لا شك أن المرأة السعودية تحظى في العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، برعاية واهتمام كبيرين، تمكنت معهما من إثبات وجودها وتحقيق إنجازات باهرة كبرى في مختلف مجالات وميادين التنمية الشاملة، وهو أمر مشاهد على أرض الواقع. وإزاء ذلك، جاءت رعاية الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود، حرم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، قبل أيام، لملتقى جامعة الملك فيصل بالهفوف، تحت شعار «الواقع وآفاق المستقبل»، الذي أضاف علامة بارزة من علامات تمكين المرأة السعودية على تحقيق قدراتها وتفوقها ومساهماتها الواضحة على اعتبار أنها تمثل نصف المجتمع في مجالات نهضوية متعددة. وقد أشادت سموها بما حققته المرأة في هذا العهد الميمون، من إنجازات مكنت المرأة من تحقيق ذاتها، ضمن سياسة الدولة الواعية بقدرات المرأة وإمكاناتها، فحظيت بذلك على ثقة غالية استغلتها خير استغلال لإثبات مكانتها في مجتمعها السعودي الناهض، وتلك سياسة سليمة تماما، فلا يمكن تعطيل نصف المجتمع، بل لا بد من تحفيزه وتشجيعه؛ ليواكب النهضة التي تنتهجها الدولة؛ للوصول بالمملكة إلى أوج ازدهارها وتقدمها ونموها. لقد تمكنت المرأة المنتسبة لجامعة الملك فيصل منذ تأسيسها، أن تحقق ثقتها بنفسها، وأن تواجه تحديات العصر، من خلال تفوقها الواضح في كل تخصصات الجامعة، لا سيما تلك المتعلقة بالشأن الزراعي تحديدا كعلوم وتقنية الغذاء وعلم البساتين وعلم التغذية وعلم الاقتصاد التطبيقي، ورغبة بعض الطالبات في الانضمام لقسم وقاية النبات وقسم التغذية الحيوية، فقد برزت المرأة بروزا واضحا في تلك التخصصات الهامة. الملتقى بجلساته ركز على أهمية دور المرأة السعودية في عهد الملك سلمان، ودورها في التنمية ومساهمتها في سوق العمل، في ظل رؤية المملكة 2030 وتمكين المرأة أيضا في ظل الرؤية ذاتها من تحقيق إنجازات مرتقبة في مختلف العلوم الزراعية والأغذية، وهو دور فاعل برز بوضوح من خلال أنشطة المرأة السعودية داخل مختلف الجامعات التي انتسبت إليها ومن ضمنها جامعة الملك فيصل بالهفوف. وثمة محور هام ناقشه الملتقى، ركز على الاهتمام بالشخصيات القيادية والمؤثرة في المجتمع، وقد تم تكريم الخريجات في هذا الملتقى الحيوي، الذي اختتم بموضوعات تناولت تمكين المرأة السعودية في عدة مجالات لتساهم بدور فاعل ومتميز لخدمة مجتمعها ومشاركة الرجل في تحمل مسؤوليات وتبعات الرؤية المستقبلية للمملكة، وأظن أن المرأة السعودية أضحت مهيأة في الوقت الحاضر للخوض في غمار التنمية لتثبت وجودها كعنصر فاعل من عناصر البناء والنهضة. والقيادة الرشيدة تعول على المرأة في هذا الوطن المعطاء الكثير من الآمال، بعد أن منحتها الثقة المطلقة لإثبات وجودها والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمعها، بما تملكه من مقومات سليمة، للمشاركة الفاعلة في تأدية واجبها الوطني، المنوط بها، وتحمل مسؤولياتها كاملة للنهوض بمجتمعها، فهي تمثل نصف المجتمع، ومتى تحرك بشكل سليم وصحيح وقويم فإن ذلك يعني النهوض بالمجتمع والوصول به الى أرقى المنازل والدرجات والمراتب.