جاء القرار الرسمي بالموافقة على إصدار تراخيص ل"دور للسينما" الشهر الماضي ليشكل نقطة تحول هامة ستفتح آفاقاً واسعه وتحرك معها مختلف القطاعات ذات العلاقة لتنعكس على الجوانب الاقتصادية والثقافية والوظيفية والمجتمعية والترفيهية في المملكة، حيث يتوقع ان تحدث أثراً اقتصاديا كبيرا يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامي، وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي من خلال المساهمة في الناتج المحلي، مع فتح آلاف فرص العمل لشباب وشابات الوطن الى جانب الانعكاسات المهمة الأخرى التي سيوفرها هذا النشاط مستقبلاً، والحراك الإيجابي الذي بدت ملامحه تظهر فور اعلان القرار. ويترقب كثيرون إصدار لائحة دور العرض السينمائي التي تعكف عليها حاليا الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع التي تعقد هذه الأيام العديد من الاجتماعات بمشاركة عدد من الجهات الحكومية المعنية بإعداد اللوائح والأطر التنظيمية الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة، وذلك تمهيداً لافتتاح دور السينما في المملكة. وتتطلع أوساط المجتمع لإنطلاقة قوية لصناعه السينما في المملكة تبدأ من حيث انتهى الاخرون وتتواكب وحاجة المتلقي المتعطش لرؤية صناعة حقيقية للسينما السعودية التي كان المواطن السعودي لسنوات الورقة الرابحة والاساسية فيها في كافة دور السينما في الدول المجاورة، كما يأمل أن يواكب محتوى هذه الصناعة مستوى وعيه ومتطلبات المرحلة وان تعكس الأفلام الفنية هويتنا وتراثنا وموروثنا السعودي الثري ليقدم للعالم في ابهى صوره، وان لا يطغى المفهوم التجاري على جودة المحتوى، حيث تأتي السينما السعودية اليوم لتضاف لوسائل التأثير ونقل الصورة الإيجابية عن المجتمع السعودي للعالم، كمرآة للشعوب، ومنصة رسمية للمبدعين من أبناء وبنات الوطن في الإنتاج والإخراج والجوانب الفنية والثقافية الأخرى ليقدموا ابداعاتهم ويستلهموا من تجارب الغير ليخرجوا لنا بصناعة حقيقية وقوية ومؤثرة.. "الرياض" تناقش في هذه الندوة صناعة السينما في السعودية والرؤية لهذا القطاع الواعد وأهمية استثمار المحتوى فيما يخدم قضايانا المجتمعية ويقدم انتاج يرتقي لمستوى وعي وثقافة المتابع الى جانب الفرص الواعدة التي سيخلقها هذا القطاع ويؤثر فيها بعد انطلاقته، بمشاركة عدد من المختصين والمختصات والمهتمين في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها. مجتمع غني بالإرث الثقافي والفني في البداية ترى هند الفهاد - مخرجة سينمائية - أن لغة الصورة هي أكثر وسيلة تستطيع من خلالها إحداث تغير على المدى الطويل؛ فهي كالأداة تحفر في الوعي وتؤصل لصورة ذهنية تتشكل عما يتم تقديمه، والسينما أكبر وأهم مصنع لخلق صورة حقيقية تعكس هويتنا وتقدم الصورة التي لطالما كان هناك لغط وتضليل لها، فنحن مجتمع غني بالإرث الثقافي والفني الذي من المهم أن يتم تقديمه للعالم كملامح لهويتنا ومن نحن، والسينما ليست ترفيهاً فقط، السينما ترسانة تؤسس لهوية تتشكل عبر الأعمال التي يتم تقديمها، وهي أيضاً صناعة ورادف اقتصادي مهم جداً تفتح فرصاً كبيرة إن كان على مستوى اقتصادي أو على مستوى الاستثمار الفني من جوانب عديدة، بخلق مواهب وتقديم مبدعين جدد أيضاً بتقديم أعمال تنافس على شباك التذاكر.. ومن المهم أن لا يتم التعامل مع السينما من منظور تجاري بحت، نحن نحتاج أعمالاً فنية تقدمنا وتقدم قصص المجتمع بإطار فني عالٍ، لا أن تكون أفلاماً وعظية أو إرشادية وأفلاماً سطحية. 