تتجدد ذكرى بيعة الملك عبدالله بعد تسعة أعوام عاشها الوطن تحت ظل إنجازات وعطاءات ونجاحات متكررة ولافتة، كان للمرأة النصيب الأكبر منها، عبر منحها (30) مقعداً في مجلس الشورى، ليُصبح صوتها واضحاً وقوياً، إضافةً إلى المشاركة في صنع القرار داخل القطاعات التنفيذية المختلفة في الوزارات والجامعات والملحقيات التعليمية والمؤسسات الحكومية، الأمر الذي ساهم في إيجاد ثقافة تحترم المرأة وتدرك إمكاناتها وقدراتها وتعترف بدورها كشريك أساسي في جميع مناحي الحياة. وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حراكاً إصلاحياً تاريخياً، خاصةً فيما يتعلق بالمرأة، عبر حزمة قرارات جسدت رؤية ملك تربع على عرش قلوب شعبه بلا منازع، وقائد امتلك عقيدة سليمة ورؤية حكيمة، وقلب نقي لم يرضخ لقوى التطرف بتهميش المرأة، بل سعى إلى تمكينها وتفعيل مساهمتها المجتمعية، من خلال عضويتها في مجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية. ولم يقتصر دعم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على المرأة العاملة والقيادية فقط، بل وصل أيضاً إلى ربة المنزل و"الأُمية" ومتوسطة التعليم، عبر دعم برنامج الأسر المنتجة، وكذلك تأنيث محلات المستلزمات النسائية، لتُؤدي المرأة الدور المهم في المجتمع، فهي الأم والطبيبة والمعلمة وربة المنزل. دعم المواطن وقالت "د. حمده العنزي" -عضو مجلس الشورى-: أُهنئ الوطن في ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- راعياً للنهضة وقائداً لمسيرة مباركة تعهدنا فيها نحن بالسمع والطاعة والإخلاص، ونذرنا أنفسنا لبناء الوطن وحمايته ورعايته وصون ثراه، ونذر هو نفسه حفظه الله لخدمة وطنه وشعبه وأمته، مضيفةً: "ها نحن اليوم بفضل الله نعيش مسيرة ذاخرة بالانجازات الحضارية المتميزة في وطن مستقر وراسخ وآمن متعاضد حكومةً وشعباً"، مبينةً أن بلادنا شهدت خلال هذه الفترة نهضة عملاقة ابتداءً من إنشاء المدن الاقتصادية وزيادة نمو الجامعات، وكذلك مشروعات الإسكان وبرامج الابتعاث وتطوير التعليم، إضافةً إلى دعم المواطن للمشاركة في صنع القرار من خلال مجلس الشورى والمجالس البلدية، إلى جانب وجود دعم قوي ومتنامٍ ومنوع لكافة الوزارات والقطاعات الحكومية لتقديم أفضل ما لديها للمواطن. وأضافت أنه يحق للمرأة السعودية أن تفخر في البيعة التاسعة أن الأعوام الثمانية الماضية كانت سنواتها الذهبية بحق، فقد آمن خادم الحرمين الشريفين بدور المرأة المسلمة الفاعل، ورفض تهميشها وإلغاء دورها، لذا رأيناه يوليها اهتمامه ورعايته بإعطائها الفرصة للمشاركة الحقيقية والفاعلة في كافة المجالات، حيث ابتدأ من الحياة السياسية بإشراكها في صنع القرار في مجلس الشورى بعضوية كاملة، ومن ثم في الترشح لانتخابات المجالس البلدية، مبينةً أن المرأة تقلدت في عهده -حفظه الله- كثيرًا من المناصب القيادية والاجتماعية المؤثرة وفي كافة المجالات داخل الوطن وخارجه؛ لأنه آمن بحقها في الحصول على أفضل الفرص للعلم والعمل، لذا كان لها نصيبها في برامج الابتعاث، كذلك فتحت أمامها أبواب العمل ومجالاته المنوعة، مع الالتزام بثوابت ديننا وقيمه، لافتةً إلى أنه من أجل هذا كله حق للمرأة السعودية أن تسعد بذكرى البيعة التاسعة، بل وتجدد المبايعة، مع تحري مستقبل أكثر إشراقاً تحت ظل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-. الملك