تعاني السينما العربية من قصور في استخدام التقنيات الحديثة، ولا توجد أي محاولات من القائمين على الصناعة السينمائية العربية بشكل عام لإنتاج فيلم بهذه التقنيات، حيث لا تزال السينما العربية تدور في دائرة مفرغة منشغلة بأمور المشكلات الشخصية وأجور الفنانين والتمويل، وغيرها من الأمور التي تجاوزتها السينما الأجنبية لتتفرغ للإبداع في هذا الإطار، «اليوم» طرحت على المختصين أبرز التحديات التي تواجه المنتجين العرب في إنتاج أفلام تعتمد على التقنيات الحديثة. كوادر متخصصة في البداية أكدت المخرجة السعودية هناء العمير، أنه لا توجد صناعة سينما في الوطن العربي بالمعنى الحقيقي، من حيث توفر الكوادر المتخصصة، وكمية الأفلام التي تنتج خلال العام الواحد، مشيرة إلى أن هناك أفلاما نوعية وصلت للأوسكار، مثل الفيلم الفلسطيني «الجنة الآن»، وأن مثل هذه الأفلام تحقق نجاحا ولكن بين وقت وآخر ولا تصل إلى أن تكون ظاهرة. وأضافت: إن مشكلة السينما المصرية تكمن في تخلي القائمين عليها عن دعمها، واعتمادها على الإنتاج الخاص، وفي نفس الوقت الأفلام التي تحمل الطابع التقني تحتاج إلى ميزانيات ضخمة والكثير من الأموال والوقت والجهد، لافتة إلى أن هناك أفكارا كثيرة يمكن من خلالها إنتاج أفلام باستخدام التقنيات الحديثة، ولكن المشكلة في عدم وجود جهات إنتاجية حقيقية تصرف وتستخدم تلك التقنية بشكل حقيقي ومحترف، وأن أغلب الذي يسيطر على المنتجين هذه الفترة هو إنتاج أفلام السوق والاهتمام بالربح السريع أكثر. إتقان النص وأوضح المخرج على السمين أن الإتقان في النص والإنتاج هو المشكلة الأساسية لتراجع السينما، منوهاً إلى أن استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة تلعب دورا كبيرا في نجاح أي فيلم، وأضاف: إن الإمكانيات لهذه التجربة من تكنيك ومعدات وأفراد بشرية متوفرة لتحقيق النجاح في إنتاج فيلم بالتقنيات الحديثة، ولكن المشكلة في تخصيص ميزانيات كافية للإنتاج، بالإضافة إلى وجود منتجين لديهم روح المغامرة لخوض تلك التجربة. مستوى الإنتاج وقال فهد الأسطا- مؤلف وناقد سينمائي سعودي: إن مصطلح «السينما العربية» كصناعة ليس دقيقاً، ولا يوجد سوى مصر التي تقدم صناعة حقيقية ذات إنتاج سنوي مكثف نسبيا، وعدا ذلك من باقي البلدان العربية تفتقر لهذه الصناعة، وتعتمد على الإنتاج الخارجي، وعليه فإن مصر تعتبر قائدة العالم العربي سينمائيا، لكنها في الوقت نفسه ليست هناك دلالات تشير إلى التقدم في مستوى الإنتاج إلى مستويات عالمية، وذلك من حيث التقنية ونظام العرض، وأضاف: إن الأمر مرتبط بالمنتج ذاته ومدى وعيه ومجازفته للتطور والتغيير، وكذلك مرتبط بالجمهور ومدى الإقبال والتفاعل الذي تنتظره منه، لافتاً إلى أنه وبشكل آخر تعتبر السينما فنا وصناعة، هي نتيجة حتمية لمنظومة الثقافة العربية ذاتها والمستوى الاستثماري والاقتصادي والذي لا يبدو مبشراً في المنطقة العربية منذ عقود وهو ما يفسر هذا التأخر الشديد في استخدام التقنيات الحديثة والمكلفة غالبا. ضعف التمويل قلل من استخدام التقنيات الحديثة