35 دار عرض من جهته قال بسام الذوادي - سينمائي بحريني - إن أمل الكثير من السينمائيين والمستثمرين في الخليج بقيام صناعة سينمائية حقيقية قد اقترب من التحقق بعد الإعلان نهاية العام الماضي 2017 عن السماح بفتح دور للعرض في المملكة عازياً السبب لعدم قيام صناعة سينمائية في الخليج بسبب عدم وجود سينما في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية. وقال إنني كسينمائي بحريني وبعد أول فيلم روائي في البحرين وهو "الحاجز" عام 1990 كنت معتقداً أن السينما فتحت أبوابها لي وللبحرين وأنه سيكون هناك إنتاج سينمائي لن يتوقف، ولكن بعد سنتين من إنتاجي لهذا الفيلم اكتشفت أن السينما لا تتحقق في ظل الكثافة السكانية في دول الخليج والتي كانت وقتها مجتمعة لا تتجاوز ستة ملايين ونصف نسمة من غير المملكة العربية السعودية، ودور العرض كانت مجتمعة أيضاً لا تتجاوز ال35 دار عرض أيامها بمعدل 7000 كرسي بمعدل 10 ريالات للكرسي، وبحسبة بسيطة الفيلم الذي كان وقتها يكلف مليون ريال سعودي يحتاج أولاً أن يعرض في كل دور العرض في الخليج ليحقق 70,000 ريال في العرض الواحد في أربعة عروض يومياً أي ما يعادل 280,000 ريال نصفها لدور العرض 140,000 ريال والنصف الآخر للمنتج، أي يحتاج المنتج إلى عشرة أيام ليحقق مليوناً وأربعمائة ألف ريال لكي يحقق ربحاً بسيطاً على شرط أن تكون هذه الصالات مكتملة العدد في كل العروض في دول الخليج طوال العشرة أيام، وهو بالطبع لن يحدث أبداً، حيث إن دور العرض لديها أفلام أخرى ويعرض الفيلم في صالة واحدة، أي في النهاية سيعرض الفيلم الخليجي في 6 صالات فقط، ولك أن تتخيل المدخول الذي سيكون لا يتجاوز 4800 ريال في اليوم للمنتج ويجب أن يستمر الفيلم 220 يوماً كامل العدد ليحقق تكلفته فقط، وهذا مستحيل. عوامل النجاح والتأثير من جهتها تقول عبير خالد - مختصة في الإعلام والاتصال والسينما - إذا تحدثنا عن السينما كمسرح يجتمع فيه الناس لمشاهدة فيلم مستورد من أميركا أو أوروبا أو حتى من مصر أو الكويت فنحن هنا نتحدث عن انعكاسات مجتمعية حيث سيصبح لدى العائلات والأصدقاء مكان جديد يخرجون إليه لقضاء وقت ممتع وتغيير روتين أيامهم. وانعكاسات ثقافية حيث يطلع المتلقي على ما لدى المرسل من اعتقادات وتصورات وآراء وانعكاسات اقتصادية أيضاً؛ ذلك أن القيمة المدفوعة لساعات المشاهدة وما سبقها وما يليها من مصروفات سيتم إنفاقها داخلياً بدلاً من السفر بها للخارج، أما وإذا تحدثنا عن السينما كصناعة ومنتجة وتسويق وتصدير وبيع المحتوى فنحن هنا نتحدث عن انعكاسات أكبر من التي سبق ذكرها بكثير، انعكاسات تطال جوانب إعلامية وقانونية إلى جانب الثقافة والاقتصاد، ومما لا شك فيه أن أمراً كهذا لن يحدث في ليلة وضحاها، هوليود الأميركية وبوليود الهندية كأبرز صانعين للمحتويات السينمائية تأسستا قبل مئة عام تقريباً، بينما صناعات سينمائية نجحت ولكنها أقل شهرة وشعبية في دول أخرى مثل ماليزيا ونيجيريا وكوريا الجنوبية فقد بدأت منذ ما يقارب الخمسين والستين عاماً.. نحن لم نبدأ حين بدأ الجميع، ولا توجد أي دولة شرق أوسطية بدأت صناعتها السينمائية بالشكل الذي بدأته تلك الدول، ولكن قد يكون هذا العامل بالذات مهم ومؤثر لنجاح صناعة السينما السعودية في وقت أقصر من ذلك الذي استغرقته أميركا أو الهند وهناك عدة أسباب لذلك برأيي. أولاً، اطلاعنا على تجارب الفشل والنجاح العالمية في تطوير صناعة السينما مع مرجعية للمحتوى على وجه الخصوص، فمعظم التشريعات المتعلقة بالمحتويات في دول مثل أميركا وبريطانيا لم تأت وليدة اللحظة ولكنها مرت بمراحل عديدة حتى تصل للمستوى الذي هي فيه اليوم. وثانياً، توظيفنا الإنترنت كعامل تسويق وترويج واستقطاب لصناعتنا، وهذه نقطة جديرة بالاهتمام حيث يقلل البعض من دور الإنترنت في إنجاح السينما مشيرين لوجود مواقع مثل "نيتفلكس" تهدد صناعة السينما الفعلية والجواب المهني لهذا