في كل يوم تثبت المملكة أنها الدولة التي تحظى باحترام العالم لها، ولقادتها ولمكانتها الخليجية والعربية والإسلامية. ولعلكم تلمسون ذلك من خلال متابعتكم لاهتمامات الصحف العالمية وتفاعلها مع أي خطوة تخطوها المملكة في مسيرتها التنموية، وتوجهاتها السياسية والإسلامية. ناهيك عن طريقة التعامل مع قادتها عند زيارتهم لتلك الدول العظمى، فكلنا شاهد وتابع الاهتمام الكبير الذي حظيت به زيارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية، ومن قبلها زيارة سموه لعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، حيث لمسنا مدى الاحترام والتقدير من قادة تلك الدول ومسؤوليها في مختلف المجالات لسموه بشكل خاص وللمملكة بشكل عام. من الطبيعي أن نشعر كمواطنين سعوديين بالفخر والاعتزاز، عندما نشاهد ذلك الاهتمام الرسمي من دول هي صاحبة القول والفصل في السياسة الدولية، كأمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. فعندما تتصدر أخبار زيارة سمو ولي العهد نشرات الأخبار، والبرامج السياسية، وبرامج الحوارات الساخنة، والصحف العالمية الكبرى، فإننا حتما سنرفع رؤوسنا عاليا، لكوننا ننتمي لهذا الوطن المبارك، الذي «منّ» الله عليه بقيادة حكيمة وقوية. لكن.. ما علاقة تلك الزيارة وذلك الاهتمام الكبير بنتائجها والنجاح الذي حققته، بعنوان هذا المقال!!؟ الجواب هو التناقض ما بين ما تقوم به قيادتنا، والصورة التي يظهر بها مسؤولونا في تلك المحافل -وهي مواقف ومشاهد ترفع الرأس وترسم صورة متحضرة عن بلدنا ومجتمعنا-، وبين تصرفات «بعض» السعوديين في زياراتهم لتلك الدول. ومع أن الغالبية منهم يتصرفون بأدب، ورقي، واحترام للقوانين وأنظمة الدول التي يزورونها، إلا أن هناك من لا يعبأ بتصرفاته، سواء في الشارع أو المتنزهات أو الأسواق، أو بزيارته للأماكن المشبوهة مرتديا زيه الوطني وهو في أبشع صورة يمكن أن يتخيلها عاقل. للأسف الشديد، فإن مثل هذه التصرفات وإن كانت فردية، إلا أنها ترسم صورة سيئة عند شعوب تلك الدول عن المملكة وأهلها. فهل هناك ضرر لبلدنا أكبر من هذا الضرر!؟. لكم تحياتي