عبدالله مع المشاركات في اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري حراك تاريخي وقالت "د. حنان الأحمدي" -عضو مجلس الشورى-: إن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- شهد حراكاً إصلاحياً تاريخياً أذهل العالم من حولنا، خاصةً ما تحقق للمرأة السعودية، عبر حزمة قرارات جسدت رؤية ملك تربع على عرش قلوب شعبه بلا منازع، قائد امتلك عقيدة سليمة ورؤية حكيمة، وقلبا نقياً لم يرضخ لقوى التطرف وحشود الاحتجاج؛ لأنه يعرف أنه على حق، مضيفةً: "تعلمنا من هذا الملك الكثير؛ تعلمنا منه الاعتزاز بديننا والتمسك به؛ تعلمنا منه الولاء لوطننا والاعتداد بهويتنا وموروثنا الثقافي؛ تعلمنا منه أن ديننا وثقافتنا لا تعيق حراكنا وتطورنا؛ بل هي تدفعنا لنكون قدوة حضارية للعالم إن أردنا ذلك، تعلمنا منه الشجاعة والثبات في الحق"، مبينةً أننا نتذكر مواقف تلامس القلوب أكد فيها ملكنا الحبيب اعتزازه وثقته في المرأة، فقد أعلن في أكثر من مناسبة كان آخرها ذلك اليوم التاريخي الذي شهدته تحت قبة مجلس الشورى رفضه القاطع لتهميش المرأة وقال: "لا تهميش بعد اليوم"؛ فدفع من أجل تمكينها وتفعيل مساهمتها المجتمعية من خلال عضويتها في مجلس الشورى ومشاركتها في الانتخابات البلدية. شريك أساسي وأوضحت "د. حنان الأحمدي" أن هناك قرارات فاجأت العالم وفاجأتنا قبلهم، قرارات جسدت نقلة تاريخية في النظرة للمرأة السعودية، باعتبارها شريكًا أساسيًا في صنع القرار المجتمعي، قرارات استندت في أساسها على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء ورؤى العلماء، مضيفةً أنه تجسدت رؤية "أبي متعب" -حفظه الله- على أرض الواقع في عدة محاور، كان أهمها المحور التشريعي والرقابي المتمثل في مجلس الشورى، والذي أعتبره نقطة تحول في تاريخ المشاركة العامة للمرأة السعودية، لتدخل بثبات وثقة بوابة المشهد السياسي والقرار المجتمعي، مبينةً أنه من خلال دورها في مجلس الشورى تمكنت المرأة من المشاركة في صياغة العديد من الأنظمة المتعلقة بالعمل والحماية من الإيذاء، وكذلك حماية الطفل والاستثمار والبيئة والصحة العامة وحقوق المتقاعدين والمسنين والتعليم والثقافة والأمن، مؤكدةً على أن المرأة تمكنت من إبداء وجهة نظرها حيال أداء جميع أجهزة الدولة، وتحت قبة مجلس الشورى أصبح صوت المرأة مسموعاً حيال مختلف القضايا المجتمعية والذي كان مغيباً من قبل. أبو متعب يحتفي بممرضات وطبيبات المستقبل إدارة محلية وأكدت "د. حنان الأحمدي" على أن المحور الثاني يتمثل في الإدارة المحلية من خلال المجالس البلدية، التي تؤدي دور مهمًا في تلمس احتياجات المناطق وتطوير الخدمات البلدية بما يواكب تطلعات المواطنين، لهذا كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أن يحق لها المشاركة في الانتخابات البلدية بالترشيح والتصويت، مما يضفي بُعداً آخر لمشاركة المرأة على صعيد الإدارة المحلية، مضيفةً أن المحور الثالث يتمثل في تمكين المرأة من تولي مواقع صنع القرار في القطاعات التنفيذية المختلفة في الوزارات والجامعات والملحقيات التعليمية والمؤسسات الحكومية المختلفة، ولا شك أن دخول المرأة مواقع القرار انعكس إيجابياً على أداء هذه القطاعات وقدرتها على تلبية احتياجات مستفيديها وخاصةً النساء، كما ساهم في إيجاد ثقافة تحترم المرأة وتدرك إمكاناتها