الادعاء هو "لا". وأضافت: من العوامل كذلك أنه يتوقع أن يساهم بنجاح السينما السعودية، وهو أحد الانعكاسات الثقافية لدخول السينما التي نكاد نكون متفردين بها عن غيرنا، هو تأثيرنا الناعم على عشرات الدول والأقاليم والمجتمعات الشرقية، بما في ذلك ملايين اللاجئين الذين انتقلوا للعيش في أميركا وأوروبا وغير ذلك من الدول الغربية، فالقيمة الاعتبارية للسعودية على كافة الأصعدة تمنحها امتيازات وفرصاً لا تحظى بها دول مختلفة قد تكون سبقتنا إلى هذه الصناعة زمانياً فكثير من المجتمعات والأقاليم تتطلع بشغف لمحتويات آتية من السعودية وتمثل نمط الحياة السعودي بكل ما فيه من تقاليد، وممارسات شعبية واتصال لغوي حيث يتوقع أن ينجذب المهتمون باللغة العربية لصناعة السينما السعودية، أضف إلى ذلك المهتمين بالثقافة الدينية والروحية. السوق السعودية مغرية لشركات التوزيع من جهته أكد أسامه الخريجي - مخرج - في تعليقه على الانعكاسات الثقافية والاقتصادية والفنية والمجتمعية المتوقعة لدخول السينما السعودية، أنه يعتقد أن الانعكاسات المباشرة والواضحة ستكون اقتصادية في المقام الأول، أما الانعكاسات الثقافية والفنية فتحتاج إلى وقت. وعن أرقام متوقعة لحجم سوق السينما في السعودية، وعدد الصالات مقارنة مثلاً بما هو موجود في أمريكا؟ أجاب الخريجي: حجم السوق السينمائي في أميركا مختلف تماماً ولا يمكن توقع السوق السعودية بناءً عليه لعدة اعتبارات، أولها عدد السكان، وثقافة الاستهلاك، وثقافة الترفيه، مشيراً إلى عالمية الثقافة الأميركية إذ إن 60 % من إيرادات السينما الأميركية من خارج الولاياتالمتحدة. أما عدد الصالات فهو ينبني على حجم الطلب وهذا ما لم يتم اختباره بعد، ولكن أتوقع أن حجم الطلب وشراء التذاكر سيكون مرتفعاً ومغرياً للمستثمرين. وأضاف: في اعتقادي أن الأفلام الأجنبية هي من سيحرك صالات السينما ومبيعاتها وبالتالي فإن السوق السينمائي السعودي قد يكون منفذاً تجارياً مغرياً لكثير من شركات التوزيع في العالم، ولا أعتقد أن هذا سيكون حصراً على الأفلام الأميركية لأن كثيراً من الجمهور السعودي المحب والمتابع للأفلام والمسلسلات يتابع بشغف المحتوى التركي والكوري والياباني على سبيل المثال.. أما الفيلم السعودي فأمامه مهمة ليست بالسهلة وتحتاج إلى وقت وتراكم خبرات ودعم لوجستي وشعبي حتى ينافس تجارياً. الاستفادة من التجارب السابقة وفي سؤال: كصانعة أفلام سعودية، كيف استقبلت قرار السماح بصالات السينما؟ أجابت هند الفهاد: كصانع أفلام ومشاهدة للحراك السينمائي الذي أحدثه مخرجات ومخرجون سعوديون في مهرجانات العالم أسعدني هذا الخبر جداً ليقيني أن الرافد الاقتصادي والفني للمملكة من هكذا خطوة تأخرت كثيراً مهم جداً، وسيحقق مكتسبات عالية وإن كنت أرى أن المكتسبات الفنية والقيمة للصورة الحقيقية لنا كمجتمع مهمة جداً ولابد أن تكون معياراً للأعمال.. نحن تأخرنا أكثر من 100 سنة عن العالم يجب أن نستفيد من التجارب السابقة ونبني على نتاج تلك التجارب تجربة جديدة ناضجة ومدروسة. وحول مدى تأثير القرار على خططها المستقبلية، وهل تنوي مواكبة هذا القرار بصناعة فيلم طويل؟ علقت الفهاد قائلة: خطوة الفيلم الطويل موجودة من قبل القرار ومن بعده، أنا لا أحب أن أتعامل مع الموضوع كموجة يتم مواكبتها والتعجل في مواكبتها لأن القيمة للعمل لا بد أن تكون أولوية بالتالي لا يتم تعجيل أي خطوة على حساب "المواكبة" وبالتأكيد خطوة الفيلم الطويل واردة بتأنٍ. أفلام هوليود وحول فكرة وجود صالات موازية تقدم أنواعاً سينمائية مختلفة عن الفيلم الهوليودي، أوضحت هند أن الفيلم التجاري "الهوليودي" هو ما يتواجد في صالات السينما التجارية وهو ما يحقق الأرباح