذا الكيان الرائد والصرح الشامخ .. واختطت بوفائها مسارات البيئة المثالية للجيل التالي.. رغم مرور الأيام وكبر السن ووهن العظم.. بقي أبو شيخة رحمه الله شابا يسابق أبناءه المحررين.. بروحه وحماسه الذي يغلفه بهدوئه المعتاد وابتسامته التي لا تفارقه وتعليقاته المرحة.. متكئا على خزين من الحب للدار التي نشأ بها ومعها ولها يوما بيوم ولبنة بلبنة.. وعشقا لمهنة الصحافة أو مهنة المتاعب كما تسمى..والتي أحبها حتى النخاع.. بوفاء قل نظيره .. فظل مرتبطا بها ومرتبطة به في لُحْمة لا تنفصم عراها.. ولا أبالغ لو قلت إنها أصبحت أكسجينه الذي يتنفس به .. هذا التلازم بين أبو شيخة وجريدة «اليوم» يجعلك حينما تراه وكأنك تنظر الى تاريخ «اليوم» يسير على قدمين.. لقد حظي الغشري رحمه الله بتعامل وتقدير خاص من دار «اليوم» إدارة وتحريرا كعادتها مع الأوفياء من ابنائها .. بما يوازي الجهد الذي بذله والإخلاص الذي مثله والوفاء الذي زرعه .. وتتداعى أمام ناظريك بدايات نشأتها وانطلاقتها.. مع طول رحلة الأستاذ عبدالله رحمه الله مع دنيا الصحافة وعالمها.. والتي قاربت الأربعين عاما وجعلت منه عميد المحررين في الشرقية.. ورغم ما يشوب ويحتدم في أجوائها من التنافس وحب التميز والانفراد .. ظل الغشري رحمه الله.. بقلبه الأبيض ودماثته وطيبته محبا للجميع ومحبوبا منهم صغيرهم وكبيرهم على حد سواء.. وفرض باحترامه وحسن تعامله للكل الاحترام لذاته .. لذا كان التأثر بفقده من الجميع كبيرا.. فليس هناك من يحمل في نفسه ضد أبو شيخة ضغينة أو حقدا.. كان رحمه الله متسامحا حد الطيبة فكسب محبة الجميع وبادلوه حبا بحب .. ولعمري إنه لكسب عظيم.. ومنزلة رفيعة .. وحسب الانسان ما يتركه خلفه من عاطر الذكر .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. لقد حظي الغشري رحمه الله بتعامل وتقدير خاص من دار «اليوم» إدارة وتحريرا كعادتها مع الأوفياء من ابنائها .. بما يوازي الجهد الذي بذله والإخلاص الذي مثله والوفاء الذي زرعه .. وذلك اعترافا منها بجهده ومسيرته الطويلة في خدمة الصحافة في المنطقة الشرقية التي فقدت ابنا بارا بها ومحبا لها .. إننا في دار «اليوم» إذ نودع أخا عزيزا علينا جميعا فقدته مهنة الصحافة وفقده محبوه وزملاؤه .. نسأل الله العلي العظيم أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه وأهله وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان و (إنا لله وإنا إليه راجعون). مدير عام دار اليوم