وقدراتها وتعترف بدورها كشريك أساسي في جميع مناحي الحياة، لافتةً إلى أن المحور الرابع هو تمكين المرأة تعليمياً وتشغيلياً وتجارياً من خلال جملة من القرارات المحورية أبرزها السماح للمرأة بالابتعاث لإتمام الدراسة، وهو قرار سنجني ثماره لأجيال قادمة -بإذن الله- من خلال تهيئة كوادر وطنية بعلوم متقدمة ومتطورة ومناهج وأساليب حديثة، مما يُسهم بإحداث نقلة جذرية في البيئة التنظيمية والثقافة المهنية في مختلف القطاعات. مواقع قيادية وأشارت "د. حنان الأحمدي" إلى أن رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لهذا النهج الإصلاحي مكنت المرأة من تبوؤ مواقع قيادية في كثير من قطاعات ومفاصل الدولة، فكرّم المبدعات من النساء في مختلف المناسبات بالأوسمة الرفيعة، ووجه باتخاذ العديد من القرارات المتعلقة بمشاركتها في النشاط التجاري وتشغيلها في القطاع الخاص؛ وأرسى بذلك قواعد ثابتة وراسخة للنهوض بالمرأة السعودية وتمكينها، مضيفةً أن هذه القرارات تفتح آفاقاً جديدة للأجيال القادمة لتلامس بطموحاتها عنان السماء، ولاشك أن المستقبل أكثر إشراقاً للمرأة السعودية في ظل قيادة ودعم وثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هذا القائد التاريخي بحكمته وبصيرته وإنسانيته وشجاعته، سائلةً الله أن يجزل له خير الثواب وأن يطيل بعمره لما فيه خير وطننا الحبيب. وتحدثت "د. هناء بنت إبراهيم السبيل" -أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود وعميدة كلية التمريض بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- قائلةً: إن المرأة السعودية سجلت حضوراً بالالتزام بشرف البيعة، وتخطت بمنجزاتها المحلية والإقليمية إلى العالمية، ولسان حالها يقول: "إن تمازج القيادة مع المواطنين في بيعة الإسلام تولد منه استقرار ونماء"، مؤكدةً على أن العهد باق على أن نبادل ذلك بحب وإخلاص ووفاء. مشاركة في التنمية واتفقت معها "د. فوزية أخضر" -عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين وإدارة جمعية المتقاعدين- مضيفةً أن خادم الحرمين الشريفين كان أول ملك تبايعه المرأة، فعند توليه مقاليد الحكم حضرنا كمنسوبات بالتربية والتعليم وبايعناه، فكانت هذه الخطوة الأولى التي أكدت لنا كنساء أن دورنا قد حان، وكأنه وجه لنا رسالة مضمونها: "حان دور المرأة"، مبينةً أن الملك عبدالله وطّد الطريق للمرأة ومهده، لتبدع بعد أن كانت مهمشة تحت الظل، حيث فتح أمامها المجال، وجعلها تشارك بالتنمية، بل وتقلدت عددًا من المناصب القيادية، وفتح لها المجال في التعليم والابتعاث، إلى جانب اهتمامه بالمدن الجامعية للطالبات، واهتمامه بالكوادر التعليمية، وفتح المجال لها بالدخول في المجال السياسي والتمثيل الدولي لبلدها في المؤتمرات الدولية، مشيرةً إلى أنه لازالت المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدة بانتظار دعمه الذي سيصلها دون شك. عصر ماسي وأكدت "د. تغريد سمان" -مديرة قسم التوعية الصحية في مستشفى قوى الأمن- على أن المرأة تعيش في عصرها الماسي، لاسيما بعد التمكين الذي لاقته في جميع النواحي كالتعليمية والصحية والسياسية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفةً أن الملك -حفظه الله- انتصر لقدرات المرأة التي كان يشكك فيها البعض بالسابق، حيث أعطاها الحق في الابتعاث، وفتح لها الأبواب داخل