عادة، لكن هذا لا يعني أن نغفل جانب رفع قيمة الوعي الفني للسينما بالاطلاع على تجارب سينمائية غير الأميركية، فهناك السينما الآسيوية والأوروبية والعديد من التجارب التي تستحق أن يتم تقديمها كنوع مختلف عن سينما هوليوود لذلك وجود صالات تعرض الأفلام المستقلة خطوة مهمة جداً ولها جمهورها، فالجمهور السعودي مطلع ومتذوق جيد جداً للفن السابع وليس لإنتاج هوليود فقط. حرية التعبير وقضايا المجتمع وحول المحتوى قال بسام الذوادي: الجميع يتمنى النجاح، فلنعط الجميع الثقة والحرية في التعبير حتى يستطيع تحمل المسؤولية، ولا بد أن يكون هناك جهاز منظم يعي مفهوم السينما وحرية التعبير ويعطي التصاريح لها حسب اللوائح والقوانين، ولابد في البداية من أن يكون هناك أخطاء، وهذا وارد، دعنا لا نقسي عليه، ولكن وبعد البناء والتأسيس والتجربة والأخذ بعين الاعتبار ذوق وتوجهات الجمهور السينمائي، المستثمر بنفسه سيعي الطريق المناسب لخدمة القضايا المجتمعية، وسيكون جزء من السينما لا يتعدى ال 15 % مكرساً لهذا الشأن مثل باقي السينمات في العالم والنسبة الباقية ستتوزع على الكثير من جوانب الترفيه، فالسينما منذ بدايتها كانت أساساً للترفيه وليست لمعالجة القضايا، ولكن بعد دراسة تأثيرها على الجمهور بدأ الكثير من المخرجين والمنتجين في العالم بتناول قضايا المجتمع ومحاولة طرح الحلول أو الرؤى المختلفة لهذه القضايا متضمناً المتعة والإثارة في طرح هذه القضايا. الفيلم السعودي وتداخلت هند الفهاد معلقة على مداخلة عن الحجم المتوقع والمتاح للأفلام السعودية في صالات السينما التجارية، وقالت: أتمنى أن لا يغلب الحس التجاري ويغفل عن العمل السعوي فحضور الفيلم السعودي أولوية يجب أن يتم العمل عليها فالجمهور متعطش لأن يرى قصصنا في السينما ولعل هناك مساحة ثابتة للفيلم السعودي في الصالات السينمائية. نحتاج كوادر مؤهلة وفي سؤال للزميل الغنيم: هل ترون أن البيئة الثقافية والاجتماعية لدينا الآن مهيأة للنجاح في هذا القطاع وأيضاً مهيأة لعمل المخرجات أو المخرجين؟ أجابت الفهاد: إذا تم الاستثمار بتبني المواهب وتطوير مهاراتهم وإيجاد معاهد وأكاديميات بالتأكيد سيكون هناك بيئة خصبة لوجود ليس فقط مخرجين ومخرجات، فنحن نحتاج كوادر مؤهلة في صناعة الفيلم بدءاً بالكاتب وليس انتهاء عند المخرج، فنحن مجتمع منفتح على تجارب العالم السينمائية ومطلع جيد جدا وليس مختلفاً عن بقية العالم، ولديه شغف للفنون لذلك نجاح السينما أكيد لدينا ونحتاج للاستثمار بالمواهب أكثر. مستقبل الاستثمار في هذا القطاع وحول مستقبل الاستثمار في هذا القطاع، قال الذوادي: السينما كصناعة في الخليج لم تكن منتعشة وأنا أتكلم عن الأفلام الروائية الخليجية الطويلة التي تعرض في السينما، ومن جانب آخر ولوقت طويل اعتمدت دور العرض في البحرين والخليج على الجمهور السعودي، وهذا بصراحة زاد الاستثمار من خلال زيادة دور العرض وتطويرها في دول الخليج، الجمهور السعودي كان الورقة المهمة الرابحة الوحيدة في تنامي الاستثمار في السينما في دول الخليج. ازدهار وتأثير كبير وفي سؤال عن الانعكاسات الثقافية والاقتصادية والمجتمعية والفنية الكبيرة المتوقعة بعد دخول السينما السعودية، علق الذوادي قائلا: ستكون هناك نوافذ عدة للثقافة، ستوثق ذاكرة وتاريخ المملكة بشكل جيد للأجيال القادمة، سيرى الأدباء والشعراء والرائيون والمؤرخون والموسيقيون أعمالهم على الشاشة الكبيرة وسيشارك الجمهور رأيه فيها، ولا بد أن يكون هناك أندية للسينما لمناقشة الأفلام وأوضاع السينما في المملكة العربية السعودية والعالم، وستكون هناك مشاركات كثيرة للفيلم السعودي والخليجي في أهم المهرجانات السينمائية التي وصل لها الكثير من