يظل دائماً ..وأبداً..مجتمعنا يحفل بوجود الكثيرين من الناس الذين يأخذون بأسباب الالتفاف مع المحرومين ..والمحتاجين للعون في مختلف مناحي الحياة. وفي مجتمعنا المسلم يسعى أولئك القادرون على رفع لواء المناصرة للمحتاجين والضعفاء والتصالح مع أصحاب الظروف الصعبة في عراك الحياة والبحث عن لقمة العيش ..وتأمين الحياة الكريمة. هؤلاء الذين يحبون الخير ويهبون دائماً ليكونوا السواعد الموشومة بالعطاء والمؤازرة كثيرون - كما قلت - لأن مجتمعنا هو مجتمع الأوفياء ..والطيبين .. و الاتقياء.. ومن مجموع هؤلاء أتيحت لي الفرصة لأكون قريباً من ثلاثة رموز ..تعلمت منهم أدب السخاء ..وقدرة العطاء..وقيمة الوفاء..ومرت أمامي عشرات بل مئات ..التجارب والمواقف زرعت في قلبي المحبة لهم ..فهم من أهل الخير ..يستأهلون الحب .والوفاء والدعاء. ||أول هؤلاء صاحب السمو الملكي الأمير الانسان فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ، الذي أغدق عليَّ من المحبة والاهتمام فكنت قريبا منه وتعلمت من سموه دروساً كثيرة في المؤازرة والالتفاف مع أصحاب الحاجة .. وكان سموه معطاءً يجزل العطاء ولا يرد سائلاً على الاطلاق.. كان همه الأول والأخير أن يزرع الابتسامة على شفاه المكلومين ..والمحزونين ولهذا فقد بكته الدنيا كلها عندما رحل فقد شملت عطاءاته العالم العربي كله. كنت أشعر عندما كتبت مرات كثيرة عن معاناة البعض بأن سموه يفرح بمبادرات الخير ويهب للمساعدة بلا حدود ..نعم بلا حدود وسيكون له هذا في موازين حسناته بإذن الله. || وثاني هؤلاء الأستاذ الراحل حامد حسن مطاوع ..فقد كان محباً للخير ..ومحباً للناس ..ويهب لمساعدتهم ..والالتفاف معهم ..ويقضي حاجاتهم بتوفيق الله. كان لا يرد صاحب حاجة على الاطلاق ..ويعمل جاهداً من أجل قضاء حاجات الناس ومؤازرتهم ..وقد شرفني عندما عملت تحت قيادته في (الندوة) بأن أكون قريباً منه جداً فتعلمت من مدرسته الصبر..والصفح ..ومحبة الناس.. والسعي الدؤوب لمساعدة كل محتاج..وكانت تقضى على يديه بتوفيق من الله الكثير من حوائج الناس وكان يفعل ذلك برضا..وحب..وقناعة ..محتسباً عند الله الأجر والثواب وبرحيله فقدت مكةالمكرمة أحد رجالاتها الكبار ولكنه سيبقى في القلوب أبداً. || وثالث هؤلاء الأستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب اسيا وقد عرفته من زمن طويل جداً وكان منذ مراحل تعليمه أنموذجاً للإنسان الطيب المحب للخير..والناس.. وقد ارتبطت معه بصداقة وأخوة كبيرة منذ أيام الدراسة.. تسبقه دائما ابتسامته الصادقة..وسماحة نفسه الطيبة..وكلمته الحافلة بالأدب والسمو. له الكثير من الصفات التي تعلمتها منه ..فهو نزيه يعمل بثقة وحب وحرص ..وهو رائع التعامل مع الآخرين..لا يستمع للوشاة أبداً فهو يرتقي بتعامله ..ونواياه..ومحبته للناس ..فوق كل حشرجات الصغار وأصحاب الهوى. له مواقف لا تحصى في عمل الخير سعياً لمرضاة الله عز وجل ..ودعماً لمن يقصدونه فيشد أزرهم ويسعى لقضاء حوائجهم بتوفيق الله سبحانه وتعالى. || انها نماذج مضيئة من مئات بل آلاف القامات الشامخة التي تتوافر على أعمال الخير في مجتمعنا الكبير..وسيظل الخير في أمة محمد إلى أن تقوم الساعة.. آخر المشوار قال الشاعر: يارب يا جابر الملهوف والعاني كيف الخلاص لقلب مثقلٍ واني يارب أنت الذي لا شيء يعجزه فامنن عليَّ بغفران ورضوانِ