قبل عدة أيام نشر الكاتب الذي دائما ينكر فضل دولتنا التي فتحت له كل أبواب الفرص والتعلم والشهرة السيد عبدالباري عطوان مقالا تحدث فيه عن القدس. وموضوع القدس هو حديث العالم أجمع منذ زمن. والكل يعلم أن واشنطن ومنذ زمن قررت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. ورغم أن القرار ندد به كل العرب وغيرهم، إلا أن الكاتب - وكالعادة - لا بد أن يجد طريقة لكي يجذب القراء إلى ما سيكتب. وعندها قام بالزج باسم المملكة حتى لو كان ذلك عبر كلمات قليلة ولكنها خجولة؛ لأنه يعرف كما يعرف غيره موقف المملكة وشعبها من قضية فلسطين. ولكن شد انتباهي عدة كلمات في المقال تأكدت منها أن أشكاله لم يتعلموا ولن يتعلموا. وهذه الكلمات هي بالحرف الواحد تقول «لم نكن نتصور نحن الذين عشنا زمن المقاومة الذهبي ورفض هزيمة 67». ولا أعرف أي مقاومة ذهبية يتكلم عنها أو أهمية رفض وعدم اعتراف بهزيمة جعلت إسرائيل تزيد من مساحتها عدة مرات. في الحقيقة الكاتب حر في رأيه. ولكن ما يثير الدهشة هو أن الكاتب يكتب عن فلسطين والمحتل وغيرها من الأمور في وقت تكون سهام نقده باتجاه المملكة. ولكن فاته أن الكل يعرف أن المتضرر الأكبر مما حدث عام 1948م هو اللاجئ الفلسطيني الذي أعطاه القومي العربي كل الوعود بأن يترك أرضه وبيته للمحتل بوعود ذكرت أنه خلال أسبوعين سيعود إلى أرضه وبيته. ولكن وإلى الآن لم يعد إلى بيته ولم يسترد أرضه. فلا أعرف عن أي مقاومة ذهبية يتحدث عنها. والأغرب من ذلك هو أننا نرى الكاتب وغيره من القومجية لا يتحدثون عن مآسي الشعب الفلسطيني إلا من مقاهي لندن وباريس! في الوقت الذي لم يسبق أن رآهم أحد يزورون مخيمات اللاجئين أو يقومون بأي نشاط من شأنه تخفيف معاناة اللاجئ الفلسطيني. وفي نفس الوقت لم نر الكاتب يذكر ما قدمته المملكة لكل فلسطيني منذ عام 1948م، سواء أكان ذلك عبر استيعابهم واستضافتهم. ولا ننسى ما تقدمه المملكة للاجئ الفلسطيني وغيره من مساعدات مادية عبر الكثير من المشاريع والدعم المعنوي عبر إثارة مآسيهم وتسليط الضوء عليه في المحافل الدولية والإقليمية.