السينمائيين السعوديين من قبل، وستلعب وزارة الثقافة في السعودية دوراً كبيراً في نشر الثقافة السينمائية واستغلال انعكاساتها الثقافية، وسيكون هناك برامج تلفزيونية وإذاعية تعنى بالشأن السينمائي ومدى تطوره، وسيكون هناك نقاد متخصصون في هذا المجال، وستزدهر الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات السعودية وغيرها من الجوانب الثقافية والتي سترهب المستثمر والصانع وتجعله يعي حجم المسؤولية ليقدم أفضل ما لديه للمشاهد ولسمعة السعودية السينمائية.. واقتصادياً ستنتعش البلد والصناع وكل من له علاقة بالتمثيل أو الصناعة بشكل عام، وستتغير الرؤية لدى المجتمع، وستشكل السينما عاموداً أساسياً في الاقتصاد والاستثمار.. أما الانعكاسات الفنية الكبيرة ستكون في محاولة محاكاة الأفلام العالمية ومحاولة الصناع السعوديين والخليجيين تقديم الأفضل، وسيفتح الباب أمام أحلام الكثير من الشباب والشابات في كل عناصر السينما ليبدعوا، من تمثيل وموسيقى وإخراج ومونتاج ومؤثرات وديكور وتصميم ملابس وتصميم مجوهرات وإضاءة وهندسة صوت وتصوير ومتابعة إنتاج... إلى آخره، وسيكون هناك مجتمع مشارك في كل شيء من خلال السينما، ولا يخاف أحد، فالجميع أهل للثقة والمحافظة على العادات والتقاليد التي تعودنا عليها، وفي هذا الإطار سينتعش الجمهور وسيطالب بالمزيد، وهذه هي السينما عندما تدخل بلداً، تنعشه وتعلمه معنى الحرية وحدودها وتسجل تاريخه وثقافته وتطوره وتنشره على العالم بكل سلاسة وسهولة. فروع في المملكة وفي سؤال ما الذي تتمنين وجوده في ظل هذه البيئة الجديدة كمتخصصة في الإعلام والإنتاج الإعلامي ومهتمة بالسينما والفنون..؟ علقت عبير خالد: على المدى القريب، أتمنى أن تساهم السينما في رفع سقف المحتوى المعروض وزيادة التنوع وتوفير فرص أكبر للمرأة لتكون جزءاً من هذا الحراك التنموي الناشئ عن طريق فرض توصيات وتشريعات تنص على التنوع وتمكين المرأة، كما أتمنى عقد الصفقات مع شركات سينمائية عالمية مثل "ديزني" والاتفاق على أن تكون السعودية من أوائل الدول التي تطبق فيها الأفلام بالتقنيات المخطط إدخالها لسوق السينما العالمية مستقبلاً، وأيضاً البدء بالاتصال بشكل مؤسسي ومهني ومستمر مع الصين التي توقع المختصون لها أن تمتلك أضخم سوق سينمائية في 2020 متجاوزة بذلك هوليود وبوليود، وفي نفس الوقت، أتمنى أن تفتح شركات سينمائية من دول كبرى فروعاً ومكاتب لها في جدةوالرياض لتدريب السعوديين وفي نفس الوقت التصوير والمنتجة عن شتى مناطق المملكة بلغات عديدة، وصياغة تستهدف المتلقيين الداخلي والخارجي على حد سواء، لكي تساهم في ترويج وتسويق المحتوى المرتبط بالسعودية بالشكل المطلوب. شبابنا قادر وعلق أسامة الخريجي على سؤال: هل هناك شباب سعودي قادر على مواكبة هذه النقلة الكبيرة، سواء من حيث صناع الأفلام السعودية أو الشركات العاملة في هذا المجال؟ وقال: لا شك أن الشباب السعودي قادر ويمتلك الموهبة والتجربة الجيدة، لكن لكي يكون لنا صناعة قوية ومؤثرة ومنتجة فعدد المبدعين السعوديين والشركات السعودية لا تكفي لذلك. وحول العوائق أمام المستثمر في المجال السينمائي في الحصول على رخصة دور العرض أو في الإنتاج السينمائي، لفت الخريجي إلى أن اللائحة التنظيمية لم تصدر بعد من هيئة الإعلام المرئي المسموع، ولذلك لا يمكن الإجابة على هذا السؤال حتى تصدر اللائحة. الأكاديميات والخبرات السعودية وفي سؤال: من خلال عملك السابق في أكاديمية نيويورك للأفلام.. هل السوق السعودية بحاجة إلى أكاديميات من هذا النوع في ظل الواقع الجديد؟ أجاب الخريجي: بلا شك.. فالأكاديميات تعتبر من البنية التحتية المهمة للسوق، لكن ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار هو أن تراعي هذه الأكاديميات - في حال تواجدها والذي أرى أنه سيكون قريباً - جوانب الاختلاف بين الأسواق التي أتت منها والسوق السعودية، ولن يحدث ذلك حتى تستعين تلك الأكاديميات بخبرات سعودية تغذي ذلك الجانب لديها. قطاعات ستنتعش بالسينما ترتبط السينما ارتباطاً مباشراً وغير مباشر بالعديد من القطاعات الاخرى وبالتالي سيؤثر قرار فتح دور للسينما في المملكة في مختلف القطاعات وستنتعش مجالات عديدة وتضخ المزيد من فرص العمل للشباب والبنات الى جانب الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي ستوفره السينما هذا غير التأثير الثقافي والترفيهي ودور السينما في تعزيز الوعي واظهار صورة البلد وهويته وموروثه للعالم. وفي هذا الجانب يقول المخرج السينمائي البحريني بسام الذوادي: أعتقد بعد دخول المملكة العربية السعودية مجال السينما سيكون للاستثمار مكانة كبيرة في هذه الصناعة، وسيجذب الكثير من المهتمين من مختلف أرجاء العالم للمشاركة في هذه التجربة، وأعتقد أن هذا سينعكس مثلا على وزارات التعليم حيث ستوفر مقاعد لدراسة السينما بكل عناصرها، وسيفتح المجال أمام الكثير من الحرف في البلد مثل المطاعم ومحلات صناعة الملابس وورش الديكور ومحلات تأجير السيارات والفنادق والعقارات وغيرها، فعند تصوير أي فيلم لا بد أن تحتاج لكل هذه المحلات وغيرها اضافة الى فرق العمل ولتحقيق الفيلم، ناهيك عن شركات الإنتاج التي ستكبر بهذا القرار، والانتعاش الأكبر سيصيب مستثمري دور العرض الحديثة، كما أن كمية الوظائف التي ستتوفر ستكون كبيرة سواء عند تصوير فيلم أو من خلال شركات الإنتاج التي ستنشأ أو من خلال شركات دور العرض، وأعتقد بأن الحياة في السينما الخليجية ستدب بقوة في الخليج في كل المجالات التي ذكرتها بعد قرار السعودية فتح دور للسينما. لا تحاصروا السينمائيين بالقوانين في سؤال حول أهميه استثمار المحتوى في خدمه قضايانا المجتمعيه، أجاب بسام الذوادي: كما تعلم ففي السعودية الكثير من المخرجين والمخرجات السعوديات الذين أثبتوا تحملهم لمسئولية السينما بشكل كبير، وجابوا العالم بأفلامهم وأعمالهم، وكانوا محل ثقة وإحترام في العالم كله وشرفوا المملكة وشرفونا نحن السينمائيين في الكثير من المحافل الدولية بأفلامهم وبصراحة أنا أفتخر بهم جدا.. وإنما قضية المحتوى اليوم وفي البداية ليست قضية أساسية، حتى يكون هناك إنتاج ما لا يقل عن 18 فيلم سينمائي خليجي سنويا، وبعد 5 سنوات على هذا المنوال لابد أن يتوجه الكثير من المثقفين والجمهور للمحتوى، فالسينما هي ذاكرة الشعوب، ولكن دعنا لا نضع القوانين الصارمة في البداية حتى لا يكون هناك حواجز لدى الصناع الجدد، فمنهم من يفضل الدراما ومنهم من يفضل الكوميديا ومنهم من يفضل الرعب، ومنهم من يفضل الخيال العلمي ومنهم من يفضل الأفلام العاطفية والغنائية، لندع الجميع يبدع في مجاله، وأؤكد لك بأن هناك داخل كل صانع خليجي مثلما رأيت في المخرجين والمخرجات السعوديات رقابة ذاتية على المحتوى وما سيقدمه وكيف هي العادات والتقاليد ولا أعتقد بأنهم يحتاجون إلى وعظ وتسييس. لوائح ومتطلبات دور السينما على طاولة هيئة الإعلام المرئي والمسموع يترقب المجتمع البدء بمنح تراخيص "دور السينما" بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال الشهرين المقبلين، حيث تعكف الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بصفتها الجهة المنظمة للقطاع هذه الأيام، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية المعنية على إعداد اللوائح والأطر التنظيمية الخاصة بذلك تمهيداً لافتتاح دور السينما في المملكة بشكل رسمي. ووفقا لرئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع رضا الحيدر فقد ناقشت الهيئة في اجتماعاتها السابقة الخطة التنفيذية ومتطلبات الجهات المعنية لإطلاق لائحة عمل دور السينما بالشكل الذي يضمن تقديم عروض تتوافق مع القيم والثوابت الوطنية من خلال محتوى هادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة، مشيرا إلى أن الهيئة ستستمر في عقد الاجتماعات المماثلة مع الجهات الحكومية والخاصة لحين الانتهاء من إصدار لائحة دور العرض السينمائي، حيث قطعت الهيئة شوطاً كبيراً في دراسة "القطاع السينمائي" وإعداد الأطر التنفيذية اللازمة لخلق تجربة سينمائية متكاملة بشكلٍ لا يقتصر فقط على ما تعرضه الشاشات، بل تقديم تجربة ثقافية وترفيهية لكل أفراد العائلة. وتسعى وزارة الثقافة والإعلام للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي، في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات المختلفة، وتأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للمواطنين وتأهيلهم لاكتساب المهارات الجديدة. وكان مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع برئاسة وزير الثقافة والإعلام د. عواد العواد قد وافق في 11 ديسمبر 2017 على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي، وقالت "الثقافة والإعلام" في بيان لها إن "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع، مؤكدة ان محتوى العروض ستخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، كما أكدت بأن العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثري وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة. السينما ستنقل المجتمع من عُزلة الهواتف المحمولة إلى نشاط جماعي مشترك أوضحت عبير خالد في مداخلة لها إن مشاهدي السينما يذهبون للدور لاستهلاك محتوى جيد ويمثّل ثقافتهم أو ثقافة مختلفة عنهم بشكل مميز لمدة تتراوح بين ساعة الى ساعتين كمعدل متوسط، والحفاظ على جودة المحتوى هي إشكالية لطالما تعاكست مع البث عبر الإنترنت والسبب يكمن في عدم وجود معايير وهيئات بحث وتطوير وممثلين ذوي خبرات واسعة ومخرجين محترفين وحتى لو وجدت جميع هذه العوامل في فيلم عبر الإنترنت وكان محتواه رائعا فهذه حالة نادرة وليست الأمر السائد الذي يمكن أن تقاس به الأمور وتصدر بناء عليه الأحكام. والى جانب المحتوى، يحتاج الناس في هذا الزمن الى وضع هواتفهم وعزلتهم جانبا والانخراط في نشاط جماعي أو هوية جماعية حتى لو كانت عبر استهلاك تقنية أخرى كشاشة السينما ذلك أنهم بشكل علمي أثبتته الدراسات لا يستطيعون الاكتفاء بالاستهلاك الإعلامي المنعزل الذي توفره الهواتف المحمولة، وهذه الرغبة الجماهيرية بهوية جماعية أو استهلاك جماعي للمحتوى تمنح السينما طابعا مميزا لا يمكن الخلط بينه وبين استهلاك الأفلام عبر مواقع الإنترنت. ما المطلوب ؟ هند الفهاد: * نحتاج إيجاد معاهد وأكاديميات متخصصة لإعداد المواهب في هذا القطاع، وتأهيل كوادر وطنية مؤهلة في صناعة الفيلم. * أتمنى أن يكون هنالك مساحة ثابتة للفيلم السعودي في صالات السينما، فالجمهور متعطش لرؤية قصصنا في السينما. * ينبغي أن نستفيد من التجارب السابقة وأن نبني على نتاجها تجربة سعودية جديدة ومدروسة. عبير خالد: * ينبغي أن نساهم في ترويج وتسويق المحتوى المرتبط بالسعودية. * اطلاعنا على تجارب النجاح والفشل العالمية عامل مهم في تطوير ونجاح صناعة السينما لدينا. * أتمنى أن تفتح الشركات السينمائية العالمية فروعاً ومكاتب لها في جدةوالرياض لتدريب السعوديين وفي نفس الوقت التصوير والمنتجة عن شتى مناطق المملكة بمختلف اللغات. بسام الذوادي: * نحتاج جهازاً منظماً يعي مفهوم السينما وحرية التعبير ويعطي التصاريح حسب اللوائح