طرحت في المقال السابق مبادرة «الرسوم على المساكن البيضاء»، إذ أن فرض الرسوم على الوحدات السكنية الشاغرة في ال17 مدينة أمر مهم؛ كونه سيدفع نحو ضرورة استغلالها، وهو ما سوف يساهم في حل مشكلة السكن. كما أن الدفع نحو استغلال هذه الوحدات السكنية سوف يؤدي بالتالي إلى صيانتها والمحافظة عليها. وفي ضوء ما أشار إليه وزير الإسكان بأن هناك 900 ألف وحدة سكنية شاغرة حاليا وافتراضي بأن هناك حوالي 500 ألف وحدة ستكون شاغرة بعد فرض الرسوم على الوافدين، وإذا افترضنا أن يتم فرض رسوم بواقع ريال واحد في اليوم، أي 365 ريالا في السنة على كل وحدة من المليون و400 ألف وحدة سكنية الشاغرة، سيصبح لدينا 511 مليون ريال سنويا وهذا المبلغ يمكن أن يدعم وزارة الإسكان في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف الى رفع تملك السكن. كما يمكن أن تساهم في عملية تحويل ال 17 مدينة مستقبلا إلى مدن حضرية أكثر استدامة وازدهارا.. ولتفعيل تلك المبادرة، فإنني أطرح هنا آلية بثلاثة محاور لتفعيل تلك المبادرة. المحور الأول: التوعية بأهمية فرض رسوم على الوحدات السكنية الشاغرة كضرورة بيئية واجتماعية واقتصادية. وهنا أقترح عقد ندوات وورش عمل تقوم بها فروع وزارة الإسكان بمناطق المملكة وبمشاركة وزارة الشئون البلدية والقروية ومشروع «مستقبل المدن السعودية» الذي يتم بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل»، وممثلين من مجالس المناطق والبلدية، وكذلك المتخصصون من أقسام التخطيط الحضري والإقليمي بالجامعات السعودية. وذلك لتوضيح الأثر الاجتماعي والاقتصادي والأمني لهذه الوحدات الشاغرة على المدن، وترابطها مع ما هو قائم من وحدات سكنية محيطة بها، وأثرها على اقتصاد المدينة. المحور الثاني: الحصر الدقيق لعدد ونوعية وتوزيع الوحدات السكنية الشاغرة من خلال مصلحتي المياه والكهرباء لتحديد الوحدات ذات الاستهلاك المتوقف. والمحور الثالث: يختص بدراسة العوائد المادية لهذه الرسوم وكيفية استغلالها في تحسين مستوى الحياة في المدن، ودعم برامج الإسكان للمواطنين. أخيرا وليس آخرا.. يجب توعية المواطنين والمستثمرين في قطاع الإسكان بأن تلك الرسوم تهدف إلى استغلال الثروة العقارية غير المستغلة والبنية الأساسية القائمة عالية الكلفة. كما أن عوائدها ستذهب لتحسين مستوى الحياة في المناطق السكنية ودعم برامج الإسكان في المناطق السكنية. وهو ما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 في تحسين بيئة المدن والمناطق السكنية في مختلف مدن المملكة.