قالت الأممالمتحدة: إن 40 ألف كونغولي فروا من إقليم إيتورى بشرق البلاد إلى أوغندا، هربا من أعمال العنف التي تجددت خلال الشهرين الماضيين. وفي تقرير لها أوضحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن الفارين استخدموا القوارب المتهالكة لعبور بحيرة آلبرت للوصول إلى معسكر اللاجئين بأوغندا الذي يتوسع باستمرار. ويبدد تجدد العنف بإقليم إيتورى الواقع شمال شرق البلاد؛ الآمال في استمرارهم في الاستقرار، فقد شهد الإقليم أكثر الأعمال دموية خلال الحرب التي استمرت عقدين من الزمن وتوقفت في 2005 باتفاق سلام «هش» وقتل فيها خمسة ملايين من مواطني الكونغو. وإيتورى هو آخر إقليم بالكونغو يتجه نحو كارثة إنسانية، فهناك 13 مليون مواطن يحتاجون لمساعدات طارئة، وشرد 4.5 مليون آخرين من ديارهم، لكن حتى بمعايير الكونغو فإن سرعة وحجم انتشار العنف في إيتورى كان أمرا غير عادي، حيث تفاجأ به السكان المحليون. فوموليا يروزى كانت في حديقتها عندما سمعت مجموعة من الرجال يقتربون من منزلها بقرية جوبو، وكان زوجها يستمع للراديو بالمنزل، وتقول فوموليا: حملت كريستين ذات الأعوام الثلاثة على ظهري، وابني داوود 6 سنوات بين يدي، و11 دولارا طويتها فى جوربى؛ وهربت إلى الأدغال، ولم أشاهد زوجي منذ منتصف مارس وحتى الآن. وكان الناس في القرية يقولون: إن الحرب القديمة بدأت من جديد، لكنها جاءت أسرع مما توقعت. وأضافت يروزى ومعها عشر سيدات أخريات بمعسكر اللجوء بأوغندا؛ في حديثهن مع «الواشنطن بوست»: إذا لم يقتلوك، فإنك ستموت جوعا في الأدغال، الآلاف على الشاطئ الآخر يتضورون جوعا ولا يجدون المال لشراء الطعام أو دفع ثمن القارب الذي يقلهم إلى هنا. وبالنسبة للفارين وحتى المراقبين الخارجيين، فإن الوضع الراهن في إيتورى يبعث على القلق نظرا لماضي الإقليم الدموي. وتقول الصحيفة: إن الوحشية التي ظهرت خلال الشهرين الماضيين وشملت الاغتصاب على نطاق واسع، وتمزيق الضحايا واختطاف الأطفال، تشبه ما حدث إبان الحرب الأولى، وأغلب النازحين بالكامل من عرقية الهيما. وقال آخر يدعى ماكيفونو سيلفا: إذا لم يعط رئيس حكومة الكونغو جوزيف كابيلا السواطير والبنزين لإثنية الليندو فمن إذا أعطاهم؟ مضيفا: إننا لم نفكر في الحرب ضد الليندو لأننا أكثر عددا، وسخر هو ومن معه من فكرة العودة القريبة إلى الكونغو، معبرين عن شعور قد يشير إلى حساب سياسي آخر وراء العنف.