والقوانين. * أن نعطي الثقة والحرية في التعبير ليبدع كل في مجاله فالمحتوى ليس قضية أساسية. * علينا أن ننشىئ بنية تحتية ونستثمر في دور العرض وصناعة الأفلام ونقيم المهرجانات ومدن السينما ونجذب الصناعات السينمائية الأخرى لنا. أسامة الخريجي: * الأكاديميات بنية تحتية مهمة جدا للسوق ولكن يجب أن تراعي الأكاديميات في هذا المجال جوانب الاختلاف بين الأسواق التي أتت منها والسوق السعودية وذلك بالاستعانة بالخبرات السعودية. * ليكون لدينا صناعة قوية ومؤثرة ومنتجة يجب الاهتمام بالمبدعين السعوديين وبالشركات السعودية لأن عددها لا يكفي. السعوديون أنعشوا القطاع في الخليج وكسروا قاعدة ال15 % أوضح بسام الذوادي أن الكثير من المستثمرين والمنتجين والسينمائيين تركوا هذا المجال بسبب عدم وجود مردود مادي لانالعملية كانت صعبة جدا على المستثمر والمنتج وعلى الصانع، مشيرا الى ان الاحباط شمل الجميع طوال هذه السنين وهذا انعكس على الإنتاج السينمائي في دول الخليج العربي، وأنعكس على الأجور وحتى المنح الدراسية لدراسة السينما وكيفية صناعتها.. أما اليوم وبعد أن فتحت السعودية المجال للسينما بكثافة سكانية وقدرها 32 مليون نسمة، أعتقد بأن هذا الباب أنفتح لكل دول الخليج لتحقيق الأفلام السينمائية وعرضها على كثافة سكانية خليجية تقدر اليوم بما يقارب ال43 مليون نسمة، وهذا تقريبا عدد سكان الخليج ولا يشمل المقيمين، بهذه الكثافة السكانية نستطيع أن ننشئ بنية تحتية ونستثمر في دور العرض وصناعة الأفلام ونقيم المهرجانات ومدن السينما ونجذب الصناعات السينمائية الآخرى لنا، مبيناً أن الفيلم السينمائي في أي بلد يحتاج إلى 15 % على الأقل من عدد السكان لكي ينجح ماديا، وبوجود دور للعرض في كل مدن ومحافظات السعودية سيحقق الفيلم هذه النسبة نوعا ما. آفاق جديدة ستفتحها السينما أمام المواطن قال أسامة الخريجي في تعليقه حول الآفاق التي ستفتحها السوق السينمائية الجديدة أمام المواطن السعودي، والوظائف المتوقعة ومجالات الاستثمار المرتبطة بها.. قال الخريجي: لنقسم السوق السينمائي إلى 3 أقسام ونجيب على هذا التساؤل بما يخص كل قسم. القسم الأول: منافذ البيع (صالات السينما) فهذا القسم حجم الاستثمار فيه الأفضل باعتقادي كونه أقل مخاطرة من بقية الأقسام وهذا لا يعني انعدام المخاطرة ولكنه الأقل لاعتبارات عديدة لا يتسع المجال لذكرها أيضاً حجم توفير الفرص الوظيفية فيه جيد جداً ولكنه أقل من الإنتاج على سبيل المثال. والقسم الثاني: (التوزيع) وأيضاً هذا القسم مغري للمستثمر كون حجم الاستثمار فيه سينبني على حجم الطلب وأيضاً المخاطر فيه ليست عالية جداً في معظم الحالات أيضا يعتمد حجم التوظيف في هذا القسم على حجم الطلب الداخلي أولاً ثم الخارجي. أما القسم الثالث: (الإنتاج) وهو القسم الأهم كتأثير ثقافي ولكنه أقل الأقسام جذباً للمستثمر لارتفاع نسبة المخاطرة أما التوظيف فقد يوفر الإنتاج أعلى فرص وظيفية بين الأقسام الثلاثة إذا ما اقتنع المشاهد السعودي بالمحتوى السعودي. بسام الذوادي: الجمهور السعودي «الورقة الرابحة» في تنامي السينما الخليجية.. والقطاع سينتعش بالقرار هند الفهاد: السينما ليست مجرد ترفيه بل ترسانة اقتصاد وهويّة.. والجمهور متعطش للفيلم السعودي عبير خالد: الاطلاع على تجارب النجاح والفشل العالمية عامل مهم.. ومطالبون بالتسويق للمحتوى السعودي أسامة الخريجي: السوق السينمائية السعودية منفذ تجاري مغرٍ لشركات التوزيع في العالم.. وهذا ما نحتاجه لصناعة مؤثرة ومنتجة رضا الحيدر ننتظر أعمالاً فنية تقدم قضايا المجتمع والعالم بإطار فني عالٍ دور السينما مصنع لخلق صورة حقيقية تعكس هويتنا Your browser does not support the video tag.