أكد مختصون في العلاقات الدولية أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب لقائه بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، دليل على قوة وثقل المملكة في العالم. منوهين في ذات الوقت بقوة العلاقة بين واشنطن والرياض، التي وصلت الآن إلى أفضل حالاتها متقدمة على أي وقت مضى، وهو الأمر الذي سيفضي الى بناء تحالف عظيم يضمن الأمن في العالم ومنطقة الشرق الاوسط. مبينين أن جميع دول العالم تتابع بشغف مدى التقارب الكبير بين المملكة وامريكا على مختلف الصعد. وأشاروا خلال حديثهم ل«اليوم» الى حرص المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين على الدفع بعلاقات الولاياتالمتحدة والسعودية الى آفاق أوسع وبناء شراكات إستراتيجية تتفق مع القرن الحادي والعشرين ورؤية المملكة 2030. أسس متينة وقال الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور عوض بن سلامة الرحيلي: إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توضح الاسس المتينة التي تبني التحالف العظيم لأكبر دولة في العالم مع شريكها الأقدم في الشرق الاوسط. وأشار الى أن تصريح الرئيس الامريكي حمل الكثير من التقدير للمملكة في تحملها الجزء الاكبر من فاتورة الدفاع عن الشرق الاوسط في إعلان هام وواضح بأن المملكة تسعى جاهدة لحفظ السلام في المنطقة، مؤكدا على العمق التاريخي في العلاقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية والثقل السياسي لأمريكا كدولة عظمى سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وأضاف البروفيسور الرحيلي: ان ما حملته تصريحات ترامب يعتبر رسالة واضحة لأهمية الدور السعودي في سعيه لحل مشاكل المنطقة، في خضم العديد من المخاطر التي تهدد منطقتنا بدءا من الأزمة السورية مرورا بالوضع في اليمن، والتي سببتها التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ودعمها المستمر للإرهاب والميليشيات المسلحة بهدف إشعال الحرب الطائفية وزعزعة الأمن في المنطقة بأسرها. تأثير إسلامي وحول تصريحات ترامب كذلك عن المملكة وولي العهد، أبان البروفيسور عوض بن سلامة الرحيلي: لا شك أن الإدارة الأمريكية تعلم تماما المكانة التي تحتلها المملكة العربية السعودية في قلوب المسلمين بصفة عامة، وتأثيرها الكبير والأساسي، في تحديد ملامح القرار العربي الموحّد، وتوجّهات المنطقة سياسيا واقتصاديا، فضلا عن دورها في جمع كلمة المسلمين والعمل على حل خلافاتهم البينية، وتحقيق مطالبهم وتطلعاتهم وصولا لأهدافهم المشتركة. وأكد الرحيلي أن المملكة والولاياتالمتحدةالامريكية تعملان على توسيع نطاق التعاون العسكري والأمني المشترك بين البلدين، فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتوقيع العديد من الاتفاقيات خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات المشتركة والعمل على تنسيق السياسات التي تضمن استمرار الأسواق النفطية وتوفر الامدادات في أسواق النفط العالمية، مبينا أن الولاياتالمتحدة لديها مصلحة كبيرة في نجاح خطة التحول الوطني السعودية 2020 ورؤية المملكة 2030 باعتبارها نموذجًا جديدًا للتحديث والتطوير المستمر، مضيفا أن هناك الكثير للقيام به ومحاولة تحقيقه، والتي ستجنيها تلك الزيارة في نهاية المطاف. مبينا: إذا كانت هناك نتيجة واحدة أكثر أهمية من أي نتيجة أخرى، فهي الخروج بوضع خطة مشتركة حول مجموعة من القضايا التي تهم المنطقة بصفة عامة والبلدين بصفة خاصة. مصالح مشتركة وأفاد المستشار الاقتصادي في العلاقات الدولية د. لؤي الطيار بأن العلاقة السعودية الأمريكية، تعد علاقة صداقة قوية تقوم على كثير من المصالح المشتركة الاقتصادية والعسكرية والفكرية. وقال: إن تصريحات ترامب تجسد أواصر العلاقة وقوتها، ووضعت النقاط على الحروف لملفات مهمة أهمها الملف السياسي خصوصا في هذا التوقيت والأزمة المشتعلة في كل مكان من حولنا، بالاضافة لمناقشة التدخلات الايرانية والملف اليمني والسوري والقضية الفلسطينية، مبينا أن عقود شراء اسلحة متطورة وإنشاء مصانع لتوطين صناعة الأسلحة في المملكة والتطرق إلى الطاقة النووية ملف ضروري لبناء قوة دفاعية تليق بمكانة المملكة باعتبارها المسؤولة الاولى عن أمن المقدسات الاسلامية، منوها باشارة ترامب الى دور السعودية الجاد لوقف تمويل الإرهاب. أما على مستوى السلام في الشرق الاوسط -والحديث ما زال للدكتور لؤي الطيار- فالمملكة تتحمل جزءا كبيرا من ميزانيتها لدعم السلام والأمن في المنطقة، منوها كذلك بتصريح سمو ولي العهد خلال حديثه للبرنامج التلفزيوني على القناة الأمريكية بأن المملكة تركز كل مجهوداتها لدفع عملية السلام للجميع. وقال الطيار: إن الجانب الاقتصادي حمل في طياته تقاربا كبيرا بين الدولتين، والعديد من الاستثمارات الكبيرة التي تشهد على مكانة وثقل اقتصاد المملكة ورؤيتها التنموية الكبيرة، مبينا أن زيارة سمو ولي العهد إلى أكبر المدن الاقتصادية في العالم بالولاياتالمتحدةالامريكية، واجتماعه بكبار المديرين التنفيذيين العالميين، بما في ذلك رؤساء شركتي «أبل» و«جوجل»، سيكون لها الأثر الايجابي الكبير في بناء أنموذج واضح المسار لبناء أفق واسع يتفق مع القرن الحادي والعشرين ورؤية السعودية 2030، مما يدفع بعلاقات الولاياتالمتحدة والسعودية الى آفاق أوسع وبناء شراكات استراتيجية، مضيفا أن مثل تلك العلاقات بين دولتين كبيرتين ستحقق المزيد من الأمن في الشرق الأوسط والعالم.