المملكة وخارجها، وكم من امرأة عينت في مناصب قيادية ودبلوماسية وأثبتت نجاحها وجدارتها بمزيد من الثقة، مبينةً أن الدعم لم يقتصر على المرأة العاملة والقيادية فقط، بل وصل أيضا لربة المنزل والأمية ومتوسطة التعليم من خلال دعم برنامج الأسر المنتجة، وكذلك تأنيث محلات المستلزمات النسائية، مشيرةً إلى أن المرأة أصبحت تدلي بصوتها بجرأة، وتؤدي الدور التوعوي في المجتمع، فهي الأم والطبيبة والمعلمة وربة المنزل، باختصار هي نصف المجتمع. قفزات واضحة ورفضت "د. فاطمة القرني" -عضو مجلس الشورى- أن يكون الدعم فقط للمرأة، مضيفةً أن الملك لم يكن نصير المرأة فقط بل حتى الرجل أيضاً، يجب أن نعي جميعاً أن خادم الحرمين فتح المجال للجنسين دون تمييز، وهذا لا ينفي أن هناك قفزات واضحة جداًّ في عهد "أبي متعب" للمرأة، بل ولم يمر على المرأة السعودية مرحلة أكثر من هذه المرحلة دسامة في إشراك المرأة، مؤكدةً على أن هذه الفترة يجب أن تستثمر بنظرة متوازنة بلا فئوية أو مناطقية، مبينةً أن الملك عبدالله -حفظه الله- فتح الباب على مصراعيه لدعم المرأة والرجل في ظل تعاليم الدين الإسلامي والالتزام بالضوابط الشرعية، وما حدث من قفزات تجعلنا نحرص على الالتزام الشرعي، لنثبت لأنفسنا وللعالم أجمع أن المرأة السعودية على قدر الثقة، مشيرةً إلى أنهن لن ينسلخن عن دينهن إذا تولين أي منصب أو انخرطن في العمل. وأضافت أن المرأة لن تتحدى الرجل، فهي مكملة له وليست متحدية، ونحن لسنا في منطقة صراع، يجب ألاّ نسمح بأن تكون المرأة في جبهة مضادة للرجل، فنحن مكملون لأشقائنا، مشيرةً إلى نجاح مشروع تأنيث محلات المستلزمات النسائية التي أثبتت فيها الفتيات حرصهن وتمسكهن بتعاليم الدين ليكونن واجهة مشرقة، مبينةً أن الملك عندما أعطانا فرصة إثبات النجاح ومشاركة الرجل في دفع عجلة التنمية كان على يقين بأن المرأة السعودية تستحق. حُب الوطن وأشادت "منيرة الشنيفي" -سيدة أعمال- باهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بالمرأة الأم، والذي لا يقل عن المرأة العاملة، مضيفةً أن وجود الأم في المنزل هي العامل الأول في زرع الوطنية داخل نفوس أولادها، مبينةً أن المناسبات الوطنية مثل ذكرى البيعة واليوم الوطني هي مناسبات نفتخر بها، ويجب أن نترجمها في أفضل صورة، فهي تلك التي تحتضن طفل الأمس لتخرجه رجل وامرأة المستقبل، ذاكرةً أن التربية هي من أولويات المرأة، لذلك هي تتحمل مسؤولية إنشاء جيل صالح يخدم المجتمع على عاتقيها، مُشددةً على أهمية زرع حب الأرض والوطن والوالي في نفوس أبنائها، فتبتدئ بنفسها أولاً وتُغري في أطفالها ذلك، ولا أجمل من حب الوطن شيء. وأضافت: يجب على المرأة الأم أن تشرح هذا الحب لطفلها وتترجم هذه العاطفة إلى مفردات توضح له أهمية كونه فردًا من هذا المجتمع، وأن عليه العطاء لهذا الوطن الغالي، موضحةً أن وجود أمثلة وأسماء نساء رفعن اسم الوطن عالياً دليل على دور أمهاتهن في زرع حب الوطن داخلهن، وأن خدمته واجبه على الجميع. .. ويُكرم د. خولة الكريّع عالمة أبحاث السرطان عضوية المرأة في مجلس الشورى فعّلت من مشاركتها في صناعة القرار د. فوزية أخضر د. تغريد سمان د. حنان الأحمدي د. هناء السبيل المرأة حاضرة في برامج التطوع الصحي في المجتمع المرأة أثبتت نجاحها في كل المهام التي أوكلت لها تهيئة كوادر وطنية بعلوم ومناهج وأساليب حديثة