ذكرت وسائل إعلام روسية، أمس، أن أكثر من 105 آلاف مدني غادروا الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، منذ بدء الهدنة هناك أواخر فبراير الماضي، فيما لا يزال مصير سكان مدينة دوما -معقل «جيش الإسلام»- غير معروف. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن المتحدث باسم المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا، اللواء فلاديمير زولوتوخين، قوله: إن أكثر من 700 مدني غادروا الغوطة الشرقية، السبت. وأوضح زولوتوخين أن خروج المدنيين من الغوطة كان عبر منطقة مخيم الوافدين صباحا، وأضاف: «إن أكثر من 105 آلاف شخص غادروا بينهم أكثر من 700 اليوم (أمس)». وتأتي عملية الإجلاء غداة خروج مئات المقاتلين من فصيل «حركة أحرار الشام» على دفعتين من حرستا بناء على اتفاق مع موسكو. وبعد اتفاقي حرستا والجنوب لا يزال مصير مدينة دوما -كبرى مدن المنطقة ومعقل «جيش الإسلام»، الفصيل الأقوى في الغوطة الشرقية- غير معروف مع استمرار المفاوضات بشأنها مع الجانب الروسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إن جيش الأسد أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة بعد منتصف الليل». ما يعني أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الغوطة التي كانت المعقل الرئيس للمعارضة المسلحة قرب دمشق. ومكنت عملية الإجلاء قوات النظام من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل أكثر من 90% من مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرة الفصائل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير لحملة عسكرية عنيفة لقوات النظام، تمكن جيش الأسد خلالها من تضييق الخناق بشدة تدريجيا على الفصائل المعارضة بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة للقبول بالتفاوض. واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان النظام باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق شديدة. وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات «الإجلاء» بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام في العامين الماضيين.