كل واحد منا قادر على العطاء، لا يوجد أحد غير قادر؛ لأن البعض منا يظن أن العطاء يعني فقط العطاء المادي، لكن أبواب العطاء واسعة، وليس لها حدود يقف عندها العطاء، ممكن أن يكون العطاء معنويا، وله الأثر الكبير على الفرد والمجتمع، فإن أعطيت من وقتك فأنت تمنح جزءا من عمرك، فإن كان ذلك لبر الوالدين أو زيارة المريض أو صلة الرحم أو أي عمل خيري أو عمل تطوعي، العفو عمن ظلمك والتجاوز لمن أساء إليك، صلة من قطعك، قبول عذر المعتذرين التنازل عن بعض حقوقك، كل هذه مجالات للعطاء، يحوي العطاء شتى أنواع السلوكيات ذات المنفعة للآخرين من المودة والحنان والعاطفة للمريض وللكبير والصغير. ممكن أن يكون العطاء فكرة نافعة، تهديها سواء في عملك ومجتمعك، العطاء يكون بالمال أو العلم أو المعرفة أو الخبرة، وممكن أن يكون العطاء بالمعلومات. العطاء لخدمة الآخرين من إماطة الأذى والمشي في مصالح الناس عطاء وتضحية وبذل، الصدق عطاء في حياتنا التي تمتلئ بالنفاق والكذب، الاهتمام يحتاج إليه الجميع سواء كبيرا أو صغيرا. الدعاء عن ظهر الغيب لمن نحب أو لمن لا نحب، كذلك الإخلاص يكون مصدرا للسعادة قادمة من الآخرين. يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» كان النبى -صلى الله عليه وسلم- نموذجا في الإيثار، فكان -صلى الله عليه وسلم- يؤثر على نفسه حتى لو كان به حاجة أو خصاصة. لذلك من يفكر على مائدة الحياة أن يشبع نفسه فقط فسيبقى جائعا، ومن يفكر أن يشبع من يحب سيشبع الاثنان معا، والعطاء سهل وميسر لكل فئات المجتمع والطبقات. والأهم دائما هو الدوام في العطاء، وإن كان قليلا، فقليل دائم خير من كثير متقطع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل». ونعانى حاليا في حياتنا من كثرة حب الذات، ربما بقصد أو غير قصد، أصبحنا نعيش وكل إنسان مهتم بالدرجة الأولى بأن يأخذ وأن يستفيد وأن يحقق مطالبه ومصالحه وحب النفس. أصبحنا جميعا سجناء حب المصالح وحب الذات كل يقول نفسي نفسي. للعطاء فوائد، كما ثبت طبيا وعلميا على الجسم والنفس والروح، العطاء عملية تؤدي إلى تحرير الإنسان من الضغوطات النفسية والجسدية والشعور بالانبساط والفرح؛ لنعش أجمل حياة مع العطاء، ولنعلم أن الحياة قصيرة، وأجمل ما فيها العطاء بكل ما في هذه الكلمة من معانٍ